Close ad

سفیر فرنسا بالقاهرة: اتفاق السراج - أردوغان "باطل".. ولا نتخذ أى موقف حول لیبیا إلا بالتشاور مع مصر| حوار

3-2-2020 | 01:03
سفیر فرنسا بالقاهرة اتفاق السراج  أردوغان باطل ولا نتخذ أى موقف حول لیبیا إلا بالتشاور مع مصر| حوارالسفير الفرنسي بالقاهرة في أثناء حواره مع محررة "الأهرام العربي"
حوار : سوزى الجنیدى

التدخلات التركیة فى لیبیا جرس إنذار للأوروبیین

موضوعات مقترحة
مصر مصدر للاستقرار فى المنطقة وهى شریك رئیسى لنا
حجم الاستثمارات الفرنسیة بمصر وصل إلى خمسة ملیارات یورو بزیادة 20%

قال السفیر ستیفان روماتیه سفیر فرنسا بالقاهرة فى حواره لـ «الأهرام العربى»: إن التنسیق الفرنسى - المصرى مكثف خصوصا فى الملف اللیبى، وأن بلاده لا تتخذ أى موقف إلا بالتشاور المسبق مع مصر، مؤكدا أن اتفاق السراج - أردوغان غیر شرعى وباطل وغیر قانوني، مشیرا إلى أن التدخلات التركیة فى لیبیا، جرس إنذار للأوروبیین للاضطلاع بمسئولیاتهم، لأن مستقبلهم على المحك.

وكشف السفیر الفرنسى عن أن الرئیس عبد الفتاح السیسى، وجه الدعوة لماكرون لحضور افتتاح المتحف المصرى، وأن هناك سعیا لشراكة بین المتحف المصرى وبین اللوفر.. فإلى تفاصیل الحوار..

كیف تنظر إلى التنسیق المصرى - الفرنسى فیما یتعلق بالأزمة اللیبیة؟

إذا لم یتم تأمین الأوضاع فى لیبیا ستكون منصة جدیدة للإرهاب، وهو تهدید كبیر للدول الأوروبیة ولفرنسا خصوصا، وبالتالى فإن التعامل مع الأزمة اللیبیة أمر یقع فى أولویات فرنسا، لهذا فإنه على مدى شهور هناك تكثیف للحوار بین فرنسا ومصر حول الملف اللیبي، وأؤكد لك أن فرنسا لا تتخذ أى موقف أو تتبنى مبادرة أو رؤى حول الملف اللیبى إلا بالتشاور المسبق مع مصر، فمصر شریك محورى لنا فى التعامل مع هذا الملف، وهناك تنسیق مستمر على مستوى الرئیسین والمسئولین فى البلدین.

لكن رؤى الدول الأوروبیة لیست موحدة فیما یتعلق بالتعامل مع ملف لیبیا، حیث یوجد خلافات بین فرنسا وإیطالیا مثلا فى هذا الملف، فما تأثیر ذلك على الدور الأوروبى فى لیبیا؟

للأسف أنت محقة تماما، والواقع أن مستقبل لیبیا أمر یهم كل الدول الأوروبیة، لهذا فإن علینا أن یكون لنا موقف موحد، فحتى لو كانت هناك بعض الحساسیات أو روابط تاریخیة لدول أوروبیة فى لیبیا بشكل أكبر مثل إیطالیا، فإن ذلك لا یمنع من تكوین رؤى موحدة، وفرنسا لدیها مسئولیتها وهى عضو دائم فى مجلس الأمن، وجزء من التحالف الدولى الذى قام فى 2011 بالتدخل العسكرى فى لیبیا، والوضع الآن یحتم أن یضطلع الأوروبیون بمسئولیاتهم فى لیبیا، لأنه لو فشلنا فإن ذلك یفتح الباب لدول أخرى ستفرض رؤیتها لمستقبل لیبیا، وهو ما نراه الآن على الأرض من التدخلات التركیة وهو بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبى للاضطلاع بمسئولیاته، وأخذ زمام المبادرة لأن مستقبلنا على المحك، لهذا فإن فرنسا تعمل مع إیطالیا وألمانیا وبریطانیا لإیجاد موقف موحد وخریطة طریق مشتركة، وقد تم ذلك خلال البیان الذى صدر عن مؤتمر برلین حول لیبیا الأسبوع الماضى، ونحن الآن ملتزمون بتطبیق نتائج بیرلین لتأمین مستقبل أفضل للیبیا.

هل بیان برلین كاف كالتزام دولى أم یجب اللجوء لاستصدار قرار من مجلس الأمن یقوم على ما تم الاتفاق علیه فى برلین؟

بیان برلین لیس التزاما فقط بل ارتباط بین الدول المشتركة، فلم یكن سهلا جمع كل الرؤساء المشاركین، كما أن الأمن فى لیبیا مهم لنا، خصوصا مع الأوضاع غیر المستقرة فى الساحل والنیجر والصحراء، واستمرار خطر الإرهاب فى شمال إفریقیا، ولدینا البیان الرسمى الصادر عن مؤتمر برلین، وسنعمل مع مصر لتنفیذ بنوده، سواء وقف إطلاق النار أو حظر تصدیر السلاح وتفكیك المیلیشیات والسیطرة اللیبیة على الموارد الرئیسیة للبلاد، مثل النفط واستمرار العملیة السیاسیة لإعادة بناء مؤسسات الدولة، ولابد أن یضطلع كل طرف شارك فى برلین بمسئولیاته.

كیف تنظرون للدور التركى فى لیبیا وهل هناك سعى لتطبیق نفس سیناریو سوریا فى لیبیا؟
هناك مخاطر بالفعل من تطبیق نفس السیناریو السورى، لهذا فمن مسئولیاتنا أن نأخذ زمام المبادرة حول ما یحدث على الأرض فى لیبیا، فلا یمكن للأوروبیین أن یتركوا الأمر للآخرین، لتحدید ما یحدث فى لیبیا، ویجب أن نعمل معا لتطبیق بیان برلین، وهناك تنسیق حالیا بیننا مثلا لتنفیذ حظر نقل السلاح وغیرها من نتائج برلین، وهناك خطر فقد السیطرة على الأوضاع فى ظل التدخلات العسكریة، وهو أمر لن یكون فى مصلحة الدول الأوروبیة

البعض انتقد الدور الفرنسى لأنه یدعم حفتر خلف الكوالیس ویدعم السراج علنا، فهل هذا صحیح؟

الوضع فى لیبیا معقد، وعلینا أن نأخذ ذلك فى اعتبارنا، فلو تعاملنا مع السراج فقط وتجاهلنا حفتر لن نحقق أية نتيجة وكذلك العكس صحيح، وعلینا التعامل العمل مع كل الأطراف، ولهذا نعمل ونتواصل معهما معا.

كیف تنظرون إلى شرعیة الاتفاق الذى تم لتقسیم الحدود البحریة بین السراج وأردوغان؟

فرنسا أكدت بوضوح موقفها، وهو أن هذا الاتفاق غیر شرعى وباطل وغیر قانوني، وقد اتخذت مصر قرارا جیدا فى 8 ینایر، بجمع عدد من وزراء خارجیة مصر وفرنسا والیونان وقبرص، وصدر بیان ختامى یؤكد عدم شرعیة هذا الاتفاق، وهو اتفاق یخلق مشاكل عدیدة ویعتبر خرقا لقانون البحار، ویتعارض مع المصالح الأوروبیة، وفرنسا تؤید حقوق قبرص والیونان البحریة.

كیف تنظر إلى مسار التعاون الاقتصادى والثقافى بین مصر وفرنسا خصوصا على مدى السنوات القلیلة الماضیة؟

مصر مصدر للاستقرار فى المنطقة وهى شریك رئیسى لنا فى المنطقة، وبالنسبة لفرنسا فإن العمل مع مصر لمحاولة حل الكوارث والأزمات بالمنطقة أمر أساسي، فمصر من الدول القلیلة المستقرة حالیا فى المنطقة، ولدینا علاقات إستراتیجیة نعتبرها مهمة جدا لفرنسا، لهذا نهتم أیضا بالتعاون الاقتصادى خصوصا والأوضاع أفضل بكثیر، وهناك ارتفاع فى معدلات النمو، ونأمل فى زیادة الاستثمارات الفرنسیة فى مصر، وهو ما أسعى له، خصوصا أن الأوضاع مشجعة لزیادة الاستثمارات، ولدینا استثمارات فى مصر بنحو خمسة ملیارات یورو، كما أن فرنسا هى المستثمر الأوروبى الثالث فى مصر، ونرید جذب المزید من الاستثمارات، خصوصا فى مجال الطاقة والمواصلات والمدن الذكیة والصحة، وهناك زیادة 20 %فى الاستثمارات الفرنسیة العام الماضى عن العام الذى .قبله، ونأمل فى زیادتها، ورسالتى دائما لرجال الأعمال الفرنسیین أن الوقت مناسب لهم للقدوم والاستثمار فى مصر.

وماذا عن التعاون الثقافى والسیاحى؟

لقد وصل عدد السائحین الفرنسیین إلى نحو 700 ألف، وهو رقم مقارب لعام 2010 ،كما أن مصر وفرنسا دولتان تهتمان بالثقافة ومؤثرتان فى هذا المجال، وكان لدینا معرض ناجح للغایة فى باریس لتوت عنخ آمون زاره ملیون ونصف الملیون مواطن، وهو أكبر رقم زار أى معرض أقیم فى باریس، والفرنسیون لدیهم هوس بالحضارة المصریة التى ندرسها فى أول فصل لكتاب التاریخ فى المدارس الفرنسیة، ولدینا 40 بعثة فرنسیة للتنقیب عن الآثار فى مصر، كما ننتظر الاحتفال التاریخى للمتحف المصرى الجدید هذا العام، ونتطلع للتعاون وإیجاد شراكة بین المتحف ومتحف اللوفر بباریس

هل نتوقع حضور الرئیس الفرنسى لحفل الافتتاح للمتحف؟

لقد قام الرئیس عبد الفتاح السیسى بتوجیه الدعوة بالفعل للرئیس إیمانویل ماكرون، وبالتأكید فرنسا مهتمة بالمشاركة بوفد رفیع المستوى.

اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة