Close ad

في «حديث الأزمة».. بهاء أبوشقة يكشف لـ«بوابة الأهرام» تفاصيل "المؤامرة الكبرى ".. ومخطط أخونة حزب الوفد| حوار

20-2-2021 | 18:08
في «حديث الأزمة بهاء أبوشقة يكشف لـ«بوابة الأهرام تفاصيل المؤامرة الكبرى  ومخطط أخونة حزب الوفد| حوارالمستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد
حوار: محمد الإشعابي - أحمد سعيد حسانين

- أقول لـ"محمد عبدالعليم داوود" إذا أردت أن تغرد خارج السرب "شوفلك حتة تانية "

موضوعات مقترحة

- لم نشارك في الانتخابات بعقيدة مرتبطة بأنه يا إما "أخذ مقاعد أوأ دمر العملية الانتخابية بأكملها"

- قنوات معادية استغلت موقف أطراف المؤامرة وحثت المواطنين على النزول للشارع

- دعوة أطراف المؤامرة لهيئة عليا هدفه إحداث انقلاب في الحزب للسيطرة عليه والدفع به في اتجاه خارج السياق الوطني

- كانت هناك تمويلات كانت تُضخ في الحزب بهدف انهياره

- موقف الحزب عندما توليت كان 400 ألف جنيه ومديونيات 48 مليونًا.. والمتآمرون يسألونني فين؟

 - الحزب تعرض لمؤامرة لأخونته بأيادي الهضيبي ولدي الأدلة

- الوفد هو عمود الخيمة الحقيقي لبناء ديمقراطي حقيقي  ولن تكون هناك حياة حزبية حقيقية دون أن نكون أمام حزب وفد قوي 

- الحزب كان على شفا حفرة من النار وسيحترق وينتهي إلى الأبد نتيجة الفتنة الكبرى لولا مواجهتنا القوية

- تاريخ الوفد الوطني المشرف عبر 100 عام كان دائمًا داعمًا للدولة المصرية

- الرئيس عبدالفتاح السيسي يتبني مشروعًا وطنيًا لبناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة ونحن نؤيد هذا الاتجاه

- نؤيد الرئيس لأننا أمام مشروع وطني حقيقي وليس من مبدأ التأييد أن نمضي "صك على بياض"

- نلعب بقوة وبأقدام راسخة وثابتة على المسرح السياسي ومستعدون بشكل كامل لانتخابات المحليات 

- لم نتلق أي دعم من الدولة منذ عودتنا في 1978..والوفدي على استعداد أن يقطع من قوته وقوت أولاده في سبيل دعم هذا الكيان

- عدم حضور عبدالعال جلسات البرلمان أمور لا تستدعي الانشغال بها وأطالبه بأن يؤدي دوره أيًا كان موقعه

ربما لم يكن من السهل على أي رئيس حزب سياسي، أن يخرج على الرأي العام لكشف تفاصيل مؤامرة كبرى تُحاك ضد الحزب ورئيسه، لكن حجم المؤامرة تلك يبدو أنها أكبر من تصورات الكثيرين، حتى ربما تكون أكبر مما طُرح خلال المؤتمر الذي أعلن خلال المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، عن بعضٍ من اتجاهات البعض التغريد بعيدًا عن سياق الحزب "الوطني".

"كنت مضطرًا اضطرارًا وأنا مفعم بالألم والمرارة عندما اتخذت قرارات 9 فبراير إلا أنها كانت واجبة لحسم هذه الأمور لكي يسير الحزب في نفس المسار الزعماء السابقين".. هنا بدت صعوبة الموقف على رئيس حزب الوفد، في أثناء حواره مع "بوابة الأهرام" والتي أظهرت نبرة ممزوجة بحزن بائن لأن يصل حزب الوفد إلى ما وصل، لكن عنصر المواجهة كان الحاسم الأكبر للانقضاض على مساعي أعضاء قدامى بالحزب التاريخي والأقدم في مصر.

في "حديث الأزمة" الذي أجريناه مع المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، أظهر اتزانًا كبيرًا لحظة الحديث عن المؤامرة، وحمل صراحة واضحة حين أقدم على سرد تفاصيلها، كما أنها أظهرت جرأة كبيرة في اتخاذ قرارات فصل 10 من أعضائه البارزين، بعضهم أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، دون عودة، لتُصبح حديث الرأي العام لأيام.

وإلى نص الحوار....

سيادة المستشار الحديث عن مؤامرة داخل كيان كبير بحجم حزب الوفد لقى صدى واسعًا لدى الرأي العام.. لكن يبقى عنصر التوقيت حاسمًا في هذه الأزمة.. لماذا تم الإعلان عن تفاصيل المؤامرة في هذا الوقت تحديدًا؟

الأزمة تجلت في شهر سبتمبر المنصر، عندما تم الإعلان عن انتخابات مجلس النواب، وكانت هناك دعوة للهيئة العليا للانعقاد يوم 15 سبتمبر، لمناقشة مسألة مشاركة الحزب من عدمه في الانتخابات، وهل سنشارك ضمن القائمة الوطنية أم لا، وكان يلاحظ أن هناك اتجاهًا لافتعال الأزمات من قبل أطراف المؤامرة، بعد طلب عقد الهيئة العليا بل ومحاولة تصدير ذلك للشارع المصري بل والخارج أن هناك ثورة داخل حزب الوفد وصراع وعدم رضا وهذا الحديث تجلي.

ورغم أن اللائحة لا تتطلب موافقة الهيئة العليا لدخول الانتخابات البرلمانية وإنما تتطلب ذلك في الانتخابات الرئاسية، فقد فوضت سكرتير عام الحزب فؤاد بدراوي في أن يرأس اجتماع الهيئة العليا ورأينا في هذا الاجتماع من بعض الأشخاص الذين تم فصلهم محاولة لتصدير أن الحزب سينسحب من الانتخابات وهذه مسألة في الفقه السياسي تدمر أي حزب، لأن فاعلية وقوة أي حزب سياسي في الفقه الدستوري ترتبط بجاهزية الحزب في الدخول في الانتخابات في أي وقت

فكان هناك دعوة لننسحب من الانتخابات ورأينا الدكتور محمد عبده في أحد البرامج، وأعلن هذا الرأي بالمخالفة للائحة في أن العضو عندما يتحدث في أمر يتعلق بسياسيات الحزب لا بد من أن يأخذ رأي رئيس الحزب في هذا الشأن، وأعلن أننا سنقاطع الانتخابات، وبرر ذلك بأن الوقت سيئ بالنسبة لإدارة العملية الانتخابية، بل إن من كان يقود الحوار الأستاذ أحمد موسى سأله حتى لو كان هناك كم مقعد يأخذهم الحزب؟ قاله سندخل الانتخابات.. فحتى الإجابة كانت مسيئة لصورة الحزب لأني لم أدخل الانتخابات بعقيدة مرتبطة بأنه يا إما "أخذ مقاعد أو أدمر العملية الانتخابية بأكملها".

وهنا أدركت أن هناك مؤامرة تحاك ليس فقط تجاه حزب الوفد ورئيسه وإنما ضد اتجاهات الدولة في تنظيم الاستحقاقات الدستورية وإتمامها؟
أنا كرئيس للحزب ووفقا للمادة 20 من اللائحة فإن رئيس الحزب هو من يرسم سياسياته وهو المسئول عن الخط السياسي للحزب أمام الهيئة الوفدية ومؤسسات الحزب، ولما رأيت ما يحدث قرأت هذا المشهد وأدركت أنه له دلالة واحدة وهو أن نكون أمام إفشال العملية الانتخابية وهذا هو المقصود في المقام الأول، لأن حزب الوفد بما يمثله من ثقل سياسي وبما يمثله من أنه جزء رئيسي للنظام السياسي في مصر والمعارضة الوطنية طيلة 100 عام "فلما ييجي يقول هننسحب من الانتخابات فهي مسالة لها دلالة وكنا أمام أول مشهد من مشاهد سيناريو المؤامرة ضد الحزب على الأقل وكان معروف أفرادها".

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد مع محرر بوابة الأهرام

وماذا حدث بعد ذلك.. وما قراركم وقتها؟
الاجتماع الذي كان مقررًا يوم 15 سبتمبر تأجل ليوم 17 سبتمبر كي يكون هناك تصويت حول ما إذا كنا سنشارك في الانتخابات أم لا، لكن بدأت الفتن والشائعات المغرضة ضمن حروب الجيل الرابع، وكان هناك ترويج للمرشحين الوفديين بأنه تم استبعادهم ولم يعد هناك أمل لهم لا بالنسبة للقائمة ولا الفردي.

مع حلول يوم 16 سبتمبر كان لابد أن يكون هناك رد للحزب سواء بالمشاركة من عدمها في القائمة، فتحدثت مع السكرتير العام بالتواصل مع أعضاء الهيئة العليا تليفونيًا لأخذ رأيهم ونوثقه، وكنا أمام أغلبية كبيرة على دخول الانتخابات، وأُخطرت بذلك، ومن ثم ألغيت اجتماع اليوم التالي لأنه كان بهذا الخصوص، ففوجئت بأن هناك تمردًا آخر بالإصرار على عقد الاجتماع وإصدار قرارات فيها تمرد على سلطات رئيس الحزب واللائحة، وصور هذا المشهد وأرسل إلي قنوات معادية بأن هناك في حزب الوفد تمرد وثورة عارمة على الانتخابات على غير الحقيقة، رغم أن الهيئة الوفدية متفقة على وجوبية المشاركة في الانتخابات.


المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد


وأمام هذا المشهد استغلت قنوات معادية الموقف بل إن إحدى القنوات كانت تدعو الشارع وتهلل وتجد أن ذلك يمثل الإرادة الشعبية على غير الواقع والحقيقة، قياسًا على موقفهم، وتحث المواطنين على النزول للشارع، وصَدّر هؤلاء القلة مشاهد على غير حقيقتها وظللنا هكذا لفترات طويلة، حتى فوجئنا بوجود أتوبيسات داخل الحزب وهتافات معادية لما يشكل تجمهر وتظاهر بغير الطريق القانوني ومحاولة فرض رأي وتصديره للشارع في هذا الشأن وهي مسائل في مجموعها تشكل خطرًا مجردًا عن التكييف القانوني الجنائي بهدف إحداث فوضى متعمدة داخل الحزب لكي نصل إلي فكرة الفوضى الخلاقة وهي إحدى حروب الجيل الرابع أن تحدث فوضى نتيجة فتن ومؤامرات عبر السوشيال ميديا وكانت هناك تمويلات في الحزب كانت تضخ، ومن ثم كان لا بد أن نكون أمام رأي.

وقمت بالاتصال بشيوخ الوفديين ولجان المحافظات وجموع الهيئة الوفدية والتي أعلنت رفضها رفضًا تامًا لهذا الموقف بل شعرت أن الحزب في خطر.

كان موقفكم واضحًا منذ توليكم مسئولية حزب الوفد منذ نحو عامين وكانت سياساتكم دائمة في سياق الدعم الدؤوب للدولة المصرية وسياساتها والقيادة السياسية.. لكنكم أيضًا واجهتم تحديات داخلية كبيرة أبرزه الأزمات المالية بل إن أحد أسباب المؤامرة هي محاولات أطرافها للاطلاع على الموقف المالي للحزب

تاريخ الوفد الوطني المشرف عبر 100 عام كان دائما داعما للدولة المصرية، والهيئة الوفدية عندما انتخبتني سُئلت عن البرنامج الذي سألتزم به وقلت بوضوح "أن البرامج تكون عندما نكون أمام حزب وليد، إنما عندما نكون أمام حزب يمتد تاريخه لـ100 عام برنامجه موضوع لأنه تاريخ و مباديء وثوابت وقيم ومواقف كانت لزعماء مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين وأنا أسير على ذات النهج والطريق وأمامي هدف أضعه نصب عيني في أي موقف أو تصرف في هذا المجال.

وقلت للهيئة الوفدية إن حزب الوفد عبر تاريخه يقف إلى جوار الدولة الوطنية وقضاياها وأن "الدستور والحريات والجلاء" كانت مبادئه ومعركة القناة في 25 يناير 1952 دليل على وطنية هذا الحزب لأن الوطن والدفاع عنه مبدأ أساسي لديه.

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد مع محررى بوابة الأهرام

كما أنني قلت لهم نصًا إن مصر في هذه المرحلة تبنى والرئيس عبدالفتاح السيسي يتبني مشروعًا وطنيًا لبناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة، ونحن نؤيد هذا المشروع لأن حزب الوفد عارض كثيرًا وعندما كان يعارض كان على حق، وعندما نؤيد فنحن نؤيد على حق أيضًا، وهذا ليس معناه أننا نمضي صكا على بياض، وإنما نؤيد ما دمنا أمام مشروع وطني حقيقي، وهذه سياساتي وسياسة حزب الوفد ونعمل جميعا كوفديين

وأنا انتخبتني الهيئة الوفدية بأغلبية غير مسبوقة لأي رئيس حزبي سابق، وهي من طلبت ترشحي لرئاسة الحزب وهذه المسألة لم تكن في تفكيري لأنني كنت أعلم تمامًا الظروف التي يمر بها الحزب المالية، وعندما توليت المهمة كل ما كان له من رصيد داخل الحزب كان 400 ألف جنيه يوم 30 مارس 2018 يوم إعلان فوزي برئاسة الحزب، وكانت هناك مديونيات بنحو 48 مليون جنيه، وفي بعض الأشهر كنا نواجه التزامات بنحو 2 مليون جنيه شهريًا، وقمنا بتسديد العديد من الالتزامات وهناك خطة ممنهجة بأنه بحلول يونيو المقبل ستنتهي المديونيات.

هنا زادت نبرة الصوت عاليًا لدى المستشار بهاء أبو شقة فيما يعطيك تأكيدًا بأن أطراف المؤامرة لم يكن حري بهم التشكيك في مصداقية الرجل في ظل تلك التحديات الكبيرة التي واجهها حتى يسألوا عن الموقف المالي..

الصحيفة كانت صفر من يوم 31 ديسمبر 2017، وكنت أدرك لهذه الحقائق المُرة، إنما هذا الحزب مرتبط به منذ نعومة أظافري أنا وأجدادي، لأنه عندما يقال أبو شقة يعني الوفد، وأتحدى أن أي شخص من الأسرة انضم لأي تنظيم سياسي آخر أيًا كان منذ ألغيت الأحزاب حتى عادت ثم إلى هذه اللحظة، مستكملًا: "وأسرتي في 1952 كان حزب الوفد في أسيوط حصل على كرسي لمجلس النواب وكرسي آخر للشيوخ ولما النحاس باشا زار أسيوط سنة 1936 استضفناه عندنا، وقيمة حزب الوفد وتقاليده وثوابته منذ أن تفتحت عيناي.

أنا فاهم فن العمل السياسي وكل النظم السياسية مطلع عليها، والعمل السياسي والحزبي يقوم على أسس علمية ممنهجة وليست عشوائية، ونحن أن نلعب بقوة وبأقدام راسخة وثابتة على المسرح السياسي ليكون حزبًا قويًا جزءا من النظام السياسي القائم على التعددية السياسية والحزبية ، وأن الحزب هو عمود الخيمة الحقيقي لبناء ديمقراطي حقيقي، وأنه لن نكون أمام ديمقراطية حقيقية أو حزبية حقيقية دون أن نكون أمام حزب وفد قوي بل من يرجع إلي ما ذكرته مرارا أنني طالبت بأن نكون أمام حزبين أو 3 أقوياء في هذا الشأن وأن يكون حزب الوفد لاعبًا أساسيًا مع الأحزاب الأخرى وهذا الكلام ثابت.

وهذا خط الهيئة الوفدية والهيئة العليا، وعندما أجد من ينحرف عن هذا الخط انحرافًا آخر ونجد من يريد أن يدخل الحزب في أتون صراعات لا دخل له بها لا بد أن أتخذ موقفًا واضحًا وعندما أجد الأستاذ محمد عبدالعليم داوود مع احترامي الكامل له، وإذا كان له رأي أحترمه لأننا نقوم على الديمقراطية التي تحترم الرأي والرأي الآخر، إنما عندما تكون في حزب سياسي إما أن تلتزم بثوابت الحزب بالبرنامج السياسي له أو إذا أردت أن تغرد خارج السرب "شوفلك حتة تانية" بالنسبة للجميع، لأن نظام العمل الحزبي يقوم على هذا الفكر وهذا الكلام مرفوض وهو نواة التفجير الحقيقي لأي حزب سياسي.

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد

وهذا كان سر خلافكم الكبير مع محمد عبدالعليم داوود هو انحراف عن الخط الرئيسي للحزب.. أليس كذلك؟

عندما عقدت لجنة القاهرة ضمن اجتماع كان معد له سلفًا، والذي وظف لأمرين الأول: أن نكون أمام "حديث مسجل" أظهر خروجًا على الخط السياسي للحزب والانحراف به في مسار آخر يضع الحزب ورئيسه في موضع حرج، الأمر الآخر جمع توقيعات لعقد هيئة عليا يوم 13 يناير 2021 بالمخالفة للوائح وكان الطلب في هذا الشأن مراجعة الموقف المالي للحزب.

بذكر هذا الأمر وفي معرض حديثه، عادت ملامح الغضب ممزوجة بالتعجب الكبير لدى رئيس حزب الوفد الذي قال نصًا: "أنا استلمت الحزب فيه 400 ألف جنيه، فيه ودائع تفوق 20 مليون ومبالغ للتحصيل تفوق 20 مليون أخرى وسددنا حوالي 8 ملايين للأهرام لأول مرة في تاريخ الحزب، ويوم 19 يناير 2021، كنا أمام التزامات حوالي مليون 200 ألف جنيه والصحف الورقية في العالم كلها تتعرض للخسارة، وخسائر جريدة الوفد بلغت الآن نحو 395 ألف جنيه وعلى نهاية يونيو سيحدث مساواة ولن نكون أمام خسائر جديدة للجريدة.

أما الحديث عن تلميحات بخصوص المبالغ المالية راحت فين، يعني إيه؟، هناك أمين صندوق ومراقب مالي وكل مليم دخل أو خرج بـ"وصل"، وأعطيت تعليمات من اليوم الأول أن أي عضو في الحزب لديه رغبة في الاطلاع على أي بيان له الحق في ذلك وأهلا وسهلا به.

فدعوة لهيئة عليا لمراجعة ما هو مستجد وما كان مستجدًا هو بهدف إحداث انقلاب في الحزب للسيطرة عليه والدفع به في اتجاه خارج السياق الوطني، فكان لا بد من أحد أمرين إما أن نستسلم أو المواجهة ولدي المستندات الكاملة، وفي نفس الوقت هناك طلب موقع عليه من 71 عضوًا في الهيئة الوفدية يؤكدوا في سياقه أن الحزب يتعرض لمؤامرة لأخونة الحزب، وقلت هذا الكلام ومُصر عليه ولدي الأدلة أيضًا.

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد

هنا بدأت الإشارة تأخذ منحاها تجاه ياسر الهضيبي في الحديث عن محاولات أخونة الحزب، لكن بدا حديث أبو شقة غاضبًا من تلك المحاولات التي لا تليق وحزب الوفد الكبير بأن يوجد من بداخله من يسعون تجاه أخونته مغردًا خارج السياق الوطني..
قائلًا: لأن ما تضمنه هذا الإبلاغ المُوقع عليه اتكلموا عن ياسر الهضيبي وأنا في المؤتمر أعلنت عن ذلك وهذه هى المسألة لأنني أعتقد أنه في ضمير أي إنسان ولو كان لديه جزء يسير جدًا من الوطنية عليه أن يتحرك، وساعتها رجعت لشيوخ الوفديين والمسئولين عن لجان المحافظات، والجميع أصر على ضرورة أن نكون أمام موقف لإنقاذ الحزب وأن نكون أمام بناء وبناء قوي للحزب كي يؤدي دوره الحقيقي الوطني في أنه ممثل حقيقي للمعارضة الوطنية.

مفهوم المعارضة الوطنية

حديث أبو شقة تخلله توضيح لمفهوم المعارضة الوطنية، الذي يرى أنها تقوم على جناحين في الفقه الدستوري، الأول: معارضة موضوعية من خلال وجود خطأ أكتشفه، أقوم بعرضه باسلوب محترم، والثانية معارضة بناءة لوضع الحلول، إنما إذا وقفت عند معارضة لعرض الأخطاء فقط أنت هنا أمام معارضة لتصيد الأخطاء دون تقديم حلول.

ويستكمل: ومن ثم كان هذا هو هدفنا، وهو تصحيح مسار الحزب وصورته في الشارع السياسي في أن هذا الحزب ما زال وسيكون عند مبدأه وعند دوره في تمثيل المعارضة الوطنية البناءة.

سيادة المستشار.. قبل إقدامك على تلك الخطوة بفصل عدد من الأعضاء البارزين لدى الحزب وإعلان تفاصيل المؤامرة.. ألم تخشى من تبعات الانقسام داخل الكيان لاسيما أن هؤلاء الأعضاء من قدامى الوفديين؟

عندما تواجه بإصابة عضو من الأعضاء في جسمك بمرض، وهذا المرض تخشي أن يستشري في جسمك كي لا يتسبب في الوفاة لا بد من بتره، والمسألة أنه كان لابد من المواجهة لأن الوصول إلي يوم 13 يناير 2021، كان معناه النهاية الحقيقية لهذا الحزب والانحراف بالحزب إلى أجندات أخرى والقضاء على تاريخه إلي الأبد، فكان لابد أن نكون أمام هذه المواجهة إلي الأبد، وخصوصًا أنه كان هناك زملاء أفاضل طارق التهامي ومحمد فؤاد وغيرهم، تواصلوا معهم لكي يبعثوا لهم رسالة بأن "المسالة في غاية الخطورة" لكن لا حياة لمن تنادي.

وكنا أمام خدعة كبرى وفتنة كبيرة وطبقا للآية الكريمة "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً" أي أن الفتنة قد تصيب الأبرياء أيضًا، فكان هذا القرار ويمكن الشارع المصري رأى كيف كان التأييد من شيوخ الوفد والجميع أيد القرارات لأنهم كانوا مدركين لأن الحزب كان على شفا حفرة من النار وسيحترق وينتهي إلى الأبد.


المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد مع محررى بوابة الأهرام

لكن البعض كانت له تصورات أخرى فيما يخص محمد عبدالعليم داوود.. بأنه نتيجة الخطأ الذي وقع فيه في مجلس النواب مع أحد الأحزاب السياسية كان سر الإطاحة به من حزب الوفد.. ما تعقيبكم على ذلك؟

هذا الكلام غير صحيح لأن الأزمة معه وزملائه كانت قائمة قبل ذلك بفترات كبيرة قبل انعقاد مجلس النواب، والأستاذ محمد عبد العليم انضم إليهم في هذا الشأن.

إذن لماذا لم يتخذ رئيس حزب الوفد قرارًا استباقيًا بحقه وبحق الهضيبي في منعهم من الترشح لانتخابات النواب والشيوخ تحت سقف الحزب واسمه ورايته؟

محمد عبدالعليم ترشح ودخل الانتخابات والحزب دعمه كعضو قديم في الحزب وهو يعلم جيدًا أن الانتماء إلى حزب سياسي يفترض بطريق اللزوم الالتزام بمبادئه وسياساته، لكنه أراد أن يكون له سياسة أخرى تخرج عن سياسات الحزب، وخلافه داخل المجلس فهو شان خاص بالمجلس لأنه تحكمه لوائح وضوابط ويكرس اسم الحزب وتاريخه وإمكانياته للدفاع عن هذا الاتجاه وهو حر في اتجاهه.

الحزب يقف ويعضد ويناصر من يلتزم بمبادئه ومن يخرج عليها يتحمل مسئوليته لوحده، والناس انتخبته على هذا الأساس، والخط السياسي للحزب واضحًا وملتزمون به وسنلتزم به مستقبلًا وإن كان الوفديون لهم رأي آخر هقولهم متشكرين، وعندما تدخل تحت عباءة ومظلة الحزب الناس تنتخبك على مبادئه وهذه فكرة العمل السياسي غير الانتخاب.

وهل ما حدث منه في أولى جلسات البرلمان والجلسات التي تلتها واجتماع لجنة القاهرة والمسجل بالصوت والصورة يمثل التزامًا بسياسات الحزب؟ بالتأكيد لا.

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد

بهذه القرارات.. هل يمكن أن نقول أن باب العودة إلى الحزب مرة أخرى أضحى مغلقًا وأنه لا وساطة في هذا الأمر حتى لو كان هناك اعتذار؟

تعتقد أنه في فنيات إصدار القرار إنك تعطي قرارًا ثم تلغيه، ما دمت قد أصدرت قرارًا يعني أنني مقتنع به، والمسألة ليست مسألة اعتذارات شخصية.

أنا ليس لي مصلحة خاصة مع أي شخص، المصلحة هي مصلحة الدولة المصرية والحزب، وما يعنيني أن يبقى هذا الكيان ونعمل للمحافظة عليه.

حزب الوفد له تاريخ عريق وبالكاد يريد مزيدًا من التمثيل السياسي خلال الفترة المقبلة.. هل هناك خارطة طريق في هذا الشأن؟

هدفنا دائمًا أن يكون حزب الوفد عند تاريخه في أنه كان دائمًا قائدًا للمعارضة الوطنية بجناحيها الشريفة التي لا تبتغي إلا مصلحة الوطن والمواطن، هذا هو الخط الذي نلتزم به منذ تولي مسئولية الحزب وأن نكون حزبًا قويًا يلعب بقوة باقدام راسخة وثابتة علي المسرح السياسي وأن يكون جزءًا أساسيًا من النظام السياسي المصري القائم على التعددية السياسية والحزبية تفعيلا للمادة 5 من الدستور والذي سنعمل بقوة عليه خلال الفترة القادمة على أن هذا الحزب جزء رئيسي وجوهري تفعيلا للمادة 5 بما تعنيه أن نكون أمام ديمقراطية حقيقية و ممثلين للمعارضة الوطنية التي لا تحتمل المزايدات أو المصالح أو مآرب شخصية وكل ما تبتغيه هو مصلحة الدولة المصرية والمواطن.

بصفتكم وكيلًا لمجلس الشيوخ.. ماذا عن آخر التطورات بشأنه لاسيما في ظل تساؤلات البعض عن دوره البرلماني؟
سبب تعطيل الأداء أن الدستور المصري والفرنسي ينصان بخلاف دساتير العالم على أن لائحة المجلس يصدر بها قانون، واللائحة انتهت من مجلس النواب والقانون أصدر طبقا للدستور وجارى التصويت النهائي عليه الثلاثاء المقبل ثم سترسل لرئيس الجمهورية وتنشر في الجريدة الرسمية.

وبعد صدور اللائحة سيكون هناك دورًا قويا لمجلس الشيوخ يحقق الغاية التي تغياها التعديل الدستوري بان نكون أمام برلمان له غرفتين يعمل في تناسق وتناغم نحو تحقيق هدف واحد في أن نكون أمام تشريع أخذ القسط الأكبر والأوفى من الفحص والبحث والتمحيص من غرفتي المجلس فضلًا عن الاختصاصات الأخرى في الدستور سنعمل عليها في الفترة المقبلة بتفعيل الاختصاصات وسنكون أمام إثراء حقيقي للديمقراطية.

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد مع محررى بوابة الأهرام

عدد من الأحزاب السياسية بدأ التجهيزات المبكرة لانتخابات المحليات رغم عدم خروج القانون للنور.. نريد أن نطلع على ما يقوم به حزب الوفد في هذا الشأن؟

مجلس النواب الحالي هو مجلس نشط بأعضائه ورئيسه ويقومون بدور كبير ويسابقون الزمن في السبيل لأن نكون أمام تفعيل حقيقي لمجلس النواب في التشريع والرقابة والمساءلة، وعندما سيصدر القانون الذي له من الأولويات، سنكون أمام الانتخابات وهو سبب من الأسباب الرئيسة في أن حزب الوفد يكون أمام استعداد كامل بكافة مؤسساته ولجانه على مستوى القطر لنخوض انتخابات المحليات وسيكون لنا دور فعال وتمثيل حقيقي يليق بالحزب وتاريخه.

ولدينا شباب يملك من الخبرة والحنكة السياسية والالتزام والوعي السياسي ما يجعلك تتأكد أنك أمام خبرات كبيرة تضاهي شيوخ العمل السياسي، ولذلك لو حضرت اجتماعًا للشباب ستجد شبابًا لديه نضج سياسي حقيقي، ويُجري الآن التعاقد مع خبير برلماني لمزيد من التدريب في هذا الشأن، فالشباب في حزب الوفد له ميزة خاصة لأنهم تربوا في بيت وفدي منذ صغرهم.

كما أننا نُفعل دور المرأة الوفدية، ولدينا لجنة للمرأة والشباب في جميع المحافظات بجانب اتحاد المرأة الوفدية ولدينا لجانًا للمواطنة وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة في نحو 104 مقرات على مستوي الجمهورية.

