أشاد عدد من الدبلوماسيين بالزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السودان، موضحين أنها تؤكد متانة العلاقات التاريخية بين مصر والسودان وتدعم الكثير من التحركات المشتركة بين البلدين.
موضوعات مقترحة
وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم، تعتبر فارقة في العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأوضح العرابي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن أهمية الزيارة ترجع للوضع الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ولاسيما القرن الإفريقي، مشيرا إلى أن من بين أهداف الزيارة الدعم المصري للحكم الانتقالي للسودان.
ولفت العرابي، إلى أن السيسي بحث مع المجلس الحاكم في السودان بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، تعزيز العلاقات الإستراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه تم توقيع سلسلة من الاتفاقيات في هذا الإطار.
وأكد وزير الخارجية الأسبق، أن التنسيق المصري السوداني بشأن سد النهضة تتم على أعلى مستوى، منوها إلى أن التحركات المصرية أكدت على تمسكها بحقها التاريخي في مياه النيل إلى جانب تمسكها بالتوصل إلى حل سياسي قبل الملء الثاني لسد النهضة
واختتم العرابي تصريحاته بالقول:"الدولة المصرية والسودانية يتبنيان إستراتيجية متكاملة في التعامل بينها على أساس علمي"، موضحا أن تلك المنهجية سوف تدفع العلاقات بين الجانبين إلى مستوى غير مسبوق من العاون الاقتصادي والسياسي.
وفي هذا السياق قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم الإستراتيجية، إن تصريحات الرئيس السيسي، تؤكد على أمرين أولهما ضرورة أن مصر لن تقبل بإقدام الجانب الإثيوبي على الملء الثاني لسد النهضة دون تنسيق مع دولتي المصب مصر والسودان، وثانيهما ضرورة أن يتوصل الأطراف الثلاثة المعنية بالأزمة بحل قبل شروع أديس أبابا في الملء الثاني برعاية إفريقية ودولية.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن زيارة الرئيس السيسي للسودان تأتي بعد سلسلة من تبادل الزيارات المصرية السودانية والتي شهدت تنسيق للعلاقات بين الجانبين على الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والأمنية.
ولفت فهمي إلى أن الزيارة المصرية والتصريحات الصادرة من الجانبين المصري والسوداني سيكون لها مردود كبير على ملف سد النهضة على الصعيد الدولي، مشددا على أن الجانبين المصري السوداني يعملان على تطوير العلاقات بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
ونوه فهمي إلى أن الزيارة المصرية للسودان تمثل نقطة دعم للعلاقات الإستراتيجية بين الجانبين ونقطة دعم لنظام الحكم الانتقالي في السودان بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
واختتم فهمي تصريحاته بالقول: «من المتوقع أن نشهد خلال الفترة المقبلة تطورا كبيرا في حجم التبادل الاستثماري المصري السوداني، وكذلك في المزيد من تبادل الخبرات العسكرية والسياسية والاقتصادية وهذا ما تتطلع إليه الدولتين.
وتحمل الزيارة المصرية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم رمزية سياسية كبيرة الأمر الذي دفع المحللين لتسمية الأسبوع الذي انتهى بزيارة الرئيس السيسي للخرطوم بالأسبوع المصري السوداني.
وعن ذلك يقول السفير حسين هريدي مساعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي للخرطوم تمثل دعما لا محدود للانتقال الديمقراطي الذي تشهده السودان الآن، مشيرا إلى أن الدولة المصرية أعربت عن استعدادها الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم للخرطوم في مختلف المجالات.
وأوضح هريدى في تصريحات خاصة لـ«بوابة الأهرام»، أن الزيارات التي تمت على مدار الأسبوع الماضي بين القاهرة والخرطوم وأنهت زيارة خاطفة للرئيس السيسي جعلت من هذا الأسبوع أسبوعا مصريا سودانيا باقتدار، مؤكدا أن هدف الزيارة هو دعم الخرطوم في محاولات البعض من النيل من سيادتها على أراضيها.
وأشار هريدي إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس وثقت لعدة مشروعات تعاونية كبيرة بين الجانبين وانتقلت بالعلاقات المصرية السودانية من كونها علاقات تاريخية وثيقة لكونها علاقات تشابك ومصالح تجعل من الدولتين حلفين للحفاظ على مستقبلهما المشترك.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن تلك الزيارة وضعت ملف سد النهضة على الطاولة العالمية وأن الجانبين المصري والسوداني يتحدثان بلسان واحد وأن الدولتين لن يقبلا بملأ ثاني لسد النهضة قبل التوافق الثلاثي على عملية ملأ وتشغيل السد.
واختتم هريدي تصريحاته بالقول: «ملف سد النهضة تصدر المباحثات ولكن الزيارة تطرق لأمور أخرى تهم البلدين ولا تقل أهمية عن سد النهضة، نظرا لأن مصير الدولتين واحد»، مشيرا إلى أن ذلك ما أكد عليه الطرفان في تصريحاتهما.