تسعى مصر بقوة عبر التواصل مع كافة الأطراف الدولية المعنية إلى دفع عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط وإحياء مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل للاتفاق على أسس تحقق سلاما عادلا ودائما، يقوم على حل الدولتين.
موضوعات مقترحة
وتؤكد مصر باستمرار، موقفها الثابت من القضية الفلسطينية بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، مع التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، وأن تسويتها سيغير واقع المنطقة بأسرها إلى الأفضل، وذلك من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون على المستوى الإقليمي وتقويض الإرهاب والفكر المتطرف.
وتستضيف القاهرة، خلال أيام حوارا بين كافة الفصائل الفلسطينية، لمناقشة الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني، وآليات إنجاح الانتخابات الفلسطينية المقررة منتصف العام الجاري، حسبما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وفى هذا الصدد، أكد السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" أنه لابد من إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني لأنه يمثل العقبة الأكبر فى سير المفاوضات، مشيرا إلى أن مصر تبذل جهودا موسعة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد كلمة الفصائل، بعد سنوات من الانقسام أضرت بالقضية الفلسطينية بشكل كبير.
وأكد منيسي أن إنهاء الانقسام الفلسطيني ضرورة لتشكيل جبهة فلسطينية موحدة وصياغة إستراتيجية وطنية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية والاستيلاء على كامل الأرض.
من جانبه، أكد عبدالمهدى مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني والباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والأمن القومى، أن إعادة البيت الفلسطيني لصندوق الانتخابات سيكون المدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني خاصة بعد تغير موقف بعض الدول التى كانت تدعم بعض الفصائل فى مواقفها، مشيرا إلى أن لقاءات الفصائل بالقاهرة ستناقش تفاصيل الانتخابات وكيفية إتمامها بمشاركة الأمن والقضاء وإعطاء الضمانات الكافية كى يصل الفلسطينيون لخطوة إنهاء الانقسام.
وثمن مطاوع فى تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" جهود مصر الداعمة دائما للقضية الفلسطينية واصفا إياها بـ"الاستثنائية" و"الرئيسية" لإعادة مسار المفاوضات للطريق الصحيح علي أساس حل الدولتين.
وكانت حركتا فتح وحماس قد عقدتا اجتماعات في القاهرة في نوفمبر الماضي للتوصل لاتفاق حول المصالحة. وبحثت الحركتان في الحوار استكمال مسار الشراكة الشاملة وبناء عمل وطني يستند إلى شراكة وطنية كاملة في المؤسسات السياسية. كما عقد مسئولو الحركتين اجتماعات مع المسئولين المصريين تناولت بحث المصالحة وإنهاء الانقسام والترتيب للانتخابات، وشملت محادثات المسئولين المصريين مع حركة حماس مناقشة الأوضاع في قطاع غزة بعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وملفات أخرى تتعلق بالمصالحة وحركة السفر عبر معبر رفح وتخفيف الحصار على القطاع.
اجتماع الرباعية
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدى مطاوع، أن جهود الرباعية (مصر وفرنسا وألمانيا والأردن) خلال الأشهر الماضية جاءت نتيجة لجهد استمر منذ عام ٢٠٢٠ فى مؤتمر ميونخ والذى على أثره بدأت مساعى الدول الأربع على المستوى الدولى للدفع فى اتجاه استئناف مفاوضات السلام.
وفي هذا الصدد، أكد السفير منيسي، أنه إذا لم يتم ممارسة أي ضغوط دولية على دولة إسرائيل، لن تثمر هذه الجهود وستتحول الاجتماعات التى تعقدها الرباعية لمجرد اجتماعات مراسمية دون إحراز نتائج.
وكان وزراء خارجية الرباعية اجتمعوا مطلع يناير الماضي في القاهرة لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو سلام عادل وشامل ودائم.
واتفق وزراء خارجية الدول الأربع خلال الاجتماع على 11 بندا لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
الدعم الدولى
وفي إطار جهود مصر للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، واصل سامح شكري وزيـر الخارجيـة، المشاورات مع عدد من المؤسسات الدولية المعنية بشأن القضية الفلسطينية، حيث التقى سوزانا تريستل الممُثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأطلعها على الجهود الحثيثة التي تبذلها القاهرة، سواء على ضوء الاتصالات المصرية المتوالية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أو في سياق الأُطر الدولية المختلفة من أجل تحريك جهود السلام وصولًا إلى تسوية عادلة وشاملة على أساس حل الدولتين
وعن الموقف الأمريكي فى ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أشار عبد المهدى مطاوع إلى أن موقف الإدارة الجديدة ظهر للمرة الأولى خلال جلسة مجلس الأمن، ودعم حل الدولتين وهو الأمر الذى كان بمثابة إعطاء إشارة لعودة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطة الفلسطينية.
وأكد مطاوع أن مصر من أكثر الدول التي تدعم الموقف الفلسطيني بشأن وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، لأنه يدمر أي فرص للسلام، وتسعى إسرائيل من خلاله لفرض أمر واقع يحول دون تنفيذ حل الدولتين.