Close ad

السحر ينقلب على الساحر.. اعتقالات بالجملة للإخوان في تركيا.. وخبراء: محاولة لتبرئة أردوغان من الإرهاب

3-12-2020 | 21:56
السحر ينقلب على الساحر اعتقالات بالجملة للإخوان في تركيا وخبراء محاولة لتبرئة أردوغان من الإرهاب أردوغان
أحمد الفص

وانقلب السحر على الساحر، هكذا يمكن أن نطلق هذا المثل على ما يجري حاليا بين نظام أردوغان وجماعة الإخوان الإرهابية على الأرض التركية، فقد نقلت العربية في خبر لها، أن السلطات التركية اعتقلت ٢٣ إخوانيا من الهاربين من مصر بتهمة التخابر مع دول أجنبية، فيما كشفت أيضا عن رفض السلطات التركية أيضا، منح الجنسية لنحو ٥٠ من القيادات الإخوانية الهاربة لنفس السبب وهو ما يثير علامات استفهام حوال مستقبل العلاقة الي تربط أردوغان بهذه الجماعة التي استغلها في خدمة أطماعه وتوسيع نفوذه بالمنطقة، لكن سرعان ما سقطت الأقنعة وأصبحت هذه الجماعة تهدد تركيا نفسها.

موضوعات مقترحة

 

خبراء أمنيون تحدثوا لـ"بوابة الأهرام"، حول هذه التطورات في علاقة أنقرة بالجماعة الإرهابية .

عقب اللواء مجدي عبد الحليم مساعد وزير الداخلية السابق، على اعتقال تركيا لـ 23 عنصرا من أعضاء جماعة الإخوان إن تركية في الآونة الأخيرة تحاول تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي والدول العربية وخاصة مصر، وذلك لأن تركيا أصبح معروفا عنها أنها دولة تأوي عناصر مختلفة من الجماعات الإرهابية وخاصة جماعة الإخوان وتمدهم بكل المساعدات المادية وتوفر لهم المنصات الإعلامية لمهاجمة الدول التي تريد إفشال مؤسساتها والإطاحة بأنظمتها لمطامع في الحكم.

وأضاف عبد الحليم، أن ما تم ضبطهم من الجماعة في تركيا ما هو إلا مجرد شو إعلامي فمعظم العناصر الهاربة من مصر ومطلوبين من قبل السلطات المصرية في أحكام وتم منحهم الجنسية التركية بأسماء تركية وجوازات سفر تركية لعدم ملاحقتهم من الإنتربول الدولي أمثال محمد ناصر، ومعتز مطر، وهشام عبدالله، وكان الأولى بتركية أن تعتقلهم وترحلهم إلي دولهم مما يدل على أن ما حدث مع تلك العناصر من ضبط واعتقال ما هو إلا مجرد محاولة لتحسين الصورة الدولية لتركية أمام العالم وخاصة بعد أن أصبح تصنيف جماعة الإخوان المسلمين عالميا تنظيما إرهابيا دوليا وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

وقال الخبير الإستراتيجي، اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، إن تركيا في عهد أردوغان دولة متخبطة ومتغيرة في قراراتها غير المستقرة، مما يثبت أن أردوغان ليست لديه أي رؤى سياسية واضحة لحكم دولة كبيرة مثل تركيا فعندما كان رئيس بلدية حقق بعض النجاحات على الصعيد المحلي ولكن عندما أصبح على رأس الحكم ثبت أن رؤيته السياسية محدودة جدا.

وأضاف علام، أن أردوغان أثبت قصر رؤيته السياسية بإدارة بلاده خاصة في تحالفه مع قطر ضد دول عربية كبرى مثل مصر والإمارات والسعودية والكويت، مشيرا إلي أن عملية بيع أصول غاية في الأهمية للدولة التركية لصالح قطر، تشكل خطورة كبيرة على اتخاذ القرارات في تركيا وأنه ليس من السهل على أردوغان اتخاذ قرار باعتقال عناصر الإخوان في تركيا.

وأضاف علام، أن بالسياسة كل شيء جائز وأتمنى أن يكون أردوغان اتخذ هذا القرار، لا أقدر أن أجزم ولا استبعد اعتقال السلطات التركية لعناصر إخوانية وأنه بالنسبة لأردوغان قرار غاية في الخطورة، لأن الجماعة الإرهابية حليف قوي لقطر وهي داعم اقتصادي كبير لتركيا.

وأكد علام، أنه بالرغم من أن الإخوان قوة اقتصادية وسياسية بتركيا إلا أنهم منقسمون على بعضهم في الوقت الحالي إلي أكثر من فصيل واحتمالية أن يكون العناصر الإخوانية المعتقلة ضد الفصيل الضعيف المنقسم من الجماعة داخل تركيا لصالح الأخر ولم نسمع عن مجموعة اعتقال تمت ضد قيادات إخوان وعناصر معروفة وبارزة لدى الفصيل الأقوى، موضحا أن الرئيس السيسي، عندما أعلن أن مدينة سيرت الليبية خط أحمر لم يتجرأ أردوغان على التقدم خطوة واحدة نحوها وتراجع في قراراته وأبدى احتراما كبيرا للدولة المصرية وأيضا نظرات الحسرة التركية لمشاهدة تحرك القطع البحرية المصرية أمام السواحل التركية بالتدريب البحري المصري الروسي المشترك في طريقها إلى ميناء نوفروسيسك بدولة روسيا.

وتمنى علام، أن تستفيد مصر من هذا الادعاء على الصعيد السياسي والإعلامي فالإخوان لم تعد لهم قائمة في مصر مرة أخرى وأهم ما في ذلك أنهم فقدوا القاعدة الشعبية بالكامل ومن الصعب عليهم العودة مرة أخرى على الصعيد السياسي أو الاقتصادي مثلما كانت من 20 سنة.

وقال الخبير الإستراتيجي اللواء أركان حرب دكتور عادل العمدة، أن خبر اعتقال بعض عناصر الإخوان من قبل السلطات التركية ما هي إلا محاولة للتقرب من الرأي العام العالمي من قبل أردوغان الذي يبلي بلاء حسنا في محاولة تحسين صورته أمام العالم بتنفيذ بعض المسرحيات والتمثيليات بادعاء اعتقال بعض العناصر الإرهابية لكي يبرهن أمام المجتمع الدولي أنه ضد الإرهاب والتطرف، مضيفا  أن أردوغان يعتبر الأمين على تنظيم جماعة الإخوان بالعالم وبالتالي فإن له دور فعال وبارز في هذا التنظيم وأن هناك دعما كبيرا جدا لتحسين صورة أردوغان داخل تركيا وخارجها.

وأشار عادل، إلي ما قاله صامويل فيليبس هنتنجتون هو عالم وسياسي أمريكي أن هناك احتياجا لدولة مركزية إسلامية ورشحت بقوة تركيا بعد العديد من الدول العربية نظرا لوجود شكل عام من العلمانية في الاتجاه السائد داخل تركيا، وبالإضافة لاحتياجهم لصناعة زعيم، لذلك توغل أردوغان في شمال سوريا وشمال العراق، بالإضافة إلي تواجده في القرن الإفريقي في الصومال وأيضا محاولة تدخله في الشأن الليبي من خلال الميلشيات المسلحة المدعومة، بالإضافة للتواجد في اليونان ومن خلال قبرص التركية لمحاولة إعطاء نفسه مساحة من الانتشار وفي تصوير كونه فاعلا ومؤثرا وتحسين صورته كزعيم بالمنطقة.

وتابع الخبير الإستراتيجي، أن اعتقال بعض عناصر الإخوان من قبل السلطات التركية ما هي إلا ضجة إعلامية لتحسين الصورة أمام الرأي العام العالمي ومحاولة التقرب للمجتمع الدولي في إعادة صياغة صورته كعنصر مناهض للإرهاب والتطرف وداعم للسلام والأمن في العالم على الرغم من أنه متغول ومؤثر بالسلب على المنطقة بالسلاح وبالقوة والرأي وبالمجهود، والداخل التركي أيضا يئن من تصرفاته الهوجاء التي لم تسفر إلا عن انهيار للاقتصاد التركي والذي يظهر جليا في تراجع العملة التركية بشكل ملحوظ خاصة وأن العديد من الدول الكبرى كانت أعلنت وأكدت أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: