بدأ رجائي عطية، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، كلمته قائلاً:" أريد أن أحدثكم اليوم وأحدث الغائبين الحاضرين، الذين يراقبوننا ويستمعون إلينا؛ إن طريقكم طريق المحاماة ليس مفروشًا بالورود، بل هو مليئ بالصعاب والمشاق، فنحن نتعامل مع مجتمع باتت نظرته للأسف للمحاماة والمحامين، نظرةً غير طيبة".
موضوعات مقترحة
وأضاف نقيب المحامين خلال كلمته بجلسة حلف اليمين، أنني أقول لكم هذا الكلام كي لا ينال اليأس منكم، ولكي أستثير حماسكم وعزائمكم، وأكرس قواكم لمواجهة ما سوف تواجهونه، مطالباً المحامين الجدد بقراءة مقاله الذي ينشر في الأهرام تحت عنوان "ما لا يقتلك يقويك"، فهو يأخذكم للطواف بتاريخ البشرية، وستجدوا الأنبياء والمرسلين قد لقوا أشد الصعاب، وذاقوا مرارة اليتم، فالمصطفى عليه الصلاة والسلام، ولد يتيماً لأبٍ مات قبل ميلاده، وأمه آمنه فارقت الدنيا، وهو ابن 6 سنوات، وجده عبدالمطلب هو الذي كان يرعاه حتى لحق بأمه بعد وقت وجيز، ولم يكفله إلا عمه أبو طالب؛ فهذا اليتيم في غير مسغبة، قال له الرحمن " ألم يجدك يتيمًا فأوى"، فهذا اليتيم هو الذي غير الدنيا، وغيره من من الأنبياء والمرسلين، الذين زادتهم الصعاب قوة وإيمان، متابعا:" لو أردت أن أتحدث إليكم لتحدثت كثيرًا عن أفذاذ في تاريخ البشرية لقوا صعاب لا حصر لها، ولكنهم بالعزيمة والإرادة قهروا هذه الصعاب، ومضوا ليسجلوا أسماءهم في تاريخ الإنسانية بحروف من نور، فهذا ما أريده منكم ولكم".
وأكد "عطية"، أنه بدأ حياته بالمحاماة في أغسطس عام 1959، وبعد سنة طلبت دفعة لنواب الأحكام في القضاء العسكري، فتقدم لها وقبل، وأمضي 8 أشهر في الكلية الحربية، وتخرج منها برتبة ملازم أول ضابط عامل، وبدأ رحلته في القضاء العسكري لمدة 16 عاما، وقام بعدها بتقديم استقالته ليعود للمحاماة، مشيرًا إلى أنه يتذكر أول قضية له، وهي الترافع عن صديق شقيقه الأصغر، ويدعى متولي الزيات، الذي حصل على حكم بالحبس غيابيًا لمدة 6 أشهر، من محكمة جنح الدقي، وحضر معه في المعارضة التي هي من النادر أن يمس فيها القاضي الحكم الغيابي الذي أصدره، فيقول:"عندما دخلت على القاضي رأيته يجلس بغرفة مزدحمة عن آخرها، وينادي على القضية، ثم الذي تليها، فتعلمت أنه يجب على المحامي الحضور باكرًا، وبفضل ذلك حصلت لموكلي على تخفيف في الحكم الذي اقتصر على غرامة مع إيقاف التنفيذ".
وأكد، أن المحامين الجدد هم أمل المحاماة، في أن تعود على ما كانت عليه من ثوابت وقيم، فالمحاماة رسالة تشبه رسالة الأنبياء، فكلما تمشون على الأشواك؛ كلما أحسستم بالعز والفخر بما تقومون به، منوهًا إلى أنه ربما ينظر إليه البعض، أنه حقق أشياء كثيرة في حياته، ومؤلفاته التى زادت عن 104 كتب، فكل هذا الفضل يرجع إلى المحاماة، فأنا عاشق للمحاماة حتى النخاع، ولدت محامياً وسوف أموت محامياً، وأدعوكم أن تحبوا المحاماة وتعودوا بها إلى سابق عهدها.