"وداع الآمال الوطنية".. هكذا كان عنوان خطاب القمص سرجيوس سرجيوس، الملقب بـ"خطيب ثورة 1919"، إلى سعد باشا زغلول عام 1921، والذي تراجع عن إرساله في اللحظات الأخيرة.
موضوعات مقترحة
و"سرجيوس" هو أول رجل دين مسيحي يقف على منبر الأزهر، وخطب من فوقه لمدة 3 أشهر فى أثناء ثورة 1919، ليحمل لقب "خطيب الثورة".
ويعتبر "سرجيوس" عنصرا مهما من عناصر ثورة 1919، حيث ساند سعد زغلول زعيم الثورة، إلا أنه عاد واختلف معه بشدة، متهما اياه بتعمد إذلال الشعب المصري.
وبحسب الوثيقة، التي أطلعت عليها "بوابة الأهرام"، فإن "سرجيوس" خاطب زغلول قائلا: "ما نصرناك يا سعد لتخذلنا، وما رفعناك لتذلنا، وما دافعنا عنك لتسلم بلادنا لمن ينظر إلى تصرفاتك بعين الارتياح".
كلمات "سرجيوس" تبدو صادمة وغريبة على وقع سمع مؤرخي ثورة 1919 ، فخطيب الثورة، الذي اعتلى منبر الأزهر يوما ما، كتب خطابا لزعيم الأمة يعبر عن ثورته على الثورة، واصفا إياها بـ"الانقلاب".
ووفقا للوثيقة، واصل "سرجيوس" انتقاداته الحادة لزغلول، قائلا: "اكتب هذا لا لتتوب وترجع إلى الصواب، لأني لست ممن يعتقد بمحاربة المقدر والمكتوب على الجبين يا سعد، إنما اكتب للتاريخ لئلا تلعنني الأجيال المقبلة كواحد من جنودك.. أقول وداعا أيتها الآمال الوطنية".
وأنهى "سرجيوس" خطابه، الذي تراجع عن إرساله واحتفظ به في مكتبته: "الوداع أيتها الحرية التي مر طيفها على مصر.. أرسل يا سعد جنودك لترجمني، لأني لا أريد أن أعيش وأرى الشر يحل ببلادي، فربما كان موتي محركا لضميرك فترحم البقية الباقية من مصر".
بيشوي بسيط – المؤرخ الكنسي – الذي كشف لـ"بوابة الأهرام" عن محتوي الوثيقة، يشير إلى أنه توصل لعدة وثائق نادرة للقمص "سرجيوس"، والتي من شأنها تغيير حقيقة تاريخ ثورة 1919، بعد نشر محتواها تباعا.
وأضاف بيشوي، أن ادوارد، حفيد القمص "سرجيوس" هو من أمدهم بهذه الوثائق، قائلا، إنهم سيسلمون أصولها للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، باعتباره رأس الكنيسة القبطية الأرذثوذكسية، ليسلمها للدولة.
واختتم "بسيط" تصريحاته بتأكيد أنه بصدد تجميع هذه الوثائق في كتاب يصدر عن مركز أبحاث المؤرخ المعني بتأريخ وتوثيق وإعادة نشر الكتب النادرة والتراثية، لتكون هذه الوثائق تحت سمع وبصر مؤرخي هذه الحقبة، للاستفادة منها.