قبل ساعات من زيارته الأولى والتاريخية لأثيوبيا، وبعد عودته مباشرة من زيارة السويد والدنمارك انفردت " بوابةالأهرام"، بحوار مع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية.
موضوعات مقترحة
طرحنا خلاله كل الملفات الشائكة التى تخص علاقتنا مع إثيوبيا وعلى رأسها قضية مياه نهر النيل، والدور الذى يجب على الكنيسة أن تلعبه لصالح الأمن المائى المصرى باعتباره قضية قومية بالغة الأهمية، وسألنا البابا تواضروس عن التكليفات المحددة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمطلوب تنفيذها خلال هذه الزيارة، وتطرق الحوار إلى مخاوف البابا فى رحلته لأثيوبيا وأيضآ طموحاته.
وبعيدًا عن إثيوبيا تناول حوارنا رحلته إلى السويد والدنمارك التى عاد منها الثلاثاء الماضى، وأيضآ رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التى ستبدأ منتصف أكتوبر القادم، وسألنا البابا تواضروس عن الانتخابات البرلمانية القادمة وموقف الكنيسة منها ونصيحته للمواطن المصرى.
وإليكم نص الحوار.
*تأتى زيارة قداستكم لإثيوبيا والتى تبدأ غدًا السبت ٢٦ سبتمبر، وسط أجواء سياسية متوترة بين البلدين على خلفية تعثر المفاوضات حول سد النهضة، وملف مياه النيل فماذا تحملون قداستكم من أفكار ستطرحونها على الجانب الاثيوبى لإذابة الجليد بين البلدين، وإعادة مسار التفاوض لصالح أمن مصر المائى؟
هناك ثلاثة أمور تتعلق بهذه الزيارة، الأمر الأول أن هذه الزيارة لإثيوبيا هى زيارة كنسية فى المقام الأول للاحتفال بعيد الصليب وهو أكبر الأعياد الإثيوبية، والأمر الثانى زيارتى هى رد على زيارة أبونا متياس بطريرك إثيوبيا التى كانت فى يناير الماضى.
أما بالنسبة للأمر الثالث فهى تواصل المحبة بين الكنيستين المصريه والإثيوبية أصحاب التاريخ الطويل، وبالتالى فإن هذه الزيارة ليست لها علاقه بأى أجواء معينة بين البلدين أو حول موضوع المفاوضات حول مياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبى لأنها مرتبة منذ عدة شهور.
*هل لديكم تكليفات محددة من قبل الرئيس السيسى والقيادات السياسية فى مصر بخصوص ملف مياه النيل وما هى هذه التكليفات ؟
لا توجد تكليفات محددة، ولكن الإحساس الوطنى وعلاقة الكنيستين يدفعنى من أجل وجود حالة من التوافق بين البلدين.
*القراءة المتأنية فى ملف العلاقات المصرية الإثيوبية تؤكد أن الكنيسة المصرية عبر التاريخ كان لها دور محورى فى الحفاظ على أمن مصر المائى، وكانت دائما القوة الناعمة القادرة على إحداث التغيير ؛ لماذا لم يعد للكنيسه نفس الثقل لدى إثيوبيا ومن المسئول عن ذلك ؟
طبعا التطورات السياسية التى حدثت فى الخمسين سنة الأخيرة سواء على الجانب المصرى أو الجانب الإثيوبى كان لها تأثيرات كثيره على مسار هذه العلاقات سواء على المستوى السياسى أو المستوى الكنسى ، لكن المبدأ الحاكم أن الكنيسه سواء هنا فى مصر أو هناك فى إثيوبيا تعمل من أجل صالح الوطن.
*يتوق المصريون إلى عودة العلاقات بين مصر وإثيوبيا لما كانت عليه من متانة ووحدة وتوافق فى عهد البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى فما هو السبيل الى ذلك ؟
الزمن لا يعود إلى الوراء، والمتغيرات كثيرة ، وأنا أرى أن العلاقات مع إثيوبيا يجب أن تأخذ المقام الأول ويجب أن نحافظ عليها من كلا الطرفين، فالتاريخ والجغرافيا والإيمان يحكموا هذه العلاقات ، والمشتركات بين مصر وإثيوبيا فى هذه ( التاريخ - الجغرافيا - الإيمان ) كثيره جدا.
*هل الكنيسة الإثيوبية لها ثقل ونفوذ لدى الشعب والقيادة الإثيوبية بما يمكنها من لعب دور يحفظ لمصر حقها فى مياه النيل بما لايضر الحق الإثيوبى فى نهر النيل ؟
بلا شك الكنيسة فى إثيوبيا وفى مصر لها دور فى خدمه المجتمع، وهى صوت حق فى المسائل، التى تناقش بين البلدين وموضوع مياه نهر النيل هو أولا عطيه من الله، فلا يجب أن يكون محور خلاف على الإطلاق، وكما يشرق الله شمسه على الجيع يعطى المياه للجميع، وأرى أن روح الحوار والاحترام تسود علاقات مصر وإثيوبيا الآن، وأن الحوار هو الوسيلة الأمثل فى حال وجود أى وجهات نظر مختلفة.
