نجرى نحو 1800 حالة قسطرة و300 عملية قلب مفتوح شهريا بتكلفة 48 مليونا
موضوعات مقترحة
لا نعانى نقصا فى المستلزمات الطبية.. لكنا لدينا مشكلة فى تخصصات الكوادر الفنية
تطوير المعهد بدأ فى 2015 على يد الجيش المصرى الذى تحمل تكاليف بلغت 300 مليون جنيه
«ارسم قلب وضحكة على الشبابيك.النور مخلوق لعينيك» هنا فى المعهد القومى للقلب، خلية نحل.. تعمل على قدم وساق على مدار 24 ساعة فى اليوم، خلية عمل هدفها إنعاش القلوب أولا، ورسم البسمة وعودة الأمل لكل من يطرق بابه. كما أحدثت قوائم العلاج طفرة كبيرة فى الصحة المصرية خصوصا فى معهد القلب، حيث ساعدته على التخلص من تعقيدات الروتين، وأصبح “إنقاذ المريض أولا” شعار الإدارة الجديدة للمعهد، ثم يأتى بعد ذلك إنهاء الإجراءات الروتينية .
«الأهرام العربى» تلتقى الدكتور محمد أسامة، مدير المعهد القومى للقلب، الذى يكشف لنا حجم التطوير والإنجازات بالمعهد، وأسلوبه فى الإدارة الذى يضع الضوابط والمعايير بدون استثناءات، مؤكدًا أن القوانين المصرية قادرة على حل أى مشكلة، لكن الإدارة بـ«الحب» وحده تولد مشاكل أخرى. وإلى تفاصيل الحوار:
> لنبدأ أولا بقوائم الانتظار.. ماذا قدمت للمرضى؟
أحدثت قوائم الانتظار طفرة كبيرة فى تاريخ الصحة المصرية، وحققنا نجاحات غير مسبوقة، ولأول مرة تكون لدينا إحصائيات دقيقة على شبكة الوزارة، ونقوم بإرسال جميع الخطوات التى تم اتخاذها مع الحالة. وعلى الجانب الآخر قدمت لنا كأطباء عددا من المميزات، فمن خلالها أتيحت الفرصة لتدريب الأطباء ،وأصبح النائب يجرى عمليات كان يقوم بها أستاذ، ومع زيادة الحالات تم عمل صندوقين وتخصيص مكافآت لرفع دخل جميع العاملين بالمعهد .
> هل واجهتم مشاكل أثناء تطبيق هذا النظام؟
المشكلة الأساسية كانت تتمثل فى سوء التنظيم، فعلى سبيل المثال تم فى شهر يناير 2019 إجراء عدد كبير من العمليات المدرجة على قوائم الانتظار، نحو 1880 حالة قسطرة وجراحة، ما تم تسجيله منها 700 حالة فقط، ولم يسجل العدد المتبقى منها لأسباب مختلفة، منها أن بعض الحالات كانت دون بطاقات وأخرى تم اعتمادها بالمجان، وكل هذا يعد مخالفا للوائح القانون والإدارة.
> وما الذى تغير بعد ذلك؟
بعد حدوث تلك الأزمة، نجحنا فى وضع حالات الطوارئ على قوائم الانتظار بنسبة وصلت إلى 23 %، وتم صدور قرار بأن يتم إجراء العمليات للحالات الحرجة والمستعجلة من خلال إبلاغ وزارة الصحة لإنقاذ المرضى، فهناك مريض جلطة لا توجد لدية بطاقة صحية أو مقيد بالمعهد، ويجب إنقاذه فى أقل من سبع دقائق أولاً، ثم نتبع بعد ذلك الإجراءات، وهذا ما نقوم به الآن، وهو واقع مطابق لما يحدث بالفعل.
> وبشكل عام .. ماذا عن أسلوب الإدارة الجديد بالمعهد بعد توليك المسئولية؟
عندما توليت المسئولية وجدت بعض المشاكل المتعلقة بأسلوب الإدارة، التى كانت تدار بمفهوم «الحب» فقط، وهذا أسلوب صعب فى الإدارة، ونجحنا فى تغييره إلى أسلوب اتباع القانون الذى يحدد الضوابط والمعايير دون أية استثناءات، فالقوانين المصرية قادرة على حل أى مشكلة، لكن الإدارة بـ"الحب" وحده تولد مشاكل أخرى.
> ما عدد العمليات التى يتم إجراؤها يوميا بالمعهد؟
نعمل فى المعهد على مدار الـ 24 ساعة، ونقوم بإجراء عمليات قسطرة وجراحة ما بين 70 إلى 100 عملية فى اليوم الواحد. وشهريا نجرى أكثر من 1800 حالة قسطرة و300 عملية قلب مفتوح، وتتراوح تكلفة هذه الجراحات ما بين 25 إلى 48 مليون جنيه، فأسعار الدعامات وحدها تبدأ من 14 مليونا إلى 25 مليون جنيه، وفى بعض الأشهر نتجاوز هذه الأرقام، لأننا أحيانا نستخدم أدوات أخرى أكثر تكلفة لبعض حالات الانسداد الكلى، فتصل تكلفة العملية الواحدة إلى نحو 100 ألف جنيه.
> وهل تتوافر دائما المستلزمات الطبية؟
طوال الوقت لدينا وفر كبير فى المستلزمات الطبية ولم يحدث أى خلل بهذا البند، لأنه من أهم احتياجات المعهد التى نلتزم بها.
> كم عدد غرف القسطرة والعمليات بالمعهد؟
لدينا 9 غرف قسطرة ومثلها عمليات، وهناك غرفة مشتركة يطلق عليها غرفة «هجين» يستطيع الجراح أن يجرى فيها عملية قسطرة وجراح آخر يجرى تغيير صمام لنفس المريض.
> متى بدأ تطوير معهد القلب القومى؟
بدأ بين عامى 2015 و 2016 من خلال الجيش المصرى الذى تولى هذه المهمة وتحمل جميع التكاليف التى وصلت إلى 300 مليون جنيه، وفى خلال هذه الفترة قمنا بتطوير 4 غرف قسطرة، وحاليًا نعمل على تطوير باقى الغرف، حيث كان العمر الافتراضى لمعظمها منتهيا، وعندما كان يحدث عطل بجهاز كان يتم تشغيله يدويا، وهذا أمر لا يليق بقيمة ومكانة المعهد، وحاليًا أصبحنا نتعامل مع شركة عالمية تقوم بتوريد جميع الأجهزة للمعهد، وملتزمة بعمل الصيانة والمتابعة لهذه الأجهزة، إلى أن ينتهى العمر الافتراضى للجهاز ويتم استلام جهاز آخر أكثر تطورًا. ونعمل الآن نعمل على تطوير 3 غرف قسطرة، كما تمت إضافة غرفة للمسح الذرى وغرفة الجاما كاميرا، وجهاز أشعة حديث مزود بكاميرا يرسل النتيجة على الفور للأطباء على التليفونات الخاصة.
> وماذا عن غرف رعاية خاصة بالأطفال؟
لدينا قسم خاص لجراحة الأطفال، يحتوى على 2 غرفة عمليات جراحة.. ولدينا قوائم انتظار خاصة لحالات الأطفال الذين يعانون من زيادة الكهرباء بالقلب ونقوم بتوفير منظمات القلب.
> كم عدد الأطباء العاملين بالمعهد القومى للقلب؟
لدينا 250 طبيب قلب، و100 جراح قلب، و600 ممرض وممرضة، ويتم العمل من خلال ورديات، كما نقوم بإجراء عدد من حالات الجمعيات الأهلية مثل الأزهر والأورمان وطالبنا بضمها على القوائم، كما وافق سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بضم عدد من حالات التأمين الصحى للقرارات والجميع يعالج بالمجان.
> كم عدد أطباء المعهد الذين يعملون خارج مصر؟
ثلث قوة أطباء المعهد يعمل فى دول أخرى، حصلوا على إجازة دون مرتب على مدار 20 عامًا، فالطبيب يسافر من مصر للحصول على أجر أعلى، وللأسف نحن نصرف على الطبيب تعليما ومالا حتى يتخرج ثم يسافر وتستفيد به الدول الأخرى، فعلى سبيل المثال لدينا أشهر 10 أطباء مصريين بإنجلترا.
> وكيف تم العمل على زيادة رواتب الأطباء؟
الرواتب من أكبر المشاكل فى معهد القلب، لأن الرواتب ثابتة وفقا للقانون، والطبيب يحتاج أن يعمل بالخارج ليحسن دخله، وأتمنى أن أمنح الأطباء أجورا أكبر، لكن عندما جاءت قوائم الانتظار وجدنا بها جزءا عبقريا مذكورا بها، وهو منح الطبيب أتعابه من ميزانية الحالات التى يجريها على مدار الشهر، وهذا المبلغ يجده الطبيب مرضيا ويشعره بالأمان والاستقرار، لأن الحالات موجودة بشكل دائم، وهذا أفضل له من العمل بالمستشفيات الخاصة.
> وماذا عن رواتب التمريض؟
للأسف هناك معاناة بسبب القانون رقم 14 لسنة 2014 الذى يحدد الرواتب. لكننا نحاول تعويضهم بقدر الإمكان، مع العلم أن رواتبهم أفضل من القطاع الخاص. والتمريض هو أول من يستقبل المريض إلى أن يخرج من المستشفى، لأن الطبيب وقته محدد، وبشكل عام يحتاج التمريض إلى دورات تدريبية وتثقيفية، ويحتاج إلى تغيير نظرة المجتمع لهذه المهنة الإنسانية.
> هل توزيع العاملين بالكوادر الفنية مناسب لكل اختصاص؟
لدينا مشكلة فى العاملين بالكوادر الخاصة من الفنيين، وهى عدم التوزيع الأمثل لهم، فهؤلاء جميعًا خريجو المعهد الفنى الصحى، ومنهم خريجو إحصاء طبى، وتشغيل وصيانة، ولكن منهم من يعمل فى صيانة الأجهزة الطبية، وهو غير متخصص فى هذا المجال، ونعمل حاليا على توزيعهم بشكل يخدم المكان.
> كيف يتم التعامل مع المرضى المترددين على المعهد أثناء أزمة كورونا؟
يتم التعامل مع الجمهور بحرص وقلق مع الأزمة، ونقوم بالاتصال معهم لتحديد موعد لإجراء العمليات فى الوقت المحدد لهم، ومنهم من يقوم بالاعتذار ويطلب التأجيل، بعكس السنوات الماضية كان المريض لا يجد وقتا قريبا، فالوضع اختلف كثيرًا عما مضى، الأمر الذى جعلنا الآن صفر حالات منذ 3 شهور، لكن لدينا بعض الحالات المؤجلة لأسباب طبية، ولكنها تظل على قائمة الانتظار، كما قمنا باتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية من خلال تخصيص ممرات آمنة للمرضى بجميع المستشفيات لمنع الاختلاط بين المصابين بالأصحاء.
> ما مدى تأثير كورونا على معهد القلب فى الضغط عليه؟
بالعكس كورونا فى عام 2020، تحمل أطباء المعهد جميع وحدات العناية المركزة بجميع المحافظات الإسكندرية والإسماعيلية وإسنا وأبو تيج والمنيا، وكان هناك جدول للسفر لجميع المحافظات، وكنا نمنحهم ملابس الوقاية اللازمة تجنباً لأية مخاطر أو لوجود مكان أقل تجهيزا، فنحن قمنا بتحمل مستشفيات العزل على مدار عام 2020.
> وهل مريض القلب يخضع لتحاليل فيروس كورونا؟
نعم نجرى لمريض جراحة القلب جميع التحاليل مع عمل الأشعة المقطعية على الصدر، لكن مريض القسطرة نجرى له التحاليل فقط، وإلا أننا بعد فترة قررنا الاكتفاء بإجراء جميع التحاليل، الحرارة والدم دون الأشعة، لأنها كانت مرهقة على البعض.
كما نجرى تحليل كورونا للأطباء المخالطين عندما يكون هناك اشتباه لبعض الحالات، ولدينا غرفة رعاية خاصة لحالات الاشتباه وليس غرفة عزل كامل، بها قسطرة خاصة بهم وهناك أطباء مخصصون لمتابعتهم. فعندما نتأكد من أن المريض حامل للفيروس، نقوم أولاً بإنقاذه وتركيب منظم لضربات القلب، ثم نستكمل أوراقه لنقله إلى أحد مستشفيات العزل، لحين تحديد موعد إجراء جراحة القلب له.
> كم عدد الأطباء والممرضين بمعهد القلب الذين ماتوا بسبب كورونا؟
توفى 4 أطباء كانوا كبارًا فى السن، ومنهم من كان يعمل بأكثر من مكان وهذا عرضهم للإصابة.
> ما المدة التى يحتاجها المريض بعد الجراحة للبقاء داخل المعهد؟
من يوم إلى يومين فى غرفة الرعاية ومن 5 إلى 7 أيام فى غرفة عادية.
> كم عدد الأسرة الموجودة بالمعهد؟
يوجد لدينا فى الرعاية المركزة 110 أسرة، و50 سرير رعاية متوسطة، و100 سرير غرف عادية.
> وماذا عن العمل فى وحدات العيادات الخارجية؟
تستقبل يوميا نحو 1500 حالة حتى الثانية بعد الظهر، فنحن لدينا وحدة الموجات الصوتية وبها عشرة أجهزة ووحدة لرسم القلب بالمجهود وبها 8 أجهزة، وعيادة السيولة يتردد عليها 180 حالة، ويتردد على مبنى المطار نحو 50 حالة، وهناك العيادة الجديد التى من دورها استقبال المرضى الجدد، ويقوم بالكشف عليه فى أول مرة طبيب استشارى، وتجرى له جميع الأشعة والتحاليل.. ومع وصول المريض يتم تحويله إلى التخصص اللازم له، ويصبح مترددا على المعهد، ويصرف له العلاج بقرار وزارى فى أول مرة، ونصرف له العلاج بالمجان من بند التبرعات، ثم يأخذ الموافقة بقرار علاج لمدة 6 شهور، وفى ظل أزمة كورونا يصرف له العلاج كل 3 شهور لعدم التزاحم.
> وماذا عن تطوير قسم الطوارئ بالمعهد؟
مبنى الطوارئ القديم حدث له تطوير، لكن الضغط الكبير عليه أكبر من سرعة عملية التطوير، ولا نستطيع القيام بأية توسعات، لأننا محاطون بأربعة شوارع، كما أننا لا نستطيع البناء وتحميل المبنى عددا أكبر من الأدوار غير ممكن.
> وكيف تتم عمليات التعقيم فى ظل هذا الضغط الكبير وازدحام المبانى بالمرضى؟
نقوم يوميًا بتعقيم جميع الأدوار، خصوصا قسم الطوارئ لكثرة الحالات المترددة عليه طوال ساعات اليوم، فيتردد علينا فى اليوم الواحد نحو 10 آلاف شخص فى حين أن قدرة المعهد الاستيعابية لا تتجاوز الـ1000 فى اليوم.. لكن مع اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية من خلال تخصيص ممرات آمنة للمرضى بجميع المستشفيات لمنع الاختلاط بين المصابين بالأصحاء.
لكننا نحتاج إلى مزيد من الوعى وعدم استغلال هذه المميزات من قبل من لا يستحقها، فالدولة تعمل حاليا على دعم ومساندة الفقراء، لكننا نجد عددا من الأغنياء يشاركونهم هذا الدعم ويعتبرونه من حقهم.
> ألا يمكن إنشاء وحدات قلب متصلة بالمعهد لتخفيف الضغط عليه؟
قمت برفع مذكرة لوزيرة الصحة ومحافظ الجيزة بأن تكون لدينا وحدات لفرز الحالات بمراكز الصدر لدى المستشفيات التابعة لها سواء فى مركز الحوامدية أم أى مركز آخر يتبع الجيزة، فهناك مرضى يذهبون للمعهد نتيجة خلافات زوجية, وتحصل على سرير دون غير حق وتدخل الطوارئ، فمن المفروض ألا تأتى هذه الحالات إلينا.
> وماذا عن وحدات القلب المتنقلة بمختلف المحافظات؟
هذا أمر معمول به وموجود فى كل دول العالم، وقام به من قبل الدكتور إسماعيل سلام، وزير الصحة الأسبق، لكنه توقف، حيث كانت هذه الوحدات تتجول بجميع محافظات مصر. لكننا فى الحقيقة نحتاج إلى ما يسمى بوحدة آلام الصدر فى كل منطقة، بحيث تكون قريبة من المواطنين، وهذا مشروع نعمل على تفعيله، وأن يقوم المركز بإجراء الكشف على المريض وعمل رسم قلب، وإنقاذه بمذيب الجلطة، ثم يتواصل معنا لنرسل له سيارة إسعاف مجهزة قبل نقله إلى غرفة العمليات.
> يتردد أن الحزن يضعف القلب، ما صحة الأمر؟
هناك متلازمة معروفة باسم «القلب المكسور» وعندما يتعرض الإنسان إلى حزن شديد يحدث ضعف شديد فى عضلة القلب، ويعانى لشهور، وبعد ذلك يستجيب 50 % منهم للعلاج.
> كيف تحدث السكتة القلبية؟
يعرف مفهوم أى وفاة فى أقل من ساعة «بالسكتة القلبية» فمنذ ظهور الأعراض وحدوث الألم بالصدر دون مقدمات، وهذا يعتبر موتا مفاجئا غير معروف الأسباب حتى الآن، فأحيانا تحدث الوفاة لعائلات فجأة نتيجة لبعض المتلازمات، وهى وجود قصور فى الشريان التاجى، أو لعدم انتظام فى ضربات القلب، فهذه العائلات نتابع تاريخها الوراثى ونقوم بتركيب جهاز منظم لضربات القلب، وجهاز قاطع للارتعاش، وهذا يعتبر علاجا استباقيا، ودائما نجرى الأبحاث والدراسات الجينية ونضعهم فى ظروف ضغط عال فى غرفة القسطرة قبل تركيب الجهاز لاختبار مدى استجابتهم له.
> ما فائدة شرب السوائل لتجنب حدوث الجلطات فى نواح مختلفة من الجسم؟
لتجنب حدوث الجلطات، خصوصا فى فترة انتشار فيروس كورونا، لابد ألا يقل شرب السوائل فى اليوم عن 2 لتر، حتى لا يتعرض الشخص للجفاف أو يحدث تخثر، وتكون النتيجة تكون الجلطات فى الجسم.