Close ad

مسلسل "الجوع" بين الواقع والمبالغة وتشويه صورة مصر.. وردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي

24-7-2014 | 15:05
مسلسل الجوع بين الواقع والمبالغة وتشويه صورة مصر وردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعيصورة ارشيفية
نجوى درديري
يرتبط شهر رمضان بلاشك بالأعمال الخيرية، وفيه تتكاثف الإعلانات المرئية والمسموعة والمكتوبة، داعية للتبرع لهذه المؤسسات الخيرية، بشكل يستفز المواطن المصري، بل وتحدد له القيمة التى يجب أن يتبرع بها.
موضوعات مقترحة


وأحد هذه المؤسسات هو بنك الطعام المصري، والذي فاجأ المصريين بحملة دعاية عنه أسماها "مسلسل الجوع" ليس هذا فحسب وأيضًا برسالة نصية عبر الهواتف المحمولة تطالبهم بالتبرع بمبلغ 80 جنيهًا لإطعام أسرة، وقد أثار ذلك ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

واختار بنك الطعام المصري فكرة مسلسل "الجوع" كعنوان لحملته الدعائية لشهر رمضان هذا العام، ليعرض منه حلقات على الفضائيات، واختارت الشركة المعلنة قصصًا بعينها لترصد من خلالها جوع بعض الأسر، حيث قامت بتصوير أب وهو يأكل من صفائح القمامة أمام المطاعم، وقصة أخرى لأم تعول أطفالها، ويأخذ كل طفل دوره فى الأكل يومًا بعد يوم، حيث إنها لا تملك الطعام لتطعم أطفالها الصغار فى آن واحد.

أثار مسلسل "الجوع" ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورآه البعض أنها صورة تشوه الشعب المصري فى الخارج، وأنه يبالغ فى وصف صورة الفقر والجوعى فى مصر.

وعقبت آية أيوب مدير قسم التسويق ببنك الطعام المصري على ذلك قائلة، القصص التى عرضها الإعلان واقعية وتمثل بالفعل شريحة من الشعب المصري تعيش بيننا ولا يعلم عنها أحد، مشيرة إلى أن قصة الطفل الذي يأكل بالدور حقيقية، ورصدها بنك الطعام بالفعل وبنت شركة الدعاية عليها الفكرة.

وردًا على أن أموال المتبرعين تذهب إلى الإعلانات والتى تتكلف ملايين الجنيهات قالت أيوب فى تصريحاتها لـ"بوابة الأهرام"، "أموال المتبرعين تذهب إلى الفقراء والمحتاجين، أما الإعلانات فأموالها ينفقها الرعاة لبنك الطعام، وهم رجال أعمال يساهمون بشكل كبير فى تمويله".

وأردفت أيوب قائلة، "لولا الإعلانات لن يعرف الناس بنك الطعام.. وأن هناك مؤسسات أخرى تقوم بالدعاية لنفسها بشكل يفوق بنك الطعام.. كما أن وزارة التضامن الاجتماعى الخاضعين لها تسمح للمنظمات الخيرية بأن تنفق جزءًا من الأموال على الحملات الدعائية".

وفى السياق نفسه قال الدكتور أمين علوي خليل أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فى تصريحاته لـ"بوابة الأهرام"، فى تعقيبه على تلك القضية، قائلًا إن الإعلانات التى تعرض صورًا غير حقيقية للجوعى فى مصر، هى إعلانات مضللة وتستغل عواطف المصريين الدينية ، كما أن بها استهزاء لعقولهم.

وأضاف علوي قائل "أما إذا كانت هذه الصور حقيقية وأنها ليست تمثيلًا فلا ضرر ولا ضرار من ذلك، وعلى الناس أن تعلم ذلك حتى يشعروا بهؤلاء الفقراء".

وأشار أستاذ الشريعة والقانون إلى أن غالبية الناس تعرف أن عليها الزكاة والتصدق، أما الإعلانات التي تستجدى التبرعات فهي أصبحت كثيفة وتثير حولها اللغط، مشيرًا إلى أن الجمعيات الخيرية عليها بعرض ما قدمته خلال العام مثلا من عطاء للفقراء والمحتاجين، مؤكدًا أن هذا سيكون أجدى وأكثر إقناعًا للمشاهدين.

ومن ناحية أخرى رأى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أن مسلسل "الجوع" به إهانة للشعب المصري فى الخارج، حيث قال أحد النشطاء" لا أعتقد أن هناك من ينام جائعًا فى مصر.. ولو وقف فى إشارة مرور لمدة ساعة واحدة سيحصل على مبلغ لا يقل عن 50 جنيهًا".

فيما علق ناشط آخر على "الفيسبوك" على الرسالة التى أرسلها بنك الطعام المصري على الهواتف المحمولة فى بداية شهر رمضان، وتطالب الناس بالتبرع بمبلغ 80 جنيهًا لإفطار أسرة فى رمضان قائلاً "أمر غريب لماذا هذا المبلغ تحديدًا. وكان على الشركة أن توضح بنود انفاقه.. وأن مبلغ 80 جنيهًا يمكن أن يفطر أكثر من أسرة واحدة".

ومن جانبه كان من الصعب توصل "بوابةالأهرام" إلى مخرج الإعلان لتعقيبه على ذلك، وقد علمنا أنه يرفض التعقيب.

جدير بالذكر أن بنك الطعام المصري أنشا عام 2005 على يد مجموعة من رجال الأعمال كمنظمة غير هادفة للربح، وتهدف إلى إطعام المصريين الفقراء والمحتاجين على مستوى جمهورية مصر العربية، من الطعام الذي تتبرع به شركات أو أفراد.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: