Close ad

علاقات مصر وجنوب إفريقيا.. ركن أساسي وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الإفريقية

10-12-2019 | 11:08
علاقات مصر وجنوب إفريقيا ركن أساسي وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الإفريقيةعلما مصر وجنوب إفريقيا
وسام عبد العليم

تمثل العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب إفريقيا، ركنًا أساسيًا وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الإفريقية، واستقرارها وتنميتها، وكذلك بالنسبة للعالم كله.

موضوعات مقترحة

فأوضاع كل من الدولتين التاريخية، والجغرافية، والاستراتيجية، تتشابه إلى حد كبير، رغم البعد المكانى الواسع بينهما، فلكل منهما موقع استراتيجى بالغ الأهمية قاريًا وعالميًا، فمصر تقع عند ملتقى قارات العالم القديم، آسيا وإفريقيا وأوروبا، على أرضها واحد من أهم الطرق والممرات البحرية فى العالم وهى قناة السويس التى تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.

وبالمثل، فإن جنوب إفريقيا تشرف على أهم نقطة حاكمة فى أقدم وأشهر الطرق البحرية بين الشرق والغرب، طريق "رأس الرجاء الصالح" الأمر الذى منحها دورًا استثنائيًا فى تاريخ الملاحة الدولية وفى سلامة واستقرار التجارة بين قارات العالم.

خلال الفترة من بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجنوب إفريقيا
إفريقيا عام 1942، وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، غلب على العلاقات المصرية - الجنوب إفريقية الطابع البرتوكولى، وهناك الكثير من الرسائل المتبادلة بين القيادتين فى ذلك الوقت، وإن لم تكن هناك قضايا ذات طبيعة سياسية مثيرة للاهتمام بينهما حتى عام 1947، عندما حدث خلاف كبير بسبب موقف جنوب إفريقيا من قضية فلسطين.

كان النظام العنصرى من بين الدول التى صوتت لصالح قرار تقسيم فلسطين فى 29 نوفمبر 1947 الذى أوصى بإنشاء دولة يهودية على أرض "فلسطين"، وكان اتحاد جنوب إفريقيا ثانى دولة إفريقية تقوم بذلك إلى جانب "ليبيريا"، وفى 24 مايو 1948 "بعد تسعة أيام بعد إعلان دولة الكيان المحتل"، أعلنت حكومة جان سموتس، رئيس وزراء النظام العنصرى فى ذلك الوقت والمؤيد للصهيونية، نيتها إعلان اعتراف اتحاد جنوب إفريقيا بالدولة اليهودية، وكان الاتحاد هو سابع دولة تُقرر الاعتراف بالكيان المحتل، وفى 14 مايو 1949 اعترفت جنوب إفريقيا رسميًا بذلك.

بعد الإفراج عن المُناضل مانديلا، فى فبراير 1990 قرر أن تكون مصر، أول بلد يزورها، لتزدحم الشوارع بكل مؤيديه من المصريين والأفارقة من كل الفئات العمرية، واستقبلته مصر كرمز للنضال والكفاح من أجل الحرية.

وعقب اﻻنتخابات العامة فى جنوب إفريقيا، فى أبريل 1994، أعلنت الحكومتان المصرية والجنوب إفريقية عن رفع مستوى مكاتب التمثيل الخاصة بهما إلى مستوى السفارات، وهو نفس العام الذى شارك فيه وزير الخارجية المصرية فى ذلك الوقت عمرو موسى، بحفل تنصيب أول رئيس منتخب فى جنوب إفريقيا"،بعد انتهاء نظام الفصل العنصرى، وهو الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.

وشهد عام 1995، إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين الدولتين وتم عقد دورتها الأولى فى أبريل 1996 فى القاهرة، وتم خلالها الاتفاق على دفع العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات، وخصوصًا المجال التجارى بفتح أسواق جنوب إفريقيا، أمام المنتجات المصرية وتوسيع نطاق مشاركة العديد من الشركات المصرية فى المعارض السنوية التى تقام فى جنوب إفريقيا.

استعادت مصر علاقتها النشطة بجنوب إفريقيا بتحرك مثالى يحسب للدبلوماسية الرئاسية المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فبعد سنوات من المنافسة، أصبح للتعاون والتنسيق المشترك مكان فى تحرك الدولتين من أجل مستقبل أفضل للقارة السمراء، لدى مصر وجنوب إفريقيا مساحات ورصيد مشترك من العلاقات الوطيدة يمكن البناء عليه فى مد محور وشريان جديد للتنمية يربط بين القاهرة وكيب تاون وهو المشروع الذى تتطلع إفريقيا لتنفيذه كما يعمل على تنمية مستدامة يمكن توطينها على جانبى الطريق الرابط بين شمال وجنوب إفريقيا.

قمم رئاسية
شهدت العلاقات السياسية بين الدولتين طفرة إيجابية ملحوظة منذ 2014 كان من أبرز ملامح تلك التطورات الإيجابية اللقاءات الثنائية بين ممثلي الدولتين، والتى بدأت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع الرئيس الجنوب إفريقى السابق جاكوب زوما، فى عدة لقاءات، كان أولهما على هامش الشق رفيع المستوى للدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر 2014.

ثم جاءت زيارة الرئيس جاكوب زوما، إلى القاهرة، بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أبريل 2015، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الجنوب إفريقى منذ 25 يناير 2011، علما بأن آخر زيارة رئاسية جنوب إفريقية إلى القاهرة كانت للرئيس السابق زوما، فى أكتوبر 2010.

كما التقى الرئيسان فى العاصمة الروسية موسكو، فى مايو 2015 على هامش احتفالات البلاد بالذكرى السبعين للانتصار على النازية فى الحرب العالمية الثانية.

العلاقات الثقافية
فى إطار دعم العلاقات الثقافية وخاصة العلاقات بين الشباب والأجيال القادمة، وفى ظل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعقد منتدى سنوى لشباب العالم فى مصر، تم خلال دورتى منتدى شباب العالم فى 2017 و2018، دعوة مجموعة من الشباب من جنوب إفريقيا، لحضور المؤتمر، وقد زاد عدد المشاركين من جنوب إفريقيا فى النموذج الثانى من منتدى شباب العالم فى نوفمبر عام 2018 إلى 40 مشاركًا تقريبًا من 15 مشاركًا فى عام 2017، وكان من بينهم مجموعة من المتحدثين، من بينهم كاثرين كونستانتينيدس، الناشطة فى مجال المناخ وحقوق الإنسان، والحاصلة على زمالة أساقفة توتو الإفريقية، إكسفورد عام 2013، وزمالة مانديلا واشنطن عام 2016، وسيليست فوكونيير، خبير شئون الأسواق فى بنك راند ميرشانت الجنوب إفريقى، وإيزلين بارينز، أحد أكثر الشباب تأثيراً فى جنوب إفريقيا وصاحبة مبادرة تمكين النساء "أكاديمية الأحلام للبنات"، وأحد رواد الأعمال على المستوى الاجتماعى فى مجال تنمية الشباب فى القارة الإفريقية.

وهو المنتدى الذى أقيم على هامشه احتفالية تكريم اسم الرئيس الجنوب إفريقى الراحل نيلسون مانديلا، فى الذكرى المئوية لميلاده، حيث تم دعوة حفيده زوندوا مانديلا، لحضور المؤتمر، وتم تكريمه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وموخرا كان استقبال الرئيس السيسى لرئيس جنوب إفريقيا الأسبق ورئيس آلية الاتحاد الإفريقى رفيعة المستوى المعنية بالسودان تابو مبيكى والذى أشاد بالدور المصرى فى دعم جهود صون السلم والأمن فى إفريقيا والذى تعاظم مع رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، مؤكداً أهمية مصر وثقلها كفاعل رئيسى فى إرساء دعائم العمل الإفريقى المشترك، أخذاً فى الاعتبار أن الرئاسة المصرية تأتى خلال مرحلة دقيقة من عمر الاتحاد والتى تشهد تحديات ضخمة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: