Close ad

مدير التواصل بـ"الإفتاء" يكشف لـ"بوابة الأهرام" كيف تواجه الدار الشائعات وفوضى الفتاوى على الإنترنت

12-2-2021 | 15:07
مدير التواصل بـالإفتاء يكشف لـبوابة الأهرام كيف تواجه الدار الشائعات وفوضى الفتاوى على الإنترنتالدكتور أحمد رجب أبو العزم مدير وسائل التواصل الاجتماعي بدار الإفتاء المصرية
شيماء عبد الهادي

أدركت دار الإفتاء مبكرا أن المؤسسات الدينية من أكثر المستهدفين بالشائعات عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبخاصة "فيسبوك وتويتر" أكثر المواقع شعبية، فكثيرا ما يتم اجتزاء كلام الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ويتم تداول التصريح المغلوط دون التأكد من صحته.

موضوعات مقترحة

وفي واحدة من تلك الشائعات التي أثارات ردود فعل غاضبة تجاه مفتي الجمهورية، عندما قال إن الإسلام لم يأمرنا بهيئة معينة للحجاب وأن كل بلد لها نمطها في الملابس، تم حذف كلمة "هيئة" ليتحول رده إلى أن "الإسلام لم يأمرنا بالحجاب"، وقام غير المتخصصين بنشر التصريح المغلوط دون التأكد من صحته، وهو ما ردت عليه دار الإفتاء على الفور بإيضاح الحقيقة وإهابة الجهات المعنية لتحري الدقة قبل نشر أي معلومة.

وفي حوار "بوابة الأهرام" مع الدكتور أحمد رجب أبو العزم مدير وسائل التواصل الاجتماعي بدار الإفتاء المصرية، أوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي لدار الإفتاء المصرية شهدت طفرة كبيرة من حيث المحتوي الذي تقدمه من خلال 16 منصة تعبر عن منهجها وتذيع أفكارها من خلالها، كما ان صفحة دار الإفتاء المصرية على الفيس بوك تعد النافذة الكبرى والأهم في التواصل مع الجمهور، تلك الصفحة أُطلقت في عام 2010، وحازت التوثيق والاعتماد من إدارة الفيس بوك، وقد زاد عدد المشتركين فيها اليوم عن 10 ملايين متابع حول العالم.

- سألناه، كيف ساهمت الصفحات والحسابات الاجتماعية لدار الإفتاء في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الأسس الدينية والقواعد الفقهية؟

لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي لدار الإفتاء المصرية شهدت طفرة كبيرة من حيث المحتوى، حيث باتت منصة دار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي تُصنف كواحدة من أقوى المنصات التي تعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة وقطع الطريق أمام الأفكار المتطرفة، وخلال سنوات قليلة حققت نجاحًا ملموسًا من خلال أفكار مختلفة ومتنوعة تعتمد على سهولة الطرح، وخلق حالة من التفاعل بين الدار والمتابع باختلاف عمره وجنسه.

كما أن الدار تضع في مقدمة أولويتها التعامل مع محاولات التضليل وردع الأفكار المتشددة، ولا تقوم بذلك من خلال نشر الفتاوى والرد على الأسئلة الواردة فقط، وإنما تتعامل مع كل ما يشغل الأذهان بوحداتها المختلفة مثل «الموشن جرافيك» و«مرصد الفتاوى التكفيرية»، و«مرصد الإسلاموفوبيا»، كما تعمل على تفنيد وتحليل كل الفتاوى المغلوطة في بيان مؤشر الفتوى بشكل تفصيلي.


هل اتجهت دار الإفتاء إلى تطوير الوسائل التكنولوجية المستخدمة بالمؤسسة لمواكبة التطبيقات والوسائل الحديثة؟

واكبت دار الإفتاء المصرية حالة التطور الرقمي التي يشهدها العالم، وأصبحت الدار تتميز بامتلاكها منظومة عمل تكنولوجية متقدمة، ولديها إدارة خاصة بالوسائل التكنولوجية، وخلال أزمة كورونا وضعت الدار خطة عمل لمواكبة الأحداث والتواصل مع الجمهور بطرق مبتكرة، وبالفعل نجحت في سد فجوة الفتوى في ظل جائحة كورونا، من خلال عدة طرق لاستقبال الأسئلة الشرعية الواردة على علماء الدار؛ وذلك من خلال إتاحة الخط الساخن للفتاوى للتواصل مع أمناء الفتوى مباشرة، وكذلك تكثيف ساعات البث المباشر من خلال الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع فيس بوك، فضلًا عن التركيز على تفعيل دور الفتوى الإلكترونية من خلال موقع وتطبيق دار الإفتاء المصرية.

كيف سخرت المؤسسة مواقع التواصل في تجديد الخطاب الديني؟

الدار تحاول مواكبة كل ما هو جديد، مستغلة وسائل التكنولوجيا المختلفة للوصول للمواطنين كافة بكل الطرق والأشكال، حتى تيسر عليهم معرفة الفتاوى الخاصة بدينهم، لعدم ترك فراغ تدخل منه الجماعات المتطرفة بأفكارها المسمومة وآرائها المتطرفة، فاحتلت الدار لهذا الأمر الصدارة في السوشيال ميديا متصدرة غيرها من المؤسسات الدينية على مستوى العالم بأكثر عدد من الصفحات والحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك بأكبر صفحة على الفيس بوك تجاوز عدد المتابعين فيها العشرة ملايين وأربعمائة ألف متابع يتفاعل على الصفحة عدد أكبر من ذلك يصل إلى 14 مليون شخص كل أسبوع كما يوجد على الصفحة يوميا ما يقرب من 4 ملايين شخص حسب التقارير والإحصاءات التي يصدرها الفيس بوك على الصفحة.

فلأجل المواجهة الفكرية لجماعات الظلام والفكر المنحرف امتلكت الدار 16 صفحة رسمية على الفيس بوك بأكثر من لغة وحسابان على تويتر وحساب على انستجرام ويوتيوب وقناة تليجرام وساوند كلاود تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف والرد الصحيح عليه، نظرًا لما تقدمة من وجبات دينية، كأدعية، وأحاديث تحث على الأخلاق، والتمسك بالقيم، علاوة على توضيح الأحاديث الصحيحة، لتعريف المسلمين بما يتم تدليسه عليهم ووقاية الشباب من التطرف بتوضيح المفاهيم وتحدديها ونشر الدين الوسطي السمح والآراء المختلفة للقضية الواحدة بآراء العلماء المعتبرين المتخصصين في مجالهم .

كما أنجزت الدار العديد من الخطوات المهمة في هذا الملف المهم، وما زال هناك جهود تتم في الملف، فقد دشنت الدار مرصدا لمكافحة الفتاوى المتشددة والتطرف، لرصد الفتاوى التكفيرية على مدار 24 ساعة، ويتم التحليل لتلك الفتاوي وكتابة تقارير لمواجهة الفكر المتطرف، فمنذ 2014 تم كتابة أكثر من 500 تقرير عن الفتاوى التكفيرية، وتلك التقارير توضح موقف الدار من التطرف الواقع حول العالم، وموضع اهتمام لمراكز الأبحاث الدولية، وتم ترجمتها للغات عديدة.

وأيضاً إيمانًا بدورها الفعال وحفاظًا على منهجها في الإفتاء الصحيح لمواجهة نوازل العصر ومستجداته، في التجديد الفقهي، أقامت دار الإفتاء المصرية عددًا من برامج التدريب المباشر، والتدريب عن بعد، وكذلك عبر منصة زووم؛ وذلك من أجل نشر قيم الإفتاء المنضبط الذي يحقق مقاصد الشرع الشريف ويرسخ للأمن المجتمعي.

هل تمكنت المؤسسة من التصدي لظاهرة "فوضى الفتاوى" المنتشرة عبر الساحات الاجتماعية؟

بذلت دار الإفتاء جهودًا حثيثة على كافة المستويات لتصحيح مسار الإفتاء ومواجهة فوضى الفتاوى عن طريق توفير الخدمات الإفتائية بوسائل مختلفة متعددة وبوسائل التكنولوجيا الحديثة لمواجهة الجماعات المتشددة.
وتعد الدار رائدة المؤسسات الدينية في مجال الواقع الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، سواء في مصر أو في العالم العربي والإسلامي، فقد استفادت دار الإفتاء المصرية من هذه الوسائل في نشر رسالتها أيما استفادة، فكثَّفت من حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي بإنشاء 16 منصة تعبر عن منهجها وتذيع أفكارها من خلالها، كما ان صفحة دار الإفتاء المصرية على الفيس بوك تعد النافذة الكبرى والأهم في التواصل مع الجمهور، تلك الصفحة أُطلقت في عام 2010، وحازت التوثيق والاعتماد من إدارة الفيس بوك، وقد زاد عدد المشتركين فيها اليوم عن 10 ملايين متابع حول العالم.

ما هي أحدث الوسائل التكنولوجية التي استخدمتها دار الإفتاء في مواجهة الشبهات والشائعات والأفكار المتطرفة؟

لدار الإفتاء المصرية تجربة رائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك من خلال محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى وهو عبارة عن بوابة رقمية تعتمد على خدمات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في جمع الفتاوى وتتبع جديدها وردود الأفعال حولها، حيث يرصد الخطاب الإفتائي عامة والخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية على وجه الخصوص، وذلك عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لاستخراج التقارير والمؤشرات التي تفيد المعنيين بالفكر المتطرف وصُناع القرار، من خلال استخدام خصائص الذكاء الاصطناعي، بما يوفر الجهد البشري والوقت والتكلفة المستخدمة في رصد الفتاوى وتفنيدها يدويًّا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة