Close ad

"بوابة الأهرام" تحقق فى اختطاف الناشط "أنس العسال".. وأسرته تروي التفاصيل

29-7-2012 | 00:21
هبة عبدالستار
أكدت الحقوقية راجية عمران، عضو جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر، فى تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" أنه تم العثور على الناشط أنس العسال بعد اختطافه من منزله منذ يومين بمستشفى الهلال، لافتة إلى أنه يعانى كدمات ظاهرة وآثار لحقن بالوريد وأن الحقوقى وعضو الجبهة محمد عبدالعزيز يرافقه حاليا بالمستشفى.
موضوعات مقترحة


أوضحت أن عبدالعزيز سيطلب من مدير مستشفى الهلال إبقاء أنس لمدة 24 ساعة تحت الملاحظة للاطمئنان عليه مع إجراء تحاليل وأشعات لمعرفة طبيعة الإصابات التى يعانى منها وطبيعة المادة التى تم حقنه بها خاصة وأنه يعانى ارتباكا وفقدان ذاكرة لكل ما حدث له منذ اختطافه من منزله فجر الجمعة.

لم تستطع عضو الجبهة أن تقدم تفسيرا للحادث الذى وقع لأنس فى ظل عدم اكتمال المعلومات إلا أنها أكدت تكرار حوادث اختطاف النشطاء، مرجحة أن يكون ذلك يتم بواسطة جهات أمنية لترهيبهم ومنعهم من ممارسة نشاطهم، مستنكرة أن يتم ذلك مع أنس، على الرغم من كونه لا ينتمى لأى حركة أو فصيل سياسي فهو مجرد مسعف متطوع ناشط بالمستشفيات الميدانية، ولم تستطع الجزم بأن تكون لذلك الحادث علاقة بجلسة محاكمته غدا، خاصة وأن موقفه القانونى سليم ولا يوجد أى شهود على الاتهامات الموجهة له، إلا أنها رجحت أن يكون ذلك له علاقة باختطاف واعتقال الناشطة بحركة" حازمون" بدرية محمود منذ أيام.

من جانبها قالت سارة العسال شقيقة أنس فى تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" إن والدها فوجئ باتصال مساء اليوم من إحدى الممرضات بمستشفى الهلال تخبره فيه أن أنس وصل للمستشفى اليوم وأنه تعرض لحادث، وأنه يطلب حضور أى فرد من أسرته، لافتة إلى وجود آثار لـ 6 حقن بذراعه وأن المستشفى لم يقيد أنس فى سجلات الاستقبال، ولم يجد أخوته الذين ذهبوا لإحضاره إلى المنزل أى ذكر له فى سجلات المستشفى، وتم عمل إشاعة وصرف تذكرة له بالعلاج دون أن يقيد فى السجلات وعند طلبهم والمحامين التقرير الطبى من المستشفى لم يقم المستشفى بعمل تقرير إلا بعد ضغط كبير، مشترطًا أن يتم تحرير محضر بالقسم وهو بالفعل ما يقوم به حاليا أصدقاؤه وأخوته حيث سيحررون محضرا بقسم الأزبكية.

كان نشطاء قد دشنوا على مواقع التواصل الاجتماعى حملات للمطالبة بإطلاق سراح الناشط أنس كمال محمد محمد(23 سنة)الشهير بأنس العسال، أحد المسعفين فى المستشفى الميدانى الذى رافق أحداث الثورة منذ بدايتها مرورا بأحداث العام الماضى بداية من أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء وانتهاءً بأحداث العباسية فى مايو الماضى، حيث رجح نشطاء أن يكون تم اختطافه واعتقاله بواسطة أجهزة أمنية، لمنعه من حضور جلسة محاكمته حيث يحاكم أنس غدا عسكريا على خلفية أحداث العباسية.

أحمد والد أنس روى لـ"البوابة" وقائع اختطافه من منزله فجر أول أمس، مشيرا إلى أن أنس كان فى شقة خاصة بالعائلة بعزبة النخل اعتاد التردد عليها للاطمئنان على الشقة بعد أن تم إبلاغهم من قبل الجيران منذ أيام بأنهم وجدوا بابها مفتوحا دون وجود لأحد فيها، وتصادف وقتها أنه كان على الهاتف مع أحد أصدقائه ثم سمع طرقا على الباب فذهب ليفتح، وفجأة سمعه صديقه على الهاتف يصرخ ثم انقطع الاتصال، وبناء على اتصال من هذا الصديق مع مالك شقيق أنس توجه الشقيق إلى المنزل فوجد الباب مفتوحا، ووجد محتويات هاتف أنس المحمول مبعثرة على الأرض وذكر شهود عيان من الجيران أنهم شاهدوا سيارة نصف نقل حمراء كانت تنتظر أمام المنزل وتم اصطحاب أنس فيها بصحبة بعض الأشخاص المجهولين.

أوضح الوالد أن أنس يدرس فى الفرقة الثانية بأحد معاهد الحاسب الآلى، وأنه متخصص فى الجرافيك ومسجل فى جمعية الهلال الأحمر منذ كان فى المرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى حصوله على دورات تدريبية ذات مستوى عالٍ فى الإسعاف جعلته معتمدا لدى نقابة الأطباء فضلا عن تطوعه الدائم ضمن طواقم المستشفيات الميدانية التى يقيمها أطباء الميدان منذ اندلاع الثورة مثل جمعية أطباء التحرير.

لفتت شقيقته سارة إلى أنه تم اعتقاله على خلفية أحداث العباسية لمجرد دفاعه عن فتاتين ومحاولة حمايتهن من اعتداء أحد ضباط الجيش عليهن، فقام بعض جنود الجيش بالاعتداء عليه مما أسفر عن إصابته بكسر فى قاع الجمجمة وكسور في اليدين وإحدى ساقيه، موضحة أن يديه اليمنى مصابة بـ5 كسور واليسرى يوجد بها إصبعين فى حاجة لتركيب شرائح ومسمار، وأن حالته الصحية تدهورت بشدة نتيجة لاحتجازه عقب اعتقاله بمستشفى كوبرى القبة العسكرى لتسعة أيام دون تقديم أى مساعدة طبية له أو عمل أى فحوصات قبل أن يتم الإفراج عنه على ذمة القضية ليبدأ رحلة علاج على نفقة عائلته الخاصة ونتيجة للإهمال الطبي وتأخر حالته فإنه فقد القدرة على التحكم بيده اليمنى ومهدد بنفس المصير فى اليد اليسرى كما يعاني جروح وكدمات تعرض لها في العباسية، ومن المقرر أن يكون النطق بالحكم على أنس غدا الأحد.

أعربت سارة العسال عن أسفها لما تعرض لها شقيقها الذى لم يرتكب أى جرم سوى إسعاف الجرحى والمصابين، مبدية تخوفها من حدوث أى إصابه له فى يده اليسرى لأنها بذلك ستتركه عاجزا كليا عن استخدام كلتا اليدين، لافتة إلى تلقية تهديدات من مجهولين حول نشاطه فى الميدان.

أشارت إلى أنه خلال التحقيقات استشهد أنس بالفتاتين اللاتى كان يدافع عنهن، ليشهدا على ما حدث وما فعله قوات الجيش من اعتداء عليه، لكن إحدى هاتين الفتاتين رفضت الشهادة، بينما وافقت الناشطة "بدور" على الإدلاء بشهادتها، لافتة إلى أنه وقبل شهادتها تم اعتقالها لثلاثة أيام من قبل جهة أمنية.

من جانبها أعربت الناشطة بدرية محمود، الشهيرة بـ"بدور"، عضوة حركة حازمون، فى تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام" عن أسفها لما حدث لأنس، مؤكدة أنه كان يدافع عنها وقت أحداث العباسية وأنها شاهدة النفي الوحيدة في قضية أنس العسال، حيث كانت ستدلي بشهادتها في قضيته غدا، كما روت شهادتها عن واقعة اختطافها من قبل مجهولين، رجخت أن يكونوا تابعين لجهاز الأمن الوطنى، عقب مشاركتها في أحداث السفارة السورية، وإصابتها بخرطوش في ساقها، حيث تم اختطافها وهى تستعد للذهاب للمستشفى لتلقى العلاج لمكان مجهول، والتعامل معها بعنف وتعذيبها وتهديدها بسبب مشاركتها السياسية فى "حازمون" والتحقيق معها حول علاقتها بالحركة وكذلك بحركة "صامدون".

أضافت: "لما طلبت من اللى بيحقق معايا أنه يفك الحبل اللى رابط إيدى بيه، وقلت له أنى مش هتحرك من مكانى، رفض وقاللي لا.. وقالى لو نزلتى الميدان فى أى حاجة بعد كدا هنسى إن أنا أمن دولة وهعاملك معاملة الشرطة العسكرية"، مشيرة إلى تتابع محققين آخرين معها قبل أن يتم اصطحابها بعد احتجاز دام لثلاثة أيام إلى منطقة قريبة من ميدان رمسيس، مستنكرة رفض المسئولين بقسم شرطة مصر القديمة تحرير محضر إثبات حالة بآثار الكدمات والتعذيب على ظهرها فور إطلاق سراحها.

لفتت إلى أنها وكلت مركز النديم لتولى قضيتها وأن هناك 5 حقوقيين بالمركز سيعملون على التقدم ببلاغ للنائب العام ومقاضاة جهاز الأمن الوطنى ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى التقدم بشكوى رسمية للرئيس محمد مرسي عبر ديوان المظالم، لافتة إلى أنها أرسلت تلغراف ببلاغ إلى النائب العام اليوم بما حدث معها.

وقد تصاعدت موجة من الغضب فى أوساط النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، مستنكرين استمرار اختطاف النشطاء، محملين وزير الداخلية والرئيس محمد مرسي مسئولية سلامة أى ناشط.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة