Close ad

مصر واليابان.. صداقة قوية امتدت لأكثر من 150 عاما

26-6-2019 | 13:03
مصر واليابان صداقة قوية امتدت لأكثر من  عاماالرئيس السيسي
وسام عبد العليم

تربط مصر واليابان صداقة قوية امتدت لأكثر من 150 عامًا بين البلدين، تجعل اليابان محورا دائماً للعلاقات الثنائية التي وصفت بـ"المتانة" مع مصر، حيث يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، دولة اليابان للمشاركة فى القمة الاقتصادية العالمية لمجموعة العشرين G20، والتى تتولى اليابان رئاستها حاليا والمنتظر عقدها بمدينة أوساكا اليابانية، نهاية الأسبوع الحالى.

موضوعات مقترحة

يأتي ذلك استناداً لمكانة مصر في إفريقيا، ورئاستها للاتحاد الإفريقي، ولعرض تجربة مصر التنموية الواعدة للإصلاح الاقتصادي الشامل، ورؤيتها لسبل تعزيز الجهود الدولية لدفع مساعي التنمية فى القارة الإفريقية.

وتستضيف اليابان القمة في ظل التحولات السياسية بعد جلوس الإمبراطور الياباني الجديد ناروهيتو على العرش خلفا لوالده المتنحي الإمبراطور أكيهيتو.

وتركز قمة العشرين على الاقتصاد العالمى، وتعقد كل عام بداية من عام 2008 منذ وقوع الأزمة المالية العالمية، وتشهد القمة زيارة قادة أكبر 20 دولة فى العالم، والتى تمثل 80 % من الناتج المحلى الإجمالى، ولها هدفان، أولا تشجيع النمو المستدام؛ نظرا لأنها بدأت مع الأزمة المالية.

وثانيا، حل القضايا العالمية فى مختلف المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية وكل القضايا الأخرى، وكل عام يكون هناك فكرة مختلفة أساسية للقمة، ولكنها تركز على الهدفين سالفى الذكر.

ويختلف محتوى القمة كل عام، لكن تركز بشكل خاص على جودة النمو الاقتصادى، وكيفية تحقيق المساواة بين الأغنياء والفقراء، والمساواة بين الجنسين، وشيخوخة بعض المجتماعات، كما تعد قمة العشرين فرصة مهمة للقادة الذين يناقشون أهم القضايا العالمية، ليس فقط من خلال الجلسات الرئيسية، وإنما من خلال المناقشات الثنائية بين القادة على هامش جلساتها.

كما تركز شعوب العالم على قادة مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا، خاصة مع القضايا التى يمكن أن يناقشوها سويا.

وترغب طوكيو فى مناقشة 3 محاور، التجارة، والاقتصاد الرقمى، والابتكار، أولا، الحفاظ على حرية التجارة فى العالم، حيث إن أهم التحديات التى تواجه قمة العشرين هى استعادة الثقة فى نظام التجارة العالمى، نظرا لأن التوتر بين دول العالم بدأ يؤثر على النمو التجارى عالميا، وفى هذا الصدد، القمة يمكن أن تخرج بتوصيات لمنظمة التجارة العالمية.

ثانيا، وضع المعايير التى تضبط الاقتصاد الرقمى، حتى يتشارك العالم فى فوائد هذا الاقتصاد، لاسيما وإن التكنولوجيا الرقمية أحدثت تغييرا كبيرا فى نظام الاقتصاد العالمى.

وتعتبر اليابان مصر لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط، وتتعامل مع مصر على أنها جزء حيوي من دبلوماسيتها في المنطقة. هذا ويدعم رؤساء الحكومات بعضهم البعض في القضايا المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وتتمتع مصر واليابان بصداقة طويلة حيث إن الروابط توطدت بزيارة رئيس الوزراء اليابانى آبى شيزو ، إلى مصر فى 2015 ثم تلى تلك الزيارة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى طوكيو فى 2016.

وبدأت العلاقات المصرية - اليابانية، بشكل رسمي في 7 أبريل 1922 عندما اعترفت طوكيو باستقلال مصر، وفي 1926 افتتحت اليابان قنصلية عامة لها في الإسكندرية، ثم مفوضية عامة في مصر، وفي عام 1954 رفعت درجة التمثيل السياسي في مصر إلى سفارة، و1982 فتحت اليابان مكتبا قنصلي في الإسكندرية.

وعن آفاق التعاون بين مصر واليابان، فهناك تعاون مثمر حيث نعمل فى العديد من المشروعات معا، خاصة فى مجال التعليم، وعندما زار السيسى اليابان، اتفق مع آبى شيزو على المبادرة التعليمية اليابانية المصرية، وبناء على ذلك، تم التوسع بشكل كبير فى التعليم الشامل، من مرحلة الحضانة وحتى التعليم العالى.

كان هناك 12 مدرسة تطبق النظام اليابانى، وتم افتتاح 35 مدرسة جديدة العام الماضى، وهدفها الأساسى تنمية شخصية الطفل بشكل عام، من خلال العمل على أنشطة خاصة، وتطبق نظام "التوكاتسو"، فمثلا كل طفل يكون رئيس الفصل بالتناوب، فجميعم يجرب الزعامة ليوم، ومن خلال هذا يتعلم الأطفال روح التعاون والمسئولية واحترام الآخرين والانضباط

فى يونيو 2014، قدم الإمبراطور الياباني "اكيـهيتــو" التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه بالانتخابات معرباً عن أطيب تمنياته بالنجاح وتحقيق الرفاهية للشعب المصري، مشيراً إلى أن مصر دولة كبرى في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي تعبر مرحلة حاسمة سياسياً واجتماعياً واثقاً أن الرئيس السيسي سوف يلعب دوراً قيادياً في تخطي التحديات مدعوماً بالجماهير المصرية.

وأعرب رئيس الوزراء اليابانى، عن اعتزامه تعميق العلاقات الودية التاريخية بين طوكيو والقاهرة.

وفتحت الزيارة الأولى للرئيس السيسي، آفاقًا جديدة في العلاقات المصرية اليابانية، حيث شهدا الجانبين تعاونًا في مجال التعليم، وفي العديد من مجالات التعاون الأخرى، حيث يجري العمل على اتخاذ الإجراءات الخاصة بتفعيل القرض الإضافي لمشروع المتحف المصري الكبير، وكذلك تمت الموافقة على تقديم قرض مُيسر لتمويل مشروع مطار برج العرب، وإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات في الغردقة، فضلاً عن رفع كفاءة ثلاث شركات لإنتاج وتوزيع الكهرباء في مصر.

وأشاد رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولى (چايكا) بالجهود التي تبذلها القيادة السياسية المصرية على كل الأصعدة سواء داخلياً من خلال إنجاز العديد من النجاحات الاقتصادية أو على الصعيد الإقليمي عبر دور مصر الريادي، ولاسيما في مكافحة التنظيمات الإرهابية وإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وتمثل أهم الصادرات المصرية لليابان: "الغاز الطبيعي المسال، المنتجات البترولية ، القطن، السجاد وأغطية الأرضيات، الخضر والنباتات، الملابس، الحديد والصلب، السيراميك ، الرصاص والمواد المصنعة منه، النباتات الطبية والعطرية، منتجات الصناعات الغذائية، خردة سبائك النحاس وغيرها"، وكانت الواردات المصرية من اليابان "السيارات والجرارات، المراجل والآلات، الأجهزة الكهربائية، مصنوعات من الحديد والصلب، أدوات ومعدات التصوير الفوتوغرافي والسينمائي والبصريات، البلاستيك ومصنوعاته، الكيماويات العضوية".

تشارك فى القمة دول الأرجنتين واستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك، وجمهورية كوريا الجنوبية، وجمهورية جنوب إفريقيا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

تأسست مجموعة الـG20 عام 1999 بسبب الأزمات المالية في التسعينيات، ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم وأيضا يمثل أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام، وتهدف مجموعة العشرين إلى الجمع الممنهج لدول صناعية ومتقدمة مهمة بغية نقاش قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة