طالب د.عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، بالبعد عن حديث المجاملات ومواجهة الاختلاف والقصور في أدياننا.
موضوعات مقترحة
وقال "شومان"، خلال كلمته بالجلسة الثانية، والتي تحمل عنوان "التعليم الديني.. المحتوى والأسلوب"، إنه شارك في العديد من اللقاءات الحوارية بالداخل والخارج، والتي تهدف للتواصل بين الشرق والغرب، وله عليها بعض الملاحظات منها الجيد ومنها السلبي، فأما الجيد، بحسب قوله، فهو أن "جميع المتحدثين بمثل هذه اللقاءات يتحدثون بشكل جيد به قدر كبير من المجاملة وإظهار السلام وتقبل الآخر"، أما الشيء السلبي أو غير الجيد فهو أن "أغلبها تبتعد عن نقاط الاختلاف أو النقد والقصور، التي لا يتعرض لها المتحدثون على سبيل ألا تحدث قلائل على المستوى السياسي أو بين البشر".
وتابع "سبق وقلت في نيويورك، أن حديث المجاملات لن يجدي، وعلينا أن نتعرض لملاحظاتنا على الآخر، والتعرض لبعض جوانب القصور لدى بعض المنتسبين لأدياننا، فوقتها سيكون لحديثنا تأثير وسيصدقه من يصل إليه".
وتابع: "نذكر ما لنا ونذكر ما علينا هذا هو الحوار، ليس على سبيل الهجوم أو إحداث الخلاف، وإنما للتواصل والتقريب فيما بيننا، وإذا فعلنا هذا نكون قد أحدثنا تحققا فعليا يقرب التواصل بين الشرق والغرب".
يشارك بالجلسة التي يترأسها د. عباس شومان، المؤرخ الديني كريستيان كانويور، وكاتارينا بيلو، أستاذ الفلسفة في الجامعة الأمريكية، ود. سامح فوزي، مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، ود. إسماعيل سراج الدين، مستشار شيخ الأزهر لشئون مكتبة الأزهر.
وكان د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد افتتح أول أمس، أعمال الندوة، التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.
وتهدف الندوة إلى تجاوز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وصولا إلى فهمٍ مشتركٍ، يقوم على رؤية موضوعية وأسس علمية، بعيدًا عن النظرة الاتهامية التي تروجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام.
وتتضمن الندوة ثماني جلسات، تتناول عدة محاور، من أبرزها: " تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجربة السويسرية".