شخصية دونالد معقدة للغاية ولا تتطابق معها الأدوات الكلاسيكية للتحليل النفسى
موضوعات مقترحة
الرئيس المنتهية ولايته قد يجعل حياة خليفته صعبة باستخدام شعبيته العريضة وسلطته على الجمهوريين فى مجلس الشيوخ
حتى إذا كنت من أشهر علماء النفس فى أمريكا، فإن جولة فى عقل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستصيبك بالإنهاك وتتركك عاجزا عن استخدام المفاتيح التقليدية لتحليل الشخصيات فى علم النفس، فالرئيس الأمريكى شخصية فريدة لم تر أمريكا مثيلا لها، وهو حاليا يشن حربا غير مسبوقة على المؤسسات الأمريكية، ومن بينها وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، متهما كليهما بالضلوع فى تزوير الانتخابات بفشلهما فى الوقوف خلفه وإثبات أن الانتخابات تم تزويرها. وفى حوار خاص لـ «الأهرام» يقول البروفيسور دان ماك آدامز أستاذ علم النفس البارز فى «جامعة نورث وسترن» بولاية إلينوى الأمريكية، ومؤلف كتاب «حالة دونالد ترامب الغريبة»، الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد فى مارس الماضي، إن ترامب لن يحضر مراسم تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، أو يتصل به ليهنئه، أو يتعاون معه فى المرحلة الانتقالية حتى تسليم السلطة فى 20 يناير المقبل. ولن يعترف بالهزيمة فى الانتخابات حتى وفاته، وسيعتبر نفسه «رئيسا فى المنفى».
هذا السيناريو كابوسى بالنسبة لأمريكا أخذا فى الاعتبار أن أكثر من 73 مليون شخص صوتوا لترامب ويصدقون كل ما يقوله الرئيس. وآخر ما قاله ترامب هو تعهده بمواصلة معركته لإلغاء نتيجة الانتخابات، قائلا فى حوار مع «قناة فوكس نيوز» إنه سيخصص 125% من طاقته لإيجاد طريق للفوز بأربع سنوات أخرى، موضحا «رأيى لن يتغير فى ستة أشهر».
لدى ماك آدامز 8 كتب، بينها كتابان عن الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن، وما يقرب من 300 مقالة حول علم نفس الشخصية، وظهرت أعماله فى وسائل إعلام أمريكية كبرى مثل «نيويورك تايمز» و«نيويوركر» و«مجلة أتلانتيك» و«يو إس إيه توداي» و«وول ستريت جورنال». وبالتالى فهو رجل يعرف ما يقول، وفى رأيه فإن ترامب أشبه بمصارع فى حلبة القتال، يعيش الحياة كسلسلة من المعارك وجولات الملاكمة (episodic man)، مستعد للقتال طوال الوقت والفوز بأى ثمن، لكنه يفتقر إلى قصة كبرى ومعتقدات أساسية وإطار أخلاقي، وهى الأشياء التى يطورها معظم الناس لمنح حياتهم معنى وهدفا. ويوضح ماك آدامز أن «ترامب ينتقل عبر الحياة كمقاتل ينتقل من جولة إلى جولة، فهو يسعى للفوز بكل جولة وبكل معركة، لكن الجولات لا تشكل قصة سردية، إنها حلقات متفرقة». وبالتالى فإن ترامب غير قادر على التخطيط الاستراتيجى أو الانسجام والاتساق بين ما قاله أمس، وما يقوله اليوم، وما سيقوله غدا، إنه يعيش فى اللحظة، لا يعود إلى الماضي، ولا ينظر إلى المستقبل، ولأنه فى مزاج قتالى طوال الوقت لا يستخدم أبدا تعبيرات عن الندم أو الفشل أو المعاناة، فكل شيء هو انتصار، وجميل، ورائع، وغير مسبوق. ويعترف ماك آدامز، أنه لم يدرس من قبل شخصية مثل ترامب، فهو أشبه بشخصية منه بشخص»
(more like a persona than a person)
وفيما يلى نص الحوار:
مر ما يقرب من شهر منذ إجراء الانتخابات الأمريكية فى 3 نوفمبر الماضي، هل توقعت ألا يعترف ترامب بالهزيمة بعد شهر من الانتخابات؟
نعم، لقد توقعت منه ألا يعترف بالهزيمة بعد شهر من الانتخابات، أو بعد أربع سنوات بعد الانتخابات، وحتى يوم وفاته، فلم يعترف ترامب بالهزيمة فى أى شيء خلال حياته. والأمور كما يراها الآن هو أنه لم يخسر انتخابات 2020. يعتقد الكثير من الناس أنه يقول ذلك فقط لتحقيق هدف ما، لكنه فعلا يؤمن بأنه لم يخسر، تماما كما يعتقد أنه لم يسبق له الإفلاس فى التسعينيات، على الرغم من إفلاس أربعة من الكازينوهات الخاصة به. لا ولن يعترف ترامب أبدا بالهزيمة. وبالتالى ما يحدث اليوم لا يفاجئني.
إذن أنت لا تتوقع منه أن يشارك فى حفل تنصيب بايدن فى 20 يناير المقبل؟
هناك شيئان يجب أن يفعلهما ترامب، لكنه لن يفعلهما، الأول: هو تعزيز الانتقال السلمى والسلس من إدارته لإدارة بايدن. كل رئيس أمريكى قبل ترامب فعل ذلك.
فعندما يتم انتخاب رئيس جديد، يدعوه الرئيس الحالى إلى البيت الأبيض، وتبدأ عملية نقل السلطة، فهناك الكثير من الأعراف والبروتوكولات المعروفة والمتبعة فى هذا الصدد. الرئيس باراك أوباما فى اليوم التالى بعد فوز ترامب فى انتخابات 2016، دعاه للبيت الأبيض لبدء نقل السلطة. حدث هذا مع كل الرؤساء الأمريكيين باستثناء هذه المرة، فترامب لن يشارك فى عملية نقل السلطة، من الممكن أن يعمل مساعدوه خلف الكواليس للمساعدة فى نقل السلطة تدريجيا لفريق بايدن، لكن ترامب لن يكون منخرطا أو حاضرا. (تلقى بايدن هذا الأسبوع أول إحاطة استخباراتية له وهذا يتطلب تعاون فريق الأمن القومى الأمريكى فى البيت الأبيض)
الشيء الثانى الذى يجب أن يفعله ترامب ولكنه لن يفعله، هو المشاركة فى حفل التنصيب فى 20 يناير المقبل. فالتقليد هو أن الرئيس المنتهية ولايته يحضر الحفل، ويجلس بالقرب من الرئيس الجديد، وبينما يلقى الرئيس الجديد خطاب تنصيبه، يصفق ويبتسم الرئيس المنتهية ولايته، لكن كل هذا لن يحدث. طبعا لا يوجد قانون ينص على أن ترامب يجب أن يفعل ذلك، لكن كل رؤساء أمريكا فعلوا ذلك من قبله، لكننى لا أستطيع أن أتخيله يشارك فى أى من هذين التقليدين.
إذن تنتظر أمريكا أسابيع صعبة.. ماذا تتوقع من ترامب خلال الأشهر القليلة المقبلة؟
أنا متأكد مما لن يفعله، لكننى لست متأكدا تماما مما سيفعله. لكن أحد الاحتمالات هو أنه سيتعامل بوصفه رئيسا فى المنفى، وما أعنيه بذلك هو أنه سيستخدم المنصات الإعلامية، خاصة المنصات الإعلامية ذات التوجه اليمينى ووسائل التواصل الاجتماعى مثل تويتر، ليظل جزءا من الصورة والنقاش العام، وللاستمرار فى جذب الملايين من أنصاره، وسيستمر ترامب فى القول إن الانتخابات كانت غير شرعية وتمت سرقتها منه وأنه هو الرئيس الشرعي.
لكنه لن يكون لديه أى سلطات، ومع ذلك سيظل يتمتع بآذان السياسيين الجمهوريين، خاصة أعضاء مجلس الشيوخ، وذلك بسبب شعبيته الهائلة وسط القاعدة التقليدية للحزب الجمهوري، أكثر من 73 مليون أمريكى صوتوا له فى 2020، أى نحو 10 ملايين صوت إضافى مقارنة بعام 2016. وهذا شيء مذهل.
من أصل الـ 73 مليون شخص الذين صوتوا له، ربما نصفهم، لديهم ولاء كامل له، وهم يعتقدون أن الانتخابات لم تكن نزيهة رغم عدم وجود أى دليل على ذلك، هؤلاء سيواصلون النظر إلى ترامب كقائد لهم ولن يعتبروا الإدارة الحالية شرعية، وبالتالى خلال أشهر، إذا اتخذت إدارة بايدن قرارات لم تعجب الرئيس السابق ترامب، وأى قرار سيتخذه بايدن لن يعجب ترامب، فإن الأعضاء الجمهوريين فى مجلس الشيوخ سيرضخون لإرادة ترامب كما فعلوا خلال السنوات الأربع الماضية، وهذا قد يجعل حياة بايدن صعبة. الشيء الآخر الذى قد يفعله ترامب بدلا من اعتبار نفسه رئيسا فى المنفى، هو أن يجد شيئا آخر يفعله، مثل كسب المال. هذا قد يحركه بعيدا عن مسار اعتبار نفسه الرئيس الشرعى الذى سرقت منه الانتخابات، وربما يكون هذا المسار مرجحا، لكننا لا نعرف. لا أحد يعرف لأننا لم نضطر أبدا من قبل لبحث تلك التكهنات بشأن أى رئيس انتهت ولايته.
تحدثت عن شعبية ترامب الهائلة.. كيف يمكنك تفسير تلك الشعبية بعد سنوات من تأجيج التوترات العرقية والتعامل الكارثى مع فيروس كورونا والأكاذيب المتكررة؟
لقد تحدثت عن هذا فى كتابى، فى مسألة الكذب أعتقد أنه بالنسبة للكثير من أنصاره، إما أنهم لا يعتقدون أنه يكذب وأن هذه اتهامات من صنع وسائل الإعلام الرئيسية، وإما ـ ربما ـ يعتقدون أنه يكذب، لكنهم يرون أنه يعمل من أجلهم، من أجل مصلحتهم، وبالنسبة لبعض هؤلاء الذين يعرفون أنه يكذب ويجدون له المبررات، ترامب ليس مجرد شخص، لكنه جزء من خطة إلهية. فترامب يتمتع بجاذبية غير عادية لدى الرجال البيض، والنساء أيضا، من غير المتعلمين، الذين يعيشون فى المدن الصغيرة والمناطق الريفية، وأعتقد أنه بالنسبة للكثيرين واحد منهم فقد جعلهم ترامب يشعرون بأنهم فى الواقع جزء من أمريكا بطريقة لم يشعروا بها من قبل، فهم يشعرون أن العالم الحديث قد تحرك وتركهم بلا مساعدة، بعدما انتشرت المدن الحضرية الكبيرة، وأصبح البلد أكثر تعليما، وأكثر شبابا، وأكثر تنوعا عرقيا.
أعتقد أن الناخبين البيض من متوسطى وكبار السن يشعرون أكثر وأكثر بأنهم ليسوا جزءا من الصورة العامة، لقد تم إهمالهم اقتصاديا، وربما أخطر من ذلك أهملوا ثقافيا. وبالنسبة لهم، يعتبر ترامب ارتدادا إلى الخمسينيات من القرن الماضي، فهو يتحدث لغتهم، أى لغة فظة، صريحة، دون منظور أخلاقي، ومادية، وهو يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من أمريكا. كانت هناك مقابلة فى صحيفة «نيويورك تايمز» فى اليوم السابق للانتخابات، قال خلالها مزارع أمريكى من نبراسكا إنه أعطى صوته لترامب فى انتخابات 2016 وسيصوت له فى 2020 لأنه، لأول مرة فى حياته، شعر بأنه ينتمى إلى البلد، لقد استوقفنى هذا جدا. شخصيا أعتقد أن ترامب كاذب ودجال ومستبد وأسوأ شيء حدث لأمريكا منذ 50 عاما، لكننى تأثرت بهذا المزارع وهو يتحدث عن كيف بات يشعر بأنه جزء من أمريكا، وهو ما لم يشعر به من قبل. ترامب جعل الكثير من الناس يشعرون بهذا، لكن فى المقابل هناك الملايين أيضا الذين يشعرون بالغثيان منه.
باعتقادك، هل ظاهرة ترامب جزء من عالم ما بعد الحقيقة؟
نعم، وقد استغل عالم ما بعد الحقيقة لمصلحته وفاقم الظاهرة، والناس من حوله مثل مستشارته كيليان كونواى دعموا هذا، ففى اليوم الثانى من إدارته، بعد حفل التنصيب بيوم، زعم ترامب أن الحشد الذى حضر التنصيب كان الأكبر فى التاريخ. بالطبع لم يكن هذا صحيحا، لكن كيليان كونواى قالت إن الرئيس يصرح بحقائق بديلة، كأن هناك حقيقتين مختلفتين ماثلتين، إحداهما الحقيقة التى يراها بعض الناس، والثانية هى الحقيقة التى يراها الرئيس وفريقه. حقائق مختلفة لكن يفترض أنها حقائق متساوية.
اليوم لدينا هذا الانقسام الشديد وسط الناخبين، لدينا واقع وواقع بديل، لدينا من يؤمنون بكل قوة بنزاهة الانتخابات، ومن يؤمنون بنفس القوة أن الانتخابات زورت، إنه أمر جنوني. لا أعرف كيف يمكننا إيجاد نوع من التوافق والإجماع الوطني، أعتقد أنه من بين جميع السياسيين على الساحة فى الوقت الحالي، فإن بايدن على الأرجح هو الأكثر قدرة على جمع الأمريكيين معا، لأن الناس يميلون إلى احترامه من كلا الجانبين. ومع ذلك، لست متأكدا من قدرته على إحداث ذلك التوافق والإجماع الوطني، فأمريكا تسير فى طريق خطير وسيئ للغاية.
هل سبق لك أن رأيت شخصية مثل ترامب؟
قبل كتابة الكتاب، كتبت مقالا لمجلة «أتلانتك» فى عام 2016 وبالتالى بدأت البحث عن شخصية ترامب فى أوائل عام 2016 لم أكن أعرف الكثير عنه فى البداية واعتقدت أننى سأتمكن من استخدام العديد من الأفكار والمعايير القياسية من علم النفس لفهمه. وفعلت هذا لبعض الوقت. فهناك لغة كاملة فى علم النفس يمكنك استخدامها لتحليل ترامب، وقد حاولت استخدامها بطريقة موضوعية والاستفادة من مبادئ البحث الأساسية والنظريات المدعومة جيدا مع الأدلة فى علم النفس.كنت أدرسه من منطلق المفاهيم المعروفة فى الأدبيات النفسية مفاهيم مثل النرجسية على سبيل المثال، فهو شخص نرجسى للغاية، ومهيمن اجتماعيا، ويفتقر إلى أى نوع من التعاطف، لكننى تدريجيا اكتشفت أن تلك المفاهيم لن تقدم كل التفسيرات لشخصية ترامب وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، خاصة عندما كنت أكتب الكتاب، أصبح من الصعب بالنسبة لى تطبيعه وفهمه وفق المفاهيم الكلاسيكية فى علم نفس الشخصيات. أعتقد أن الصفة الأبرز التى تميزه هو أنه ليس لديه قصة، ليس لديه رواية فى رأسه عن هويته، ولا كيف جاء وإلى أين يتجه فهو لا يمتلك ما يُسمى الهوية السردية ليس لديه إطار أخلاقى أو أى أفكار متعددة متضاربة فى رأسه، الأمور لديه بسيطة كأبيض وأسود، إنه تقريبا مثل الوحش أو الطفل الصغير، بدائى جدا.
إذا دخلنا فى عقله.. كيف يمكن تصوير أو وصف أن يكون المرء ترامبيا؟
هو كالتالي: يستيقظ فى الصباح جاهزا لخوض معركة جديدة مهما تكن المعركة وخلال اليوم سيفعل كل ما يستطيعه للفوز بالمعركة، ثم يذهب إلى النوم، ويستيقظ بعد خمس ساعات، ويبدأ من جديد معركة أخرى. لذلك فهو يعيش فى اللحظة ويكافح من أجل الفوز خلال اللحظة.
فهو لا يفعل شيئا اليوم كى يواصله غدا هذه ليست طريقة عمل ترامب، إنه أشبه بملاكم فى الحلبة، يقاتل الملاكم خصمه لمدة ثلاث دقائق، وخلال هذه الدقائق يفعل كل ما فى وسعه للبقاء على قيد الحياة، وبعد ذلك يدق الجرس ويعود الملاكمان إلى ركنيهما، ثم يبدآن من جديد، وهكذا ترامب. فلا توجد استمرارية من جولة ملاكمة إلى أخرى، هو يفعل ما يجب عليه فعله للفوز فى الوقت الحالي، وبالتالى إذا كان لديه حملة رئاسية، فهذا أمر رائع لأن طاقته لا تنفد أبدا، إنه مقاتل شرس خلال اللحظة، وأعتقد أن هذا أحد أسباب تصويت 73 مليون شخص له. فإذا كنت تعيش بكل حواسك خلال جولات القتال اليومية، فلا داعى للقلق بشأن الأمور الأخرى التى تثير قلقنا، مثل الاتساق بين ما قلناه أمس وما سنقوله اليوم أو غدا. مثل أن يكون لدينا إستراتيجية فيما يتعلق بما قد نفعله غدا. ترامب غير متسق وغير استراتيجى، إنه ببساطة يقاتل للفوز مهما تكن المعركة التى يخوضها الآن، وهو كل يوم لديه معركة مختلفة يسعى جاهدا للفوز فيها، هل أعرف أى شخص آخر يعيش الحياة هكذا؟ إجابتى هى لا، فهذه الطريقة سوف ترهق أى شخص آخر لحد الإنهاك.
وكيف استطاع أن يحكم ترامب 4 سنوات بهذه الطريقة؟
لم يواجه ترامب الكثير من المشاكل الكبيرة لمدة ثلاث سنوات، باستثناء تلك التى صنعها لنفسه، ولكن فجأة فى فبراير 2020، ظهر فيروس كورونا من العدم، إنه التحدى الأكبر لأى رئيس على الإطلاق، حيث سيكون تحديا هائلا لباراك أوباما أو رونالد ريجان أو أى رئيس آخر، لكنهم كانوا سيضعون خطة، لقد عانت جميع دول العالم مع فيروس كورونا، لكن لم يفشل أحد بالطريقة التى فشلت بها الولايات المتحدة، لقد أخفق ترامب تماما فى التعامل مع الجائحة. لطالما اعتقدت أن ترامب سيكون أسوأ زعيم على الإطلاق إذا خضنا حربا، لأنه فى الحرب يستلزم عليك التخطيط لمدى بعيد ويجب أن تكون استراتيجيا، ولكن هذا ليس ما يفعله ترامب. أنا لا أعرف أى شخص آخر مثله. أدرس علم نفس الشخصيات منذ 40 عاما ودرست جميع أنواع الأشخاص، لم أر أبدا أى شخص مثله، ترامب إنسان ناجح، فهو فى النهاية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ويعيش الحياة بهذه الطريقة، إنه أعجوبة وشئ استثنائي.
وماذا تتوقع منه خلال الأعوام القليلة المقبلة؟
إنه سؤال مفتوح، أعتقد أن أحد الاحتمالات هو أنه سيواصل القتال كأنه رئيس فى المنفى، لكن ربما هناك خيارات أخرى أيضا، وأيا كانت تلك الخيارات، سيقاتل ترامب دائما. لكن هل سيقاتل بالمعنى السياسى أم أنه سينتقل إلى شيء آخر؟ هناك بعض الحديث عن أنه يخطط للترشح فى انتخابات الرئاسة 2024، لكن التخطيط ليس شيئا يفعله ترامب كثيرا، لذلك من الصعب نوعا ما معرفة ما سيفعله فى المستقبل. لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا وهو أنه لن يعترف أبدا بالهزيمة فى انتخابات 2020 أو يقول إنه خسرها بطريقة نزيهة.
نقلا عن صحيفة الأهرام