شدد إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطنى للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، على ضرورة تحديث الخطاب الإعلامى العربي، خاصة بعد أن أكدت التطورات المتسارعة فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات دور الإعلام في المجتمع، مع بروز أساليب إعلامية حديثة باتت تؤثر في الأداء الصحفي والإعلامى لوسائل الإعلام المختلفة، وفى تحسين وتطوير أدائها الفنى والتقنى والمهنى.
موضوعات مقترحة
ورأى، فى الكلمة التى ألقاها فى الجلسة الافتتاحية للدورة الـ46 لمجلس وزراء الإعلام العربى، التى عقدت اليوم برئاسته، بعد أن تسلمها من الأردن، أن خطورة الوسائل الإعلامية الحديثة تكمن فى التأثير الذى يتركه الإعلام فى وعى المجتمع وسلوكياته، مما يتطلب تحديث الخطاب الإعلامى والعربى بما يتماشى مع طبيعة العصر، مع الاحتفاظ بالخصوصية العربية، وبدور الأمة التي أسهمت فى بناء الحضارة الحديثة.
وأشار إلى ضرورة عدم الاكتفاء بتجديد الخطاب الإعلامى فحسب، وإنما الإٍسراع فى إطلاق مبادرات إعلامية ذات مقومات فكرية وثقافية راسخة، معتبرا أن الأمم التى لا تمتلك آليات إعلامها ومقوماتها ستيعين عليها أن تعيش فى أزمة فكرية وثقافية تهدد هويتها ووجودها، مطالبا، فى هذا السياق، بإعادة النظر فى المؤسسات الإعلامية العربية لتكون مؤسسات تربوية وثقافية من الدرجة الأولى، خاصة فى الحقبة الراهنة التى وصفها بـ"المصيرية"، وهو ما يستوجب تقديم مضمون ومحتوى إعلامى جاذب يحقق طموحات الجمهور العربى العريض، ويلبى حاجاته المستمرةن ليس عامًا بعد عام، بل يوما بعد يوم، إن لم يكن لحظة بعد أخرى، في إطار مهني وأخلاقي رصين.
ونوه "العابد" إلى أن الإعلام الجاد فى أى مجتمع يحتاج إلى بيئة مناسبة يعمل فى مناخها، موضحا أن أهم أركان هذه البيئة هى الحرية، التى أكد أنها شرط أساسي في انتعاش الإعلام وتطوره والاعتماد عليه كمؤثر إيجابى فى تشكيل اتجاهات المجتمع.