يرى الدكتور خالد السيد غانم، أستاذ مساعد مقارنة الأديان، أن مصر تعيش الآن، أفضل مناخ صحي للخطاب الديني، قائلا: إن الخطاب الديني كانت تتلقفه الجماعات المتطرفة وأحدث شقا بين الفهم الصحيح للدين والواقع الذي نعيشه، إضافة إلى إحداث حالة من الوقيعة في العلماء الثقات، واختلاق قطيعة بين الساسة والدين.. إلى غير ذلك من القضايا التي ألهبت المجتمع، وجعلت البعض لا يثق في رجال الدين.
موضوعات مقترحة
يتابع غانم لـ"بوابة الأهرام"، قائلا: إن هذا مدعاة للقول بإن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني يجب أن تكون بمنزلة تحويل للفكر والفقه إلى نظرة عامة تراعي المصلحة ولا تنافي النصوص الصحيحة في ظل تداعيات تحتم ضرورة عرض الإسلام بما يتسق والفطرة السوية والعقل السليم والمنطق السديد.
ولفت إلى أن الخطاب الديني يختلف عن الوعظ - حسب قوله، لأن صورة رجل الدين لها تأثير عميق على العامة، وذلك في وقت حاولت فيه الجماعات الإرهابية المتطرفة أن تنشر ثقافة الكراهية، سواء في الخطاب الثقافي أو الخطاب الدعوي، ولهذا فالتجديد يبدأ من ترك هذا الخطاب الذي يعود لفترة ما قبل نهاية الاستعمار وما بعده أيضا.
وأضاف: أضحت القضية وكأنها إرشاد اجتماعي أكثر من كونها ترشيداً دينياً (السجال بين الاجتماعي والديني)، ليتسع بذلك النطاق إلى الدعاة ورواد الفضائيات والمنابر المختلفة، والذين تدخلوا في كافة المسائل الحياتية وليست الدينية فحسب.
ويتابع أستاذ مقارنة الأديان، قائلا: كان من جملة الآثار السلبية تحول الأمر إلى زاوية للمعارك لا القضايا المجددة، الأمر الذي يؤكد ضرورة الحوار البناء الذي يجرى على أساسه تجديد الخطاب الديني وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار شكل الدولة المنشودة وطبيعتها وتوجد دورا لقادة الرأي.
ولهذا ذكر فضيلة الإمام الأكبر "أن التيار الإصلاحي الوسطي هو المؤهل والجدير بمهمة التجديد الذي تتطلع إليه الأمة، من أجل تجديد الدين «لا تشويهه أو إلغائه»، ولكن شريطة أن يتفادي الصراع الذي يستنزف الطاقة».
يتابع، ولهذا تأتي مقولة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الدائمة، بأن مصر تعيش الآن أفضل مناخ صحي للخطاب الديني" في وقتها وخاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو لتعطي مساحة واسعة لرجال الدين الحقيقيين، وذلك بعد محاصرة الفكر المتطرف وأصحابه، وإتاحة مساحة واسعة لرجال الأزهر والأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير.
وبحسب الدكتور خالد غانم، كانت الرؤية واضحة حينما تم اختيار عدد من علماء الأزهر والأوقاف للظهور الإعلامي، وقوانين الفتوى، إضافة إلى أن الجهد المبذول من علماء الأوقاف في هذا الجانب من خلال المشاركات في المدارس العلمية والقرآنية ومكاتب التحفيظ، كما أن الحركة العلمية الواضحة من خلال التأليف والنشر والترجمات للكتب التي عالجت الكثير من القضايا والصادرة عن وزارة الأوقاف تسهم بشكل واضح في إثراء الجانب الثقافي والتنوير وتشكل وعي المجتمع لاختيار المنهج السليم.
ويختتم قوله، إن كل هذا وغيره لم يكن ليحدث لولا وجود مناخ مناسب لخطاب ديني صحيح بعد إزاحة الجماعات التي كانت متسلطة على فكر المجتمع.