سيدة الغناء العربي أم كلثوم أيقونة كل العصور فرغم مرور سنوات مازالت تتربع بأعمالها على عرش الغناء وفي ذكرى رحيلها التي مرت منذ أيام قليلة فى الثالث من فبراير نعيد اكتشاف الكثير عنها فإنها تعد المطربة الأكثر تأثيرا، وانتشارا حتى اليوم.. وخلال سنوات مضت كان الجميع يترقب صوتا يرث موهبتها، حتى فاجأتنا حفيدتها المطربة سناء نبيل التى تتمتع بصوت أصيل وهي الأقرب إلى صوتها.
موضوعات مقترحة
فى حديثنا معها أكدت خوفها ورهبتها الدائمين من مقارنتها بكوكب الشرق من قريب أو بعيد، وتراه ظلما لها، وتؤكد أنها تعشق صوتها ولونها الكلاسيكى الفريد ولم ولن تخرج من عباءتها أبدا لفخرها بكونها من سلالة عائلة كوكب الشرق أم كلثوم وأوضحت أنها تحتفظ ببعض مقتنياتها بمنزلهم حتى تظل نصب عينها وفى قلبها وعقلها ووجدانها. وأكدت أن كل مقتنيات متحف أم كلثوم تم جمعها من منزل جدها بقرية طماى الزهايرة كما كشفت عن الكثير من حكايات جدها وجدتها عن الجوانب الشخصية والإنسانية لكوكب الشرق أم كلثوم، معها كان حوارنا.
ـ بداية عرفينا بنفسك ودراستك؟
اسمي سناء نبيل طالبة فى معهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، عاشقة للغناء والطرب منذ نعومة أظافري، ظهرت موهبتى منذ السنوات الاولى لى بالمدرسة فكنت أغنى أناشيد الطابور المدرسى ثم بدأت أغنى فى غرفة الموسيقى وامتزت عن بقية الزميلات فرشحت للغناء فى الحفلات المدرسية وأشاد الجميع بى وبموهبتى وعندما بلغت تسع سنوات شجعنى والدى ودعمنى وبدأت أسلك طريق الغناء فى المنصورة مسقط رأسي، ثم توجهت إلى الغناء بالقاهرة وساندنى الموسيقار سليم سحاب والدكتور أحمد عبدالله، وأعيش الآن وأسرتى بين القاهرة للدراسة والوجود الفنى وبين عائلتنا الكبيرة فى المنصورة.
ـ ما صلة القرابة بينك وبين كوكب الشرق أم كلثوم؟
أنا حفيدة شقيقة أم كلثوم الحاجة سيدة ولكنى أُعرَف فى الصحافة والوسط الإعلامي والفني بسناء نبيل حفيدة أم كلثوم.
ـ نشأت واشتهرت وسط الجميع بأنك حفيدة كوكب الشرق... فهل هذا حمَّلك مسؤولية كبيرة؟
بالطبع مسؤولية كبيرة فهى ليست مطربة عادية مثل بقية مطربات جيلها إنما هى كوكب الشرق التى عرفها العالم أجمع وعشق أغانيها سواء العاطفية أو الوطنية أيضا، وعندما بدأت الغناء انتابني الرعب والرهبة أيضا ومازال، لأن كل من يستمع إلىَّ سيقارن صوتى بها وهذا يصيبنى بالهلع الدائم لأنه لا يوجد بيننا أى نوع من أنواع المقارنة من الأساس فهى أم كلثوم كوكب الشرق ولم ولن تتكرر وأي مقارنة ستكون ظلما حقيقيا لى.
ـ هل ورثت چيناتها الفنية؟
ضحكت وأجابت: أتمنى وأحلم بأن أكون ورثت هذه الچينات فهذا شرف لى.
ـ هل أثرت فى تكوين شخصيتك؟
بالطبع أثرت فى تكوين شخصيتى الغنائية وسأسير على خطاها
ـ هل الموهبة تورث أم تكتسب؟
أرى أنها هبة من الله لا تورث ولا تكتسب وعلى الفنان أن ينمِّيها ويطوِّر أداءه وأدواته بصفة خاصة وأن يسعى إلى اكتساب مهارات جديدة تضفى على أدائه الامتياز والانفراد.
ـ شاركت فى برنامج arabs got talent فاحكى لى عن هذه التجربة وكيف استفدت منها؟
تواصلوا معى وطلبوا منى المشاركة فى البرنامج بعد سماع صوتى فى عدد من البرامج ووافقت على الفور وكانت أول مرة أغنى أمام نجوم، وسعدت بردود الأفعال كانت تجربة رائعة أفادتنى كثيرا خصوصا أنى وجدت فى البرنامج مع نجوم عظماء وغنيت أمامهم وهذا أكسبنى ثقة فى نفسى وفى أدائى وسعدت بالتجربة وبفوزى بالجولد باز.
ـ هل أحييت حفلات بمفردك على المسرح؟
بالفعل أحييت حفلات عديدة سواء على مسارح مصر أو خارجها وحققت نجاحا كبيرا ومن الحفلات الرائعة التى لا أنساها الحفل الذى أحببته بمفردى فى الإمارات كما أحييت حفلا فى المملكة العربية السعودية والكويت والأردن وفخور بنجاحاتى خصوصا أننى بدأتها وعمرى 18سنة فقط.
ـ وما الصفات المشتركة بينكما؟
جميع أفراد العائلة يرون أننى اكتسبت الكثير من الملامح سواء فى الشكل أو الصوت، وهذا أمر يسعدنى، وفخر وشرف، فلا يمكن أن يأتي مثلها أحد حتى وإن كان من عائلتها فكوكب الشرق أيقونة فنية وأسطورة غنائية لم ولن تتكرر.
ـ هل ستظلين فى عباءة أم كلثوم أم ستسعين إلى أن يكون لك لون آخر فى الغناء؟
أجابت بثقه:سأظل داخل عباءة أم كلثوم! سأحافظ على هذا اللون، وإن قررت تقديم أغنيات خاصة بى فلن تخرج عن الإطار الكلاسيكى لأغنيات كوكب الشرق.
ـ تفخرين بكونك قريبة أم كلثوم؟
بكل تأكيد أفخر وأتشرف بأنى من سلالة أم كلثوم العظيمة التي يحكى عنها العالم أجمع فعندما كنت طفلة وعلمت أنى قريبة كوكب الشرق لم أصدق إلا عندما تتبعت العائلة وعلمت من جدى وجدتى صلة القرابة بينى وبينها، وحكت لى جدتى رحمها الله عنها وبعد ذلك قرأت وتعرفت على تاريخ العائلة وتأكدت أنى من سلالة أم كلثوم وهذا أضاف إلىَّ وإلى حياتى الكثير والكثير فهى من أسباب نجاحى وشهرتى «أم كلثوم مثلى الأعلى وقدوتى فى الحياة» أرى أن الجمهور يتقبل منى أغنياتها وهذا يسعدنى عكس الكثيرين الذين غَنُّوا أغنياتها ولم يلاقوا القبول والترحاب بصوتهم مثلى فأشكر الله وأحمده على هذه النعمة.
ـ هل هناك مقتنيات لها تحتفظين بها فى منزلك؟
بالطبع احتفظت لنفسى ببعض أشيائها الشخصية والتى تعتبر أجمل المقتنيات فى غرفتى لأشعر بأنها بجانبى دائما وتدعم خطواتى الفنية فاحتفظت لنفسى بحقيبتين من حقائب يدها ونظارتين وقفاز وبالطو وعدد من الفساتين و2 شوز وبرواز لها وعدد من الصور وأنظفها وأعتنى بها.
ـ هل كنت تتمنين أن تعيشى زمنها؟
كنت أحلم بحضور ولو حفله واحدة فقط لها، ولكن لا أتمنى أن أكون مطربة فى زمنها لسبب بسيط وهو أنه لا أحد سيستمع لى وقتها، فهى حالة فريدة من نوعها أى فنان يغنى نفس لونها الكلاسيكى سَيُظْلَم بجانبها مهما يكن فكما قلت كان حلمى فقط أن أوجد فى حفلاتها وأستمتع لها.
ـ ما أحب وأقرب أغنياتها إلى قلبك؟
أنا عاشقة لكل أغنياتها بلا استثناء.
ـ ما أهم أحلامك وطموحاتك كمطربة فى بداية مشوارك الفنى؟
أن أستكمل دراستى وأواصل مسيرتى فى الطرب فهذا أمر يسعدنى حتى وإن كان هواية فقط فأنا عاشقة للطرب الاغصيل .
ـ هل بدأت تسجيل أغنيات لك؟
لا لم أسجل حتى الآن وأعتقد أنى سأقوم بهذه الخطوة بعد استكمال دراستى بالمعهد.
ـ ما صفات كوكب الشرق التى تتمنين اكتسابها؟
قوة شخصيتها فكانت تمتلك كاريزما حقيقية ورغم أنها أنثى فإنها كانت تسيطر على فرقتها الموسيقية والموسيقيين بقوة وحزم كما كانت تسيطر فى حفلاتها على الجميع فكانت تتمتع بالذكاء فى التعامل ولديها ملكات كثيرة ساعدتها أن تكون أيقونة فنية لن تتكرر بل حجزت لنفسها مكانا ومكانة حتى بعد رحيلها. وأحلم باكتساب ذكائها فى التعامل فهذا يفيد الشخص كثيرا ويطور منه ومن حياته بشكل عام.
ـ بما أنك موجودة فى القاهرة بشكل دائم بسبب دراستك فهل قمت بزيارة متحف أم كلثوم؟
ضحكت وقالت:»متحف أم كلثوم كان فى منزلنا فكل مقتنيات متحف أم كلثوم جمعها جدى والد والدتى وحملها فى سيارات نقل كبيرة إلى متحف أم كلثوم لذلك لا يشغلنى أن أزوره فأنا أعرف كل ما فيه، ويكفينى فخرا أن متحف أم كلثوم جمع بأكمله من منزلنا فى طماى الزهايرة.
ـ هل منزل سيدة الغناء العربى الذى احتضن طفولتها بطماى الزهايرة مازال موجودا؟
المنزل مازال موجودا فى أول البلد ولكن جزءا منه هدم.
ـ هل كونك حفيدتها يبث فبك روح التحفيز والقوة والتحدى؟
يحملنى مسؤوليات كبيرة ورهبة وخوفا طوال الوقت كما أنه يحفزنى ويدعمنى أن أقدم أفضل ما لدىّ فهى دائما فى ذاكرتى وأراها أمامى داعمة لى وقبل أن أغنِّى فى أى مناسبة أو حفل أتذكر المسؤولية بأنى حفيدة شقيقتها ومن سلالتها فيدفعنى إلى الصمود والتحدى وإثبات الذات.
ـ ألا ترين نفسك مطربة محظوظة؟
لا أنكر ذلك لأن اسمها فى شجرة عائلتى وسيظل اسمى مقترنا بها وأحب أن أوضح أيضا أنى الابنة الوحيدة من العائلة التى سلكت طريق الطرب فهذا يضاعف من سعادتى وأتمنى أن أشرفها فى كل مكان.
ـ على المستوى الإنسانى ماذا سمعت عنها من عائلتك وأجدادك؟
جدى وجدتى لوالدتى حكيا لى الكثير من القصص التى تدعو إلى الفخر والاعتزاز بها كونها إنسانة بمعنى الكلمة وليست فقط أيقونة فنية فحسب فحكيا لى كيف أنها كانت تعامل أهل البلد بحب وكرم وتواضع ولم تنكر أصلها ولم تتنكر لأهلها وهذا يؤكد أنها أصيلة وكانت دائمة الود والاتصال والوجود بالبلد فى المناسبات والأعياد وكانت تقدم المساعدات للمحتاج من الأهل والأقارب بصفة خاصة وأهل البلد بصفة عامة وكانت ترسل الذبائح والمعونات المادية فى المناسبات كما عملت تنمية مستدامة للبلد من كل الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية.