Close ad

نص كلمة الرئيس في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ

6-11-2018 | 23:58
نص كلمة الرئيس في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخالرئيس السيسي
وسام عبد العليم

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته على هامش حفل ختام منتدى شباب العالم، مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقى للعام ٢٠١٩، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق ملتقى الشباب العربى الإفريقي بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التى تواجه الشباب بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية.

موضوعات مقترحة

كما أعلن الرئيس، أن تكون شرم الشيخ للتكامل العربى الإفريقى الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقى.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ:

"بسم الله الرحمن الرحيم"

أصحاب الفخامة والمعالى والسمو،

السيدات والسادة، أبنائى وبناتى من شباب العالم،

السـلام علـيـكـم ورحمة الله وبركاته،

السـلام اسـم الله الذى نسـعى إليه ونبحث عنه. أتحدث إ لـيـكـم فــخـوراً بهذا الجـمع الـكـريم، وهذه النخبة المتميزة من شباب العالم، ويزداد فخرى بمــا مـارسـتوه من حوار ونقــاش، وتبــادل للرؤى والعمل وفق أجندة فاعلة وموضوعية.

وعلى مدار الأيام الماضـية، كانت فعاليات منتدى شـباب العــالم في دورتــه الثــانيــة فرصة عظيمــة لخلق حالة من الحوار الحضارى البناء لمحاور السلام والتنميــة والإبـداع، وجــاءت الإرادة الحقيقيــة من اللجنــة المنظمة ومن كل المشاركين على كل المستويات لتحويل الحــــوار إلى توصيات وآلـيات تنفيـذية تصـل بنـا إلى واقع ملموس، كمـا كـان التنوع والثراء الحضـارى للمشـاركين نجاحاً إضـافياً لهذا المنتدى الذي نهدف إلى تحويلـه إلى منصة كبري للحوار الـدولى بين شباب العالم.

السيدات والسادة ،

لقد بدأت الفكرة والحلم في قلوب شباب مصر، وكان تشـجيعها ودعمها من الدولة حتى تحولت إلى حـقـيــقـة نعـيشـها في هذه اللحـظـة، ولنا في هذا عبرة ودرس بأن أعظم النجاحات تبدأ بفكرة تتحول إلى حلم يتحقق بالإرادة والعزيمة، ولذلك فإننى أجدد نصـيحتى إلى شـباب مصـر والعــالم بأن يجعلوا الإنسانيــة دينهم والحلم ســبـيـلـهـم والـعـمــــل بإخـلاص وسـيلـتهـم، وأدعو الله عز وجل بأن يهبنا القدرة على إنفاذ إرادة شـبابنا وأحلامهم المشـروعة وألا نغفل أبدا آمالهم وتطلعاتهم المحفوفة بالمحبة والسلام.

السيدات والسادة،

إن مصــــر الممتدة جذورها في أعماق التاريخ وهبة الجغرافيا، والتي تشـكلت شخصيتها من عبقرية التنوع الحضارى والثقافى، واســتطاعت احتواء كل الحضارات حتى أصـبحت الآن هي نقطة التلاقى القــــادرة على جمع الفرقاء وتجــــاوز الصـراعات وإقرار السلام وتحقيق الإستقرار، ويسعى أبناؤها بإخلاص وتجرد للانطلاق نحو البناء والتنمية، ونعتمد في ذلك على حماس شـبابنا وطموحهم المنحـــاز للخير والمحبـــة في ظـــل متغيرات إقليمية ودولية شـــديدة التعقيد فرضـــت على مصـــر وشـعبهــا مواجهــة حتميــة مع الإرهــاب والتطرف بالنيابة عن الإنسـانيـة كلهـا. وتأتي فعـاليـات هـذا المنتـــدى دليلاً عمليـــاً على أن الحوار والنقــاش همــا السـبيل لمواجهة التحديات، وتجاوز الصراعات لإيجاد الســبل والوسـائل لتجاوز أخطاء الماضى وتحسـين الأوضاع فى الحاضر وبناء المستقبل.

وكمـا راهنـت أن مخرجـات هـذا المنتـدى الـذى جمع شــــباب العالم ووحد أحلامهم كانت عظيمة وواقعية، وكما عاهدتكم يا شـباب مصـر والعالم بأن الدولة المصـرية ستنحاز لكم، فإنى قررت الآتى :

أولاً: إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة للشباب الأفريقى للعام ٢٠١٩، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق ملتقى الشباب العربى الأفريقي بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التى تواجه الشباب بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية.

ثانياً: إقرار الدولة المصرية إعلان شرم الشيخ للتكامل العربى الإفريقى الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقى.

ثالثاً: تكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والإفريقى فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الإفريقي على القيادة.

رابعاً: تبنى الدولة المصرية بكل مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وآثاره المباشرة والجانبية حق أساسى من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين فى المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادى والمعنوى لضحايا الإرهاب فى العالم .

خامساً: تشكيل مجموعة بحثية متخصصة تحت إشراف إدارة المنتدى لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى على أن تضع هذه المجموعة تصوراً شاملاً وآليات تنفيذية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الإجتماعى، ثقافياً ومعرفياً وعلمياً، وتقليل التأثير السلبى لها.

سادساً: قيام أجهزة الدولة المصرية بالتنسيق مع إدارة المنتدى فى تنفيذ حملة دعائية على كل المستويات السياسية والإعلامية إقليمياً ودولياً لتوعية الرأى العام والشباب بخطورة قضية الأمن المائى ووضعها على أجندة المجتمع الدولى.

سابعاً: إطلاق مبادرة دولية لتدريب عشرة آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال  السنوات الثلاث القادمة، بالإضافة إلى دعم إنشاء ١٠٠ شركة متخصصة فى هذه المجالات بمصر وأفريقيا.

ثامناً: توجيه كل أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للعمل على إنشاء مركز إقليمى لريادة الأعمال بمصر لتقديم كل سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة فى مصر ودول المنطقة.

تاسعاً: تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، يكون من ضمن أعضائها النحاتون المشاركون فى إقامته، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية، وتقديم الدعم لضحايا العنف والإرهاب.

عاشراً: تكليف مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تشمل وزارتى التضامن الاجتماعى والخارجية والأجهزة المعنية بالدولة، تكون مهمتها إعداد تصور شامل لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى داخل جمهورية مصر العربية من خلال الاطلاع على التجارب الدولية المشابهة، وإجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه مجموعة شبابية متنوعة تمهيداً لعرضه على البرلمان.

الحضور الكريم، أبنـائى الشـباب،

إن البشرية التى تواجه تحديات جسيمة أبرزها انتشار الصراع والصدام، وهذا العالم الذى يبحث عن إنسانيته المنهكة بفعل انتشار الفقر والجهل والمرض، إنما يبحثان عن أمل فى غد أفضل ويوم أروع، إن غاياتنا المشتركة هى أن نجعل هذا العالم ينعم بالسلام، فتتعالى ضحكات أطفاله وتأمن نساؤه وتحمس شبابه بالعمل والمعرفة، وأن تتحلى البشرية بصفات العدالة ويسكن الاستقرار فى ربوع هذا الكون، وبكل الصدق والتجرد علينا أن ننحاز مخلصين لأحلام شبابنا باذلين من أجل ذلك كل الجهد، وأن نضمن أن تظل قدرتهم على الحلم فاعلة، وأن نصيغ للأبناء والأحفاد صفحات مشرقة فى كتاب الغد، كتبت بمداد من الحب والتسامح والإخاء يقرأونها آمنين مطمئنين.

إن الله الذى أسكن الحياة فى قلوبنا قد قرنها بالسلام، لذا فإن الحفاظ على هذه الحياة هى غاية الله والسبيل إلى السلام.

تحيا كل شعوب العالم فى سلام، تحيا البشرية فى تقدم وازدهار، يحيا شباب العالم بالعمل والإخلاص، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: