أدلي نبيل فهمي، وزير الخارجية، بتصريحات صحفية للمحررين الدبلوماسيين ذكر فيها أن زيارته إلى بروكسل شملت خمسة محاور واتصالات حيث التقى مع عدد من المسئولين الأفارقة والأوروبيين كما التقى مع كاترين أشتون المفوضة العليا للشئون السياسية والأمنية وستيفان فولى مفوض التوسيع ودول الجوار، حيث تم بحث كل ما يتعلق بالعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى على المستويين السياسى والأمني.
موضوعات مقترحة
وقال "فهمي" إنه قام خلال الاجتماعات بشرح حقيقة الأوضاع فى مصر وإمكانية مشاركة الاتحاد الأوروبى فى متابعة الانتخابات القادمة.
كما تم التطرق إلى عملية السلام فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "أشتون" ستزور مصر قريبا لمزيد من التواصل حول كل الموضوعات، مضيفا أنه تم أيضا مع ستيفان فولى بحث بعض النقاط المعلقة بسبب سوء فهم لبعض الموضوعات وقد تم الاتفاق على إيفاد مبعوث للجانب الأوروبى ورفع توصياتهم بعد ذلك للمستوى السياسى.
وحول الاجتماع الوزاري العربي ونتائج جهود جون كيرى أوضح فهمى أن وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا موخرا أكدت فيه على دعم الموقف الفلسطيني وضرورة احترام المبادئ الأساسية لعملية السلام على المسار الفلسطيني واهمية حل النزاع من خلال التفاوض، مشيرا إلى أن هناك شكوى فلسطينية من عدم استجابة إسرائيل.
كما قامت الجامعة العربية بالتثمين على جهود كيرى، مضيفا أن البيان الذى صدر من الخارجية هو رسالة سياسية للعالم بأننا ندعم الفلسطنيين وضرورة قيام دولتهم على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وبالنسبة لما إذا كان تطرق فى مباحثاته الأوروبية لمسالة تسمية منظمة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، قال فهمي أنه بعد القرار الذى اتخذه مجلس الوزراء قامت الخارجية بترجمة مضمون الإعلان من خلال تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة اللارهاب و تم طرح الامر فى الجامعة العربية وأوضحنا اننا سنقوم ببحث الامر على كل دولة على حدة، موكدا أن الاتصالات لم تهدأ، وقد اتخذت بعض الدول قرارات فى هذا الاطار مثل السعودية كما يوجد نقاش حاليا فى بريطانيا وبالنسبة لروسيا فقد كانت من البداية تصنف الإخوان كمنظمة إرهابية، مضيفا أننا نتحرك برسائل محددة ونغير أسلوب تحركنا حسب الوضع والهدف، مؤكدا على منهجية عمل الوزارة وممارسة العمل السياسى الخارجى بالافعال اكثر من الاقوال وهناك خطوات محددة تتم وتظهر آثارها.
وحول طائرة الأباتشى قال إن هناك عملية صيانة تتم لطائرة أباتشى واحدة وقد ذكر الجانب الأمريكى أنه عندما تنتهى عملية الصيانة سيقومون بإعادتها.
وحول الحملات الإعلامية الغربية ضد مصر ومحاولة تصوير ما يحدث بأنه انقلاب، قال وزير الخارجية إنه إذا كان المقصود التقارير التى صدرت من بعض المنظمات فإننا نجد للأسف كثير مما ينشر بعيد كل البعد عن الدقة ونرجو أن يتواصل الجميع مع المؤسسات المصرية ليكونوا على دراية بحقيقة الأوضاع قبل النشر، مشيرا إلى أنه شعر بسلبية فى التوجه الإعلامى ولكنه لم يشعر أن هناك تركيزاً على أن ما حدث إنقلاب ولكن هناك تركيز سلبى وتساءل الى أين تذهب مصر بالنسبة للديمقراطية وان هناك إقصاء ولكنه لم يشعر أن هناك مبالغة فى السلبية، موضحا أنه على المدى الطويل فان افضل وسيلة للرد هو الاستناد إلي المعلومات الدقيقة، موضحا أن التعامل مع المراسلين يحتاج لمزيد من الجهد وأن اللقاءات بهم توفر فرصة هامة لتصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة.
وأشار أنه التقى باعضاء من البرلمان الأوروبى وكان هناك حوار مفيد للغاية و قمت بتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وشرح ما يحدث بشكل عام.
وحول السد الأثيوبي قال فهمى إن مسالة إنشاء السد لها تاريخ طويل ودراسات ترجع لعام ٦٤ وهى ليست مشروعات ظهرت بين يوم وليلة وقد كنا واضحين بان الاسلوب الوحيد لتحقيق المصالح هو بالتعاون ولن نصل إليه إلا من خلال تفاوض جاد وتفصيلى، موكداأن هذا الموضوع مهم جدا ولا مجال أو رفاهية للاستهتار به لأنه مرتبط بالأمن القومي، مشيرا أن المسار الفنى عقد ثلاث اجتماعات و قد ذهبت مصر بإيجابية واهتمام ولكن لم نصل إلى النتائج المرجوة ولا بد من التأكد من الجدية في التفاوض.
وتابع"لقد دار حديث مع وزير خارجية السودان فى الخرطوم والقاهرة حول هذا الملف كما التقيت مع وزير خارجية اثيوبيا فى بلجيكا، وجرى حديث اتسم بالمصارحة والمكاشفة الكاملة وتم عرض وبحث كل المخاوف والملاحظات والطلبات من الجانبين.
وأضاف "أننا سنتابع ونرى بعد ذلك تقيم كل طرف للحوار وإذا هناك إمكانية لمفاوضات جادة ام لا ولن أزيد عن ذلك فى هذه المرحلة حتى يتم تقدير مدى مساحة الجدية".
وحول ما أثير عن استعداد مصر لتمويل السد فى حالة الوصول إلى اتفاق ورد اثيوبيا على ذلك، قال إنه أشار لهذا الأمر فى محاضرة له بالمعهد الملكى فى بروكسل ردا على سؤال ولكن تم اقتطاع جزء من الحديث من بعض وسائل الإعلام، وأن الحديث كان يدور عن مشروع السد في تصميمه الأول بطاقته التخزينية المحدودة وبشرط المشاركة في الإدارة.
وأكد أن الموقف المصرى كان ولايزال وسيستمر ثابتاً بأن الأسلوب الوحيد لتحقيق مصالحنا جميعا هو التفاهم والتعاون ليس بالنسبة لموضوع التمويل فقط أو هندسة السد وتصميمه أو إدارته فقط فكلا منا لديه أولوياته لابد من صفقة شاملة تستجيب لاحتياجات أثيوبيا فى الكهرباء والسودان فى توافر مياه منتظمة ومصر التي تحتاج إلي مزيد من المياه وتتماشى مع الاعتبارات البيئية الخاصة بالمياه والاعتبارات القانونية المتعددة والأمر مرهون باتفاق يرضى الجميع، مضيفا انه حدث لقاء مع نظيره الاثيوبى اتسم بالمصارحة الكاملة حيث شرح كلا منا ما يريده والموضوع بالغ التعقيد والحساسية ونحن فى مرحلة فيها مصارحة كاملة وسنعرف مدى الجدية الإثيوبية بعد تقييم ردود الفعل.
وحول الأوضاع فى ليبيا قال انها بالغة التعقيد والحساسية والسلطات الليبية فى حدود امكانياتها كانت متعاونة ولا توجد سيطرة مركزية فى الساحة الليبية ولا استطيع أن أطلب ضمانات للتأمين للأفراد والتجارة التى ستستمر، موضحا أن مصر تضع سيناريوهات لكل شيء من الحد الادنى الى الاقصى فى مسالة التأمين، مؤكدا أننا لاول مرة نصدر بشكل منتظم بيانات نحذيرية للسفر إلى دولة عربية وليس لدى امكانيات لتوفير الأمن دون إلا بوجود الدولة المركزية فى ليبيا و نحن ندرس الأمر.
وحول ما إذا كان هناك تغير فى الموقف الإفريقى بالنسبة لإعادة أنشطة مصر إلى الاتحاد الافريقى، قال أن هناك تغير فى الموقف الافريقى، مشيرا إلى البيان الذى أصدره تجمع الساحل والصحراء والكوميسا والذى طالب باستئناف نشاط مصر فى الاتحاد الإفريقى بعضوية حوالي 38 دولة، مشيراً إلى حديث عدد كبير من المسئولين الإفارقة الذى التقاهم فى جولاته مثل رئيس نيجريا الذى أكد أن أفريقيا بدون مصر ليست كاملة وأنه يريد عودة مصر وتطلعه لحدوث ذلك بعد الانتخابت الرياسية كما أرسلت جنوب أفريقيا وفدا وزاريا وهناك اتصالات أخرى مع جنوب افريقيا تتم وهناك تصريحات تصدر بعضها إيجابى وأخرى بها عناصر سلبية.
وردا على سؤال حول إمكانية تعاون الناتو مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب،أشار أن الناتو مستعد بشكل عام لمساعدة مصر فى مكافحة الإرهاب و سيتم تحديد اطر ذلك وفقاً للأولويات المصرية وقد تم التطرق أثناء لقائى مع سكرتير عام حلف الناتو فى بروكسل إلى الحديث عن تهريب الأسلحة من ليبيا، مشيرا إلى أن هناك حذرًا للناتو بالنسبة لليبيا نظرا لدوره فى بداية الأزمة كما أن الوضع فى ليبيا حاليا لا يمكن السلطات الليبية من فرض نفوذها بالكامل.
وبالنسبة لزيارة الوفد الأفريقى برئاسة ألفا عمر كونارى قال إن الزيارة تأتى اتساقا مع زيارتين سابقتين، حيث سيلتقى الوفد مع الرئيس عدلى منصور ورئيس الوزراء وعدد من الشخصيات المختلفة وأعضاء مجتمع مدنى ومنظمات حقوق إنسان، موكدا أن الموقف المصرى لم يتغير وهو التمسك بخريطة الطريق وسننفذها باستحقاقتها بالنسبة للانتخابات القادمة، ونحن نرى أن قرار الاتحاد الإفريقي بتجميد أنشطة مصر، قرار جاء على عجلة ونرى أهمية إعادة النظر فيه.
وحول عدم عقد الموتمر الدولى لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، قال إنه بحث هذا الموضوع مع بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة لدى لقائهما فى بروكسل والذى ذكر أنه تحدث مع الدول المودع لديها اتفاقية منع الانتشار النووي حول أهمية الاتفاق على موعد عقد المؤتمر لأنه موضوع مهم.
وبالنسبة للقائه مع وزير خارجية جنوب السودان قال إنه التقاه فى بروكسل وهو ثالث لقاء بينهما ومصر مهتمة باستقرار السودان و جنوب السودان، موكدا أن التوتر بينهما يقلق مصر بشكل كبير، مضيفا أننا أبدينا استعدادنا للمشاركة فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ودعم جهود منظمة الإيجاد ستواصل مصر اتصالاتها لمنع العنف.
وحول قرار بريطانيا بمراجعة موقف الإخوان، قال نبيل فهمى إن مصر شرحت حقيقة الأوضاع وقد بدأت أطراف دولية توقن لأهمية موضوع الإرهاب وارتباطه بالأوضاع فى سوريا وليبيا وأفريقيا وما نشهده فى بريطانيا هو بداية تقدير أوروبى غربى أكثر جدية لخطورة ملف الإرهاب.
وبالنسبة لاجتماعات الجامعة العربية الأربعاء قال إن وزراء الخارجية العرب سيستمعون لتقيم الرئيس أبو مازن وموقف مصر الداعم لفلسطين ونرى أهمية التوصل إلى حل ينهى النزاع سريعا وليس التفاوض حول سبل التفاوض مما يعطل المسار ومن المهم التفاوض حول كل القضايا النهائية، مشيرا إلى أننا نحن نعطى النصيحة والقرار يعود للفلسطينيين.
وحول إقامة حوار استراتيجى مصرى أمريكى أكد أن العلاقات المصرية الأمريكية بالغة الهمية للطرفين وهي حاليا مضطربة والحوار الاستراتيجى هو الية لعودة العلاقات لمسارها الطبيعى ولكننا لم نبدأ الحوار فى هذه المرحلة والاتصالات مستمرة خاصة مع وزير الخارجية ولكن لايزال أمامنا بعض الوقت وقد تم فى زيارة كيرى للقاهرة إطلاق الحوار وقلت اننا فى بداية الطريق ونرجو أن يعقبه خطوات اخرى لم نأخذ خطوات إضافية وتوقفنا عند هذه النقطة.
وحول وجود محور مصرى -سعودى -إماراتى، قال إن حديث يذكرنى بظروف تاريخية قديمة، مشيرا أنه لا يوجد محور بالمعنى السلبى التقليدى لكن هناك تقاربًا في المواقف بين عدد من الدول العربية حول قضايا معينة مثل الإرهاب و كذلك مع دول أخرى ونأمل فى زيادة التعاون.
وبالنسبة لإنشاء مجلس مصرى اماراتى سعودى أردنى، قال إنه لا يوجد مجلس من الناحية الرسمية ولكن يوجد تبادل خبرات وتشاور مشترك حسب الموضوع والظرف، وحول ما إذا كانت مصر قد أمدت بريطانيا بمعلومات حول الإخوان قال إن هذا موضوع يتم بحثه بين الأجهزة الأمنية.