البعض يلوم على الكثير من الأحزاب السياسية غيابها وانفصالها عن قضايا الشارع ومن ثم لا يحظى أغلبها بدعم جماهيري.. لكن تاريخ حزب الوفد بما له من صدى في أذهان جميع المصريين الأمر لديه مختلف.. فماذا قدمتم في هذا الإطار؟

بعدما توليت رئاسة الحزب، كان لابد من أن يكون هناك تواجد مكثف في الشارع المصري وهذا ما فعلناه، وقمنا بعمل القوافل الطبية في القرى والنجوع وتضم سيارات مجهزة بها أطباء في كافة التخصصات وكانت القافلة الواحدة تتكلف نحو 650 ألف جنيه بجانب العديد من المبادرات الخاصة بالحزب، ومساندة المبادرات الرئاسية ودعمها لأنها جميعًا في صالح المصريين، وهو أساس العمل الحزبي الممنهج واستضفنا العديد من الوزراء في لقاءات مفتوحة مع الوفديين وغير الوفديين وهي قمة الديمقراطية أن يكون المسئول وجهًا لوجه أمام المواطنين.

كما قمنا بعدد من المبادرات بعناوين "الوفد مع الفن" و "الوفد مع الشباب" وقمنا بعمل معسكرات قبل كورونا، وكذلك "الوفد مع المرأة" لدعم قضايا المرأة ونزلنا في المحافظات والمواطنون كانوا يستقبلوننا استقبالًا يليق بتاريخ هذا الحزب.

ولولا كورونا والعراقيل التي حدثت الفترة السابقة كنا سنكون أكثر تقدمًا، فنحن حزب سياسي عقائدي يدافع عن ثوابت وقيم وتقاليد قائمة منذ عشرات السنين، ولم نتلق أي دعم من الدولة منذ عودتنا في 1978، فالوفدي على استعداد أن يقطع من قوته وقوت أولاده في سبيل دعم هذا الكيان.

ونحن أعلنا مرارًا أننا مع إجراءات الرئيس السيسي في أي إجراء يتخذه في حماية أمن الوطن وأرسلنا له برقية بهذا المعنى، وكلفت رئيس لجنة العلاقات الخارجية بأن توزع هذه الرسالة على كل السفارات الأجنبية في مصر، وهذا هو الدور الحقيقي لأي حزب سياسي يقف إلي جوار الدولة، وكنت مضطرًا اضطرارًا وأنا مفعم بالألم والمرارة عندما اتخذت قرارات 9 فبراير إلا أنها كانت واجبة لحسم هذه الأمور لكي يسير الحزب في نفس المسار الزعماء السابقين".

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد

أخيرًا سيادة المستشار.. ما تعقيبك على ردود الفعل الغاضبة تجاه الدكتور على عبدالعال من قِبل بعض النواب نتيجة عدم حضور جلسات مجلس النواب؟

أنا عاصرت الدكتور علي عبدالعال وعملت معه والرجل أدى دوره في فترة غاية في الصعوبة وأنجزنا في الفصل التشريعي الأول عددًا من القوانين ما يفوق 977 قانونًا ونحو 360 معاهدة، وواجه تحديات كثيرة خلال فترة تقلده رئاسة المجلس.

وأطالب الجميع أن يضعوا نصب أعينهم إنجازات الرجل وأن نقدرها كقاعدة عامة، خاصة أنه أدى دورًا عن اعتقاد راسخ أن هذا هو الأداء الأمثل، وطرح هذه المسائل ليست لها تأثير فعال بخصوص حضوره الجلسات من عدمها، وأمور لا تستدعي الانشغال بها.

وأناشد الدكتور علي عبدالعال بأنه لابد أن يكون أمام روح رياضية، بغض النظر عن الموقع سواء عضوًا أو رئيسًا للمجلس، أن يؤدي دوره كنائب، وهذا سيكون لها من التأثير في عيون المصريين وقع كبير في أن الرجل متجرد من أي منصب ويعلو ويسمو عن المناصب وأن الهدف الأساسي عندما دخل الانتخابات في أن يؤدي دوره في البرلمان أيًا كان الموقع وهذا مبدأي في الحياة".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: