Close ad

خبراء: "داعش" تؤهل أطفالنا لحب الدم وحمل الرؤوس المقطوعة.. ومقاطع العنف أخطر من المشاهد الجنسية

1-9-2014 | 19:54
خبراء داعش تؤهل أطفالنا لحب الدم وحمل الرؤوس المقطوعة ومقاطع العنف أخطر من المشاهد الجنسيةصورة أرشيفية داعش
نجوى درديري
أصبحت مشاهد الدم والجثث وصور الأطفال الذين يحملون الروؤس المقطوعة يلهون بها، جراء ما يفعله تنظيم "داعش" الدموي بسوريا والعراق، وتبثها وسائل الإعلام المختلفة بشكل يومي، مادة أساسية لإثارة الذعر لدى الأطفال من جهة، وترسيخ أسلوب العنف فى حياتهم من جهة أخرى، خصوصاً وأن الطفل أصبح بطلاً فى أحداث العنف وقاتلاً أيضاً وليس مجرد مشاهد.
موضوعات مقترحة


وذكرت دراسة أمريكية راً، أن إقبال الأطفال والذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والعاشرة على مشاهدة الأفلام العنيفة والجثث والدم، فى تزايد شديد وخطير، جراء ما يشاهدونه يومياً، بشكل مقلق ومفزع.

"بوابة الأهرام" ترصد تلك الظاهرة وتقوم بتحليلها، والوقوف على أبعادها ومخاطرها.

وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد نشر منذ فترة قريبة صوراً لطفل استرالي الأصل (عمره سبع سنوات) وينتمى والده للتنظيم، وكان يحمل رأس مقطوعة لواحد ممن جز التنظيم رؤوسهم فى سوريا بينما كان يضحك، وقد أثارت تلك الصورة ردود فعل غاضبة فى العالم كله، واهتزت لها القلوب والأبدان، واعتبره البعض انتهاك لبراءة الطفولة، وأن الطفل أصبح فاعلاً للعنف وليس متفرجاً فقط.

كما كان لجمعيات حقوق الطفل فى العالم كله مخاوف من ردة فعل تلك الصور المرعبة على الأطفال، وتاثيرها النفسي السئ عليهم، وأرجعوا سبب شغف الأطفال بأفلام "الزومبي" ( تلك الأفلام والتى يكون أبطالها عبارة عن جثث تسير مقطوعة الرأس أو مشوهة)، فى الفترة الأخيرة.

كذلك نشرت مواقع التواصل الاجتماعي(الفيسبوك وتويتر) مشاهد لطفلة عراقية تسير فى مدينة أحد شوارع الموصل وهى تحمل رأس مقطوعة لأحد الأشخاص تلهو بها، بينما يضحك أطفال آخرون على المشهد.

كذلك نشر تنظيم "داعش" الإرهابي فيديو لطفل عمره 12 عاماً، ويبايع نفسه على الانضمام للتنظيم، المعروف بدمويته.

وقال الدكتور أحمد عبد العليم عضو مجلس إدارة الائتلاف المصري لحقوق الطفل فى تصريحاته الخاصة لـ"بوابة الأهرام"، فى تعقيبه على تلك القضية، أن الطفل يتعرض لمشاهد العنف الدموية بشكل لحظي سواء فى الوسائل الإليكترونية أو فى الشارع أو على صفحات الجرائد، أو حتى فى الأفلام والمسلسلات حتى تلك المصنوعة للطفل ، مشيراً إلى أن أدوات القتل، مثل المسدس والسيف والخنجر أصبحت صوراً ملموسة فى يد الطفل يلعب بها بشكل طبيعي.

وأشار إلى أن المشاهد الدموية أصبحت جزء خطير من مشاهدات الطفل اليومية، محذراً الأباء من عمل حسابات خاصة لأطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي فى أوقات مبكرة من أعمرهم، لافتاً إلى أن ذلك يفتح عوالم كثيرة ومتناقضة تملئها مشاهد العنف والجنس أمام الأطفال فى سن لا يدركون فيها معنى ذلك، بينما تخزن ذاكرتهم تلك المشاهدات.

وأكد عبد العليم على أن مشاهد العنف أخطر بكثير على الطفل من المشاهد الجنسية، لما لها من عواقب وخيمة، مشيراً إلى أن الطفل خصوصًا إذا كانت البيئة الحاضنة له غير مؤهلة لتدارك ذلك، أدى ذلك إلى ظهور الأطفال المجرمون.

وأشار عبد العليم، إلى أن الحل لتلك القضية هو الإتفاق على ميثاق الشرف الإعلامي، المهني والذي تتفق عليه كافة الأطراف فى الدولة سواء تلك المنوطة بقضايا الطفل، أو وزارة التربية والتعليم، وكذلك التليفزيون والإذاعة.

ومن جانبها قالت الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن استغلال الأطفال فى أعمال العنف له تأثير نفسي سئ للغاية على الأطفال المستقبلين لتلك المشاهد الدموية عندما يشاهدون أطفالاً مثلهم إما أنهم يتم قتلهم على أيدى إسرائيل فى غزة أو أنهم يشاركوا فى عمليات القتل بأنفسهم بمعرفة التنظيم الإرهابي"داعش".

وأشارت عيسوي فى تصريحاتها الخاصة لـ"بوابة الأهرام"، إلى أن الطفل يميل بطبعه إلى التقمص الشديد، وأن مشاهد الدم والعنف التى اعتاد مشاهدتها تؤهله لذلك، مشيرة إلى أن الأطفال فى عهود سابقة كانوا يقمصون دور لاعيبة الكرة والفنانين والضباط والأطباء، لكنهم الأن يتباهون بالقيام بدور القاتل والحرام حتى ولو بشكل تمثيلي.

وتوقعت العيسوي، أنه فى القريب سنجد حوادث عنف كثيرة بين الأطفال جراء مشاهداتهم للجثث والرؤوس المقطوعة والتى تبث على القنوات الإخبارية وعلى موقع الفيديو "يوتيوب"، مؤكدة على أن وسائل الإعلام لها دور كبير فى ذلك، وتهافتها على تداول تلك الصور بشكل غير مدروس.

كما لفتت العيسوي الإنتباه إلى أهمية، أن تهتم المدارس بتوعية الأطفال، وان يتحدثوا معهم عن مفهوم الدين الإسلامي الصحيح، من خلال حصص دراسية ثابتة.

وأعلنت العيسوى من خلال"بوابة الأهرام"، عن مبادرة خاصة لعلاج الأطفال نفسياً جراء مشاهدتهم للعنف، يوم الأحد مجاناً بمركز الطب النفسي بجامعة عين شمس، مشيرة إلى أنها تتقبل فى العيادات الحالات من التاسعة حتى الثانية ظهراً.

كانت أجهزة الأمن قد ألقت القت القبض على طفلين تراوحت اعمارهم بين 13 و14 عاماً بمدينة العياط، كانت التحريات قد كشفت عن قتلهم لطفل صغير(4 أعوام)، وتهشيم رأسه وإلقاء جثته فى مصرف.

وفى نفس السياق قالت الدكتورة فؤادة هدية أستاذ علم نفس الطفل بجامعة عين شمس، أن الطفل أصبح محاصر فى بوتقة من العنف، يومياً تبث صور أطفال مكفنون فى ليبيا والعراق وغزة، مؤكدة على أنه إذا لم يشاهدها فى التليفزيون سيشاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الأباء لن يستطيعوا وقف أطفالهما عن مشاهدة ذلك، وعليهم مواجهته وتحليله وشرح أسباب تلك الظواهر العنيفة ومن وراءها.

وأشارت هدية، إلى أن الأباء عليهم باصطحاب أطفالهم إلى أفلام الحركة، والأفلام التى تناسب أعمارهم ويشاهدونها معهم ويضحكون ويتحدثون ويتناقشون،مؤكدة على أن مشاهد الطفل الذي يحمل رأس بنى آدم مقطوع، أو أنه يبايع نفسه مع تنظيم داعش الإرهابي، فردية ولكن من الصعب محوها من ذاكرة الطفل مهما حاولنا سوى بالرياضة والأنشطة وإخراج طاقته الكامنة داخلة فى أشياء فنية يحبها.

وأضافت هدية، أن النقد لما يشاهده الطفل أمامه من مشاهد عنيفة هو الحل الأسلم لدى الأم والأب، ففى كل الأحوال الطفل سيشاهد ذلك، فعليهم إذاً أن يتحدثوا إليه.

ونصحت أستاذ علم نفس الطفل بجامعة عين شمس، الأم بأن تتعامل مع أطفالها برحمة فلا داعي أن تكون هى الأخرى عنيفة معه فيكفى العنف الذي يشاهده فى القنوات الفضائية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك فى الشارع، مشيرة إلى أن التربية السليم لأطفالنا وحبهم لن تجعلهم مقلدين لأى شئ سي.

ومن جانبها قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبيرة التربوية، فى تعقيبها لـ"بوابة الأهرام" على تلك القضية، أن الأنشطة المدرسية هى الحل لخروج باطفالنا من تلك المظاهر العنيفة والتى باتت تحدق به من كل جانب.

وأضافت عبد الرؤوف، أن الأنشطة الفنية والإبتكارية فى المدارس باتت شكلية، وأنها لا تخلق عن كونها مجرد حصة فى الجدول هذا إن وجدت، مشيرة إلى أن الأطفال محرومون الأن من التمثيل والغناء والرسم وكافة الفنون بالمدارس والتى تخرج مكنونات العنف من نفوسهم، وتحولها إلى طاقة إيجابية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: