وصفت فكرته بـ"الملهمة".. ماريا ليفشينكو تكتب: 7 أسرار وراء نجاح منتدى شباب العالم بشرم الشيخ

تنشر"بوابة الأهرام"، مقالا كتبته فتاة أوكرانية تدعى ماريا ليفشينكو، إحدى المشاركات في منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، والمتحدثة في جلسة "إعادة بناء المجتمعات" على صفحة المنتدى باللغة الإنجليزية.

وأعربت ماريا ليفشينكو، عن سعادتها بالمشاركة في منتدى شباب العالم، الذي كان فرصة فريدة لمناقشة القضايا المختلفة، قائله: "عندما تسمع أن أحد الأشخاص سيذهب إلى مصر، فعادة ما سيقفز إلى ذهنك تلك الرحلة إلى البحر الأحمر أو الأهرامات، ومع هذا فإن هذا البلد الجميل لديه الكثير ما يقدمه، وفى اليومين الماضيين، أصبحت مصر ملتقى للأفكار الساطعة والرغبة في القيام بشيء رائع لهذا العالم.

وأضافت "لقد كانت الفكرة الرئيسية والملهمة لمنتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ هي التجسيد للركائز السبع للشخصية المصرية، حيث تمتزج الهوية الفرعونية مع الفلسفة اليونانية الرومانية، يثريها اللاهوت القبطي، وتدعمها الطقوس الإسلامية، فمصر التي تقع في إفريقيا تنتمي إلى العالم العربي، وتحافظ على تقاليد بلدان البحر المتوسط".

وتابعت: "على الرغم من زيارتي لمصر من قبل لقضاء العطلة، لكن خلال زيارتي إليها هذه المرة حاولت أن أنظر إليها بمقاربة جديدة، ومن منظور مختلف، وأعتقد أني أحببتها أكثر بكثير من ذي قبل؛ لأنني وجدت جوانب أخرى، لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأوجهها".

وأشارت إلى أن هناك 7 أعمدة لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ جعلت هذا الحدث مختلفا:

الناس

دائما ما يكون الناس، هم الدافع الذي يشجعنا على عدم الحد من أحلامنا؛ لإظهار مثال على الشجاعة وكيفية التصرف، وما أجمل أن تمتزج القلوب اللطيفة بالروح والعيون الجميلة، والإصرار على النجاح، وهنا أقصد المتطوعين والقائمين على نجاح الحدث، الذين يفعلون كل شيء ليس لأنهم بحاجة للقيام بذلك، ولكن لأن لديهم الرغبة والشجاعة، وهؤلاء الناس الذين عملوا بجد لجعل هذا المنتدى ناجحًا، والذين افتقروا في بعض الأحيان إلى النوم والطعام والراحة، ولكن البسمة لم تفارق وجوههم؛ لذا فعندما تأتي فتاة جميلة من العراق إليك، وتشكرك على العرض التقديمي الخاص بك، فإنك تشعر أنها هي التي تحتاج إلى الشكر على وجودها على الرغم من العقبات، لأنها ألهمتك باعتبارها المشارك الرئيسي في المنتدى.

التنوع

يمكن اعتبار تنوع البشر أشبه بالتوابل التي تعطى النكهة لهذه الحياة؛ لأنه حتى عندما تسقط السماء وتغرق المحيطات؛ سيظل البشر السر الوحيد الذي لا يمكن اكتشافه بالكامل؛ وهذا هو جمال الحياة، لأننا مختلفون جدًا وفي نفس الوقت نحن جميعًا متشابهون.. أعتقد فقط أننا بحاجة إلى احترام هذا التنوع في بعضنا البعض، وأن يكون دائما لدينا الشغف باكتشافه.

التغيير

دائما ما نجد هدفنا في التغيير، كل ما يحدث في حياتنا هو الأفضل، ربما يبدو أحيانا أنه طريق مسدود، وربما لم ننجح في ذلك، وهذا ما يدفعنا للتفكير في الألم والفراغ، ومع ذلك، اتضح لاحقاً أن التغيير ليس طريقاً مسدوداً، بل دور حيوي، وأن المصاعب التي تواجهنا ليست نهاية الحياة، ولكن بداية واحدة جديدة، حيث تتحول أسوأ خيبات الأمل إلى اجتماعات سعيدة جديدة، وفجأة نفهم - كان كل شيء في حياتنا هو الأفضل.

الاتصال

لقد احتلت التكنولوجيا حيزا كبيرا من حياة الناس ورغباتهم، وهي تتنبأ اليوم بالمستقبل، وغدا سوف تملى علينا ما تريد، ومع ذلك، يتم إنشاؤها من أجل للتواصل مع الناس، وحوار اليوم هو مفتاح البناء والحفاظ ليس فقط على السلام، بل التواصل السليم والودي.

الفرصة

نحن نعيش في عالم يسيطر عليه الإيمان، في كل ما نؤمن به، وعندما تفتح روحك وتبدأ في الحلم؛ تظهر الفرص إنه سحر لا يصدق عندما يكون لديك اعتقاد في الأشياء الجيدة، فلماذا نحجب هذه الفرص عنا في بعض الأحيان، ولا نرى متى تمنحنا الحياة فرصة لتحقيق رغباتنا وأحلامنا الأكثر جنونًا؟.

النجوم والبحر

لا يمكنني تركهم جانبًا في هذه القصة، أعتقد أنهم لعبوا الدور الرئيسي في اكتشافي لمدى غير متوقع أن تقابل أشخاصًا هم مميزون وأقوياء جدًا في مقاربتهم للحياة، وعلى استعداد لتقاسم طاقتهم، الناس الذين تقابلهم فقط لأول مرة في حياتك، لكنهم يشعرونك بأنك تعرفهم إلى الأبد، فهؤلاء الذين تقضي ساعات في التحدث إليهم، ولا تستطيع الحصول على ما يكفي، في حين أن النجوم تظهر في السماء.. هذا المكان العبقري الذى تمتزج فيه تلك العناصر هو ما يمنحك فرصة لتحقيق أمنيتك، فلا يوجد مكان أفضل من هنا، وسيتم الاحتفاظ بمربع بلدي مع ذكريات في مكان آمن.

الحب

الدعامة الرئيسية في هذا العالم.. أحب عائلتك وأصدقائك وشريكك وبلدك وعملك.. الشعور الذي يدفعنا إلى التميز، ويجعلنا نفعل أشياء مذهلة، وكلنا في بحث دائم عنه، وكان "الحب" هو عامل النجاح في  هذا المنتدى.

فهذه العوامل السبع المذهلة تجعلك أمام حدث فريد، وكل واحد منها أشبه باكتشاف الكواكب، والنجوم، والثقوب السوداء، وفى النهاية، الأمر متروك لنا أي جانب من الكون سنسعى لاكتشافه؛ لأنه من السهل تغيير العالم من حولنا، ولكن من الصعب تغيير أنفسنا.

ومع ذلك، أعتقد أن كل من يسعى وراء الحب يجد التغيير داخل نفسه، ويبدأ هذا التغيير في اللحظة - التي قررت الذهاب إليها، فلا تبحث عن الانسجام في مكان آخر، لأنه في نفسك... مصر الجميلة، أرض السلام والمحبة.. شكرا لاستضافتي ومعاملتي بشكل جيد، ولإعطائي الفرصة لخلق ذكريات جميلة لن أنساها أبدًا.