*ماهو برنامج زيارتكم لإثيوبيا والشخصيات التى ستلتقونها هناك ؟
هو برنامج حافل يتضمن زيارة بعض المدن الأثرية مثل " إكسوم"، العاصمة القديمة لإثيوبيا وبعض الأديرة للرهبان والراهبات، وأيضآ زيارة بعض الأنشطة الاجتماعية، التى تقوم بها الكنيسة الإثيوبية وستكون فرصة هناك لمقابلة بعض الشخصيات السياسية، كما هى العادة فى كل سفرياتى للخارج، وبالطبع زيارة السفارة المصرية هناك.
*ماهى طموحاتكم من هذه الزيارة وما هى مخاوفكم؟
لا توجد أى مخاوف على الإطلاق، أما من ناحية الطموحات فهى تأكيد المحبة للشعب الإثيوبى والتواصل، وروح الإخاء التى تربط بين شعبينا وبين الكنيستين.
*ماهى رسالتكم للأب متياس بطريرك إثيوبيا، وماذا ستقولون للشعب الإثيوبى هناك؟
أولآ أهنئهم بعيد الصليب لأنها الزيارة الأولى لإثيوبيا، فقد قرأت كثيرآ عن التاريخ الإثيوبى والتقاليد الغنية فى هذا التاريخ، وستكون هناك فرصه لمطالعة هذا على أرض الواقع، وطبعًا الكنيستان لهما نفس الإيمان ونحن أعضاء فى أسرة الكنائس الشرقية الأرثوذكسيه القديمة.
*ما هو حصاد زيارتكم للسويد والدنمارك وسبب تكرار الزيارة لأوربا، وهل تضمنت الزيارة مراجعة الأطباء الذين يتابعون حالة قداستكم الصحية ؟
صحتى الحمد لله بخير ولم أراجع أطباء هناك، وزيارتى للسويد والدنمارك، هى الأولى وهما جزء من إيبارشية الدول الإسكندنافية، ولنا أسقف هناك الأنبا أباكير، وقد زرت العام الماضى النرويج وفنلندا، وهذا العام أكملت النصف الثانى من الإيبارشية، ولنا كنيسة قبطية فى الدنمارك، وأكثر من عشرة كنائس فى السويد، ولنا أيضا فى أوربا خمسة عشر أسقف قبطى، فى حين أن فى الولايات المتحدة الأمريكية لنا فيها خمسه فقط ، وهذا هو سبب زيارة دول أوربا، وكانت هناك فرصة لمقابلة ملكة الدنمارك ورئيس الوزراء، ووزير الثقافه والأديان، وأيضآ فى السويد إلتقيت رئيسه الكنيسه السويديه ووزيره الخارجيه وملك السويد.
*ماذا عن زياره الولايات المتحدة الأمريكية، والتى أعلن أنها ستتم فى نصف أكتوبر ولماذا تأخرت هذه الزيارة، وما هى تفاصيل برنامجها ؟
بنعمه الله سوف تكون زيارتنا الأولى للولايات المتحدة الأمريكية فى النصف الثانى من أكتوبر، وتستمر ثلاثه أسابيع، وتأخرت زيارتى لأمريكا لأن جدولى مشغول من يوم تجليسى على الكرسى البابوى، وأحاول أن أوفق بين الزيارات الداخلية والخارجية، ونحن لنا كنائس مصرية قبطية أرثوذكسية فى أكثر من ستون دولة فى العالم، ويجب أن نقوم بإفتقادهم وربطهم بالوطن دائمآ.
وبرنامج رحلتى لأمريكا يتضمن زيارة أقدم إيبارشيتين لنا هناك واحدة فى الجنوب مع نيافة الأنبا يوسف، والأخرى فى الغرب مع نيافة الأنبا سيرابيون.
*كيف ترون الانتخابات البرلمانية القادمة، وما هو دور الكنيسة فيها سواء فيما يخص المرشحين الأقباط أو ما يخص من سيتم تعيينهم، ولمن ستعطون صوتكم وما هى رسالتكم للمصريين والأقباط فيما يخص انتخابات مجلس النواب؟
أولآ رسالتى تشجيع جميع المصريين فى الداخل والخارج على المشاركة فى هذه الانتخابات، وانتخاب البرلمان هو الخطوة الثالثة المكملة لخريطه الطريق، وبذلك تستكمل مصر مؤسساتها لتنطلق نحو تجديد وتجويد الحياة المصرية.
ونحن بالنسبة للأشخاص نشجع على ترشيح الكفاءات الوطنية، دون النظر لانتماءاتهم الدينية، ونصيحتى أن يختار كل مصرى ويمنح صوته لمن يستحق فى إدارة مصرنا العزيزة، دون النظر لأية انتماءات عرقية أو دينية أو حزبية.
*متى تستأنف قداستكم عظتكم الأسبوعية؟
فى الأسبوع الأول من نوفمبر إن شاء الله.
2 3 4