حبس المتهمين بسرقة سور حديدي بالطريق الدائري بالجيزة | وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان | وزير الخارجية العراقي يؤكد أهمية تحقيق التعاون بين الدول العربية ودعم القضية الفلسطينية بالمحاكم الدولية | الرئيس الموريتاني يتسلم رسالة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي تتعلق بالعلاقات الثنائية | مانشستر يونايتد يحول تأخره إلى الفوز برباعية على شيفلد | ليفربول يبتعد عن المنافسة على لقب الدورى الانجليزى بعد الخسارة أمام ايفرتون | المتحدث الرئاسي ينشر صور الرئيس السيسي أثناء افتتاح البطولة العربية للفروسية العسكرية بالعاصمة الإدارية | إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح | قرار من النيابة ضد بلوجر شهيرة لاتهامها بنشر فيديوهات منافية للآداب العامة على المنصات الاجتماعية | الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة |
Close ad

زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا.. خطوة جادة نحو تعزيز التقارب وزيادة الاستثمارات بين البلدين

15-10-2018 | 14:27
زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا خطوة جادة نحو تعزيز التقارب وزيادة الاستثمارات بين البلدينالرئيسان السيسي وبوتين - صورة أرشيفية
أحمد سعيد

شهدت العلاقات "المصرية - الروسية" منحنى من الصعود والتقارب في مختلف المجالات والأصعدة، لاسيما مع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سده الحكم، حيث استطاعت الزيارات الدبلوماسية والتحركات الرسمية التي قادتها الدولة المصرية طوال الفترة الماضية، وبالتحديد في أعقاب ثورة 30 يونيو، في إعادة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين إلى نصابها الصحيح، وتفعيل آليات التعاون المشترك وزيادة حجم الاستثمارات، وإقامة علاقة متوازنة مع موسكو.

موضوعات مقترحة

وتحظى زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا اليوم "الإثنين"، بأهمية خاصة في الأوساط السياسية الدولية، كما تستحوذ على اهتمام كافة وسائل الإعلام العالمية وليس المصرية والروسية فقط، نظرًا لمكانة البلدين، وأهمية ما سيتطرق إليه الرئيسين على طاولة المفاوضات واللقاءات والاجتماعات، والقضايا التي سيناقشها الجانبين سواء من ناحية زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وتوسيع التعاون في قطاع السياحة، إلى جانب التركيز على المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين.

وتنبع أهمية اللقاء الذي سيجمع الرئيسين"المصري والروسي"، من واقع نجاح كل رئيس في إعادة دولته إلى صدارة المشهد عربيا واقليميا ودوليا، والجلوس سويا على مائدة واحدة بعيدا عن الاستقطاب والانحياز ومنحنيات الصعود والهبوط التي شهدتها العلاقات بين البلدين منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في أغسطس 1943

ملفات مشتركة
وتطل قضايا مواجهة الإرهاب وتنشيط السياحة وانشاء المحطة النووية والتدخل بقوة لإيجاد حلول لبعض الأزمات والصراعات داخل بعض بلدان المنطقة إلى جانب بحث الملف السوري والليبي، برأسها على طاولة اللقاء بين الرئيسين، والتي تعتبر من القضايا المركزية ومحور الحديث الدائم بينهما في أغلب اللقاءات التي تجمع بين الطرفين.

ويعقد الكثير من المراقبين، آمالا كبيرة في توصل الرئيسين خلال اللقاء الذي سيجمع بينهما إلى إيجاد حلول جذرية في العديد من القضايا الإقليمية والدولية وحلحلة بعض الإشكاليات الخاصة بالمناطق التي تشهد صراعات ونزاعات كبرى، إلى جانب التوصل لتفاهمات في بعض القضايا الاستثمارية، وحدوث انفراجة في العديد من النقاط المشتركة بين البلدين.

وتعد تلك الزيارة المرة الثانية التي يستقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مدينة سوتشى الساحلية،حيث استقبله عام 2014 فى المدينة ذاتها.

تعاون اقتصادي
وينظر العديد من الأوساط السياسية إلى الزيارة، باعتبارها خطوة جديدة في إطار تعزيز التعاون المشترك بين مصر وروسيا، ومرحلة جادة للوصول لصيغة جديدة من التفاهم المشترك لدفع مجالات التحرك بين البلدين في القضايا الدولية إلى الأمام، وإزالة أي مشكلات أو عقبات يمكن أن تقف حجر عثره في طريق توطيد تلك التحركات.

حيث نجحت مصر خلال الفترة الماضية فى توقيع العديد من الاتفاقيات لتزويد الجيش المصرى بالمعدات العسكرية الروسية، كما وصل حجم التبادل التجارى بين الدولتين إلى حوالى 6.5 مليار دولار، وبلغ عدد المشروعات التى تم إنشاؤها باستثمارات روسية فى مصر 363 مشروعا بإجمالى رأس مال حوالى 148٫7 مليون دولار يتركز معظمها فى قطاع السياحة والخدمات.

السياحة الوافدة
وفي ملف السياحة تصدرت مصر قائمة البلدان التى زارها السياح الروس حتى عام 2014، وبلغت نسبة السياحة الروسية فى المدن الشاطئية حوالى 65% من تعداد الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، إلا أن الأعداد تراجعت نسبيا فى أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية فى سيناء، وأعقب ذلك إجراء سلطات الطيران المدنى المصرى كل الضوابط الأمنية، والالتزام بالمعايير الدولية فى السلامة والأمن، لعودة حركة الطيران المباشر إلى المدن الساحلية المصرية إلى طبيعتها، وعدم الاكتفاء بالطيران المباشر بين موسكو والقاهرة.

المفاعل النووي
على الجانب الآخر فإن مشروع انشاء المفاعل النووى فى الضبعة يعتبر من أهم المحطات فى العلاقات المصرية ـ الروسية فى الفترة الأخيرة مما يفتح الباب واسعا أمام توسيع التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة فى الكثير من المجالات خاصة فيما يتعلق بالطاقة النووية، وإنشاء المناطق الصناعية الروسية فى شرق قناة السويس، إلى جانب العديد من المشروعات المتنوعة بين الدولتين.

والمتعارف عليه تاريخيا أن العلاقات الثنائية بين البلدين بلغت ذروتها في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فانها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس مبارك، حتى وصلت ذروة الصعيد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

في الجانب المقابل تترقب البلدان الكبرى لاسيما أمريكا نتائج اللقاء المشترك بين الرئيسين المصري والروسي، وما سينجم عنه من قرارات وإجراءات وتحركات مشتركة.

علاقات متوازنة مع الدول الكبرى
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا لها عده دلالات، أبرزها التأكيد على توجه السياسة الخارجية المصرية نحو إحداث نوع من التوازن في نمط العلاقات المصرية - الدولية، موضحا أن الرئيس السيسي قام بزيارة إلى الصين لحضور المنتدى الإفريقي - الصيني، وأعقب ذلك زيارة إلى أمريكا للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش لقاءات الجمعية العامة، ثم زيارة روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا أن هذا يشكل نوع من الانفتاح المصري على القوى الكبرى في العالم، ويطبق الرئيس السيسي من خلال تلك الزيارات نمط التوازن في العلاقات الدولية.

وأضاف فهمي لـ"بوابة الأهرام"، أنه برغم وجود شراكة مصرية - أمريكية جيدة عبرت عنها كل المراحل الأخيرة بعد رفع الحجز عن المساعدات العسكرية ومناورات النجم الساطع ثم المناورات البحرية، لكنها توجه رسالة أيضا إلى روسيا أنها تحدث نوعا من التوازن في العلاقات مع الأقطاب الدولية الكبرى باعتبار أن روسيا دولة مهمة، منوها إلى أن مصر أجرت مناورات مشتركة مع روسيا حينما توقفت مناورