Close ad

حتى لا ننسى تاريخهم.. كيف سعت الجماعة الإرهابية لتوسيع نفوذ إيران بالمنطقة؟

23-6-2020 | 18:36
حتى لا ننسى تاريخهم كيف سعت الجماعة الإرهابية لتوسيع نفوذ إيران بالمنطقة؟مظاهرات فى ميدان التحرير ضد مرسى
محمد الإشعابي - أحمد سعيد حسانين

سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى إتاحة الفرصة منذ اليوم الأول للقوى الخارجية بالتدخل في الشئون المصرية، وكانت تضغط بكل قوة لإنهاء سيادة القرار الوطني، والدفع بالدولة إلى هوة التبعية لأجندات خارجية تريد العبث بأمن المنطقة، وعلى رأسها إيران، حيث توجت جهود الجماعة الإرهابية في هذا الصدد بزيارة أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإيرانية حينها إلى القاهرة، وزيارة محمد مرسي إلى طهران. 

موضوعات مقترحة

عبث الجماعة الإرهابية بالبعد الوطني للدولة المصرية كان ينذر بتكلفة باهظة ستظل أجيال من المصريين يدفعونها لسنوات طويلة في المستقبل، بدا ذلك جليًا مع المحاولات المستميتة لعودة التطبيع مع دول إقليمية عاشت قطيعة مع مصر لعقود، ولا تزال تحكمها أيدولوجيات عقائدية وأهداف توسعية، وترتبط بخلافات وثيقة مع عدد لا بأس منه من دول الخليج الشقيقة.

زيارة أحمدي نجاد

إيران والتي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر منذ العام 1979 عقب الثورة الإسلامية هناك، فُتحت شهيتها بعدما ملك الإخوان مقاليد الحكم في أيديهم، أو هكذا ظنوا، وبدأت العلاقات بين الطرفين تتسع حلقاتها سرًا إلى أن ظهرت للعلن وزار مصر أول رئيس إيراني منذ ذلك التاريخ الذي ورد سلفًا واحتفى به الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته على طريقتهم الخاصة.

محمد مرسي الذي انتظر في المطار إلى أن ينزل أحمدي نجاد الرئيس الإيراني وقتها، قدم له مراسم استقبال خاصة وفق جدول زمني معد سلفًا، ليكون الخامس من فبراير للعام 2013 ميلاد عهد جديد بين مصر وإيران على طريقة الإخوان، ورغم وجود بعض الجماعات الدينية الموجود والتي كانت تبدي رفضًا كبيرًا لإيران قبيل تلك الزيارة إلا أنه حتى إبداء التحفظ لم يكن موجودًا بعدها، في تغير مريب للموقف لديهم.

قبيل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر، بأشهر قليلة، كان حضور مرسي قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في طهران في أغسطس 2012، بداية الطريق لاستئناف الحوار من جديد بين الطرفين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عبر إعادة فتح سفارة بلديهما.

فيما عبر أحمدي نجاد، الذي حرص على زيارة عدد من الأضرحة لاسيما في مسجدي الحسين والسيدة زينب، قبل مغادرته طهران، عن أمله في أن تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين، وقال فيما نصه: "سأحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين إيران ومصر".

ترحيب إخواني ورفض شعبي

لم يكتف الإخوان بإبراز امتنانهم لزيارة الرئيس الإيراني من خلال استقبال رئيسهم له في المطار، بل حرص عدد لا بأس منهم لاستقباله أمام مسجد الحسين بالتزامن مع زيارته له، بالتجمع أمام المسجد ورفع لافتات تعبر عن ترحابهم بضيفهم الخاص.

تلك الزيارة لم تلق قبولا لدى المصريين، الذين تدفعهم فطرتهم الدينية لرفض الشيعة وعدم التقارب معهم مهما كلفهم الأمر، لكن "التقية" التي تجمع الطرفين جعلتهم يجتمعون على مائدة حوار واحدة بغض النظر عن اعتبارات الرأي العام لهذا التقارب من عدمه.

الإخوان والشيعة

لم يكن يمثل تبادل الزيارة بين محمد مرسي وأحمدي نجاد لحظة فارقة أو حديثة العهد في تاريخ الجماعة، ذلك لأنه بالنظر تأريخيًا لتلك العلاقة نجد أن عقيدة الإخوان قائمة على التقارب السني الشيعي، بمنهج المؤسس للجماعة حسن البنا الذي كان يسرد في كتاباته تلك الضرورة الملحة، حسب ما يرى.

عبر عقود متفاوتة ظهر هذا التقارب جليًا، من خلال تصريحات لقيادات الجماعة أو زيارات سرية ينظمها أولئك لإيران.

الدولة والجماعة

المعايير الإيدولوجية لجماعة الإخوان كانت المسيطرة على تفكير قياداتهم حتى بعد الوصول إلى الحكم في عهد محمد مرسي، فلم يكن من المتصور إرجاء ما تربوا عليه لسنوات من أجل خدمة الدولة المصرية، لكن سياساتهم قامت على مبدأ كيفية التخديم على الجماعة وفكرها وتمددها على حساب أي شيء.

تلك الصورة بدت في موقفين، أولهما لحظة وجودهم في الحكم، من خلال زيارة سرية قام بها قاسم سليماني، رجل إيران القوي وقائد الحرس الثوري الإيراني، بصحبة وفد رفيع المستوى، والتقى خلالها عددا من القيادات الإخوانية، والتي تكشتف تفاصيلها لاحقًا، وتمثلت في محاولات إخوانية لنقل التجربة الإيرانية، لاسيما في محاولات الجماعة لتكوين ميليشيات مسلحة على غرار الحرس الثوري بعيدًا عن مفاهيم الجيش الوطني.

الصورة الثانية، ما تردد عن قيام القيادي بالجماعة المدعو محمود حسين بزيارة إيران طالبًا إياهم بضرورة دعم الجماعة بعد تظاهرات عارمة دبت في أرجاء مصر وتسببت في رحيل مرسي.

خطورة التقارب

المحاولات المستميتة لنظام محمد مرسي وجماعته للتقارب مع إيران، رغم ما تلاها من امتعاض شعبي ونخبوي، إلا أنها كشفت حقيقة أن الجماعة لم تكن تضع في اعتباراتها خصوصية العلاقة التي تربط مصر بدول الخليج العربي، وكادت بخطواتها غير المسئولة، أن تتسبب في أزمات دبلوماسية بين مصر وأشقائها العرب، ولاسيما في الوقت الذي تسعى فيه إيران التمدد عربيًا مهما كلفها الأمر.

وأبدى كثير من المحللين خطورة التقارب الذي تسعى إليه جماعة الإخوان، ولاسيما أنهم يسلمون مصر على طبق من ذهب ويمهدون الطريق لمزيد من التمدد الشيعي الذي يرفضه عشرات الملايين من المصريين، إلا أن تلك الخطوات أصابها الكبت بعد عودة الأمور إلى نصابها الصحيح وتأتي 30 يونيو لتعدل هذا المسار من جديد.
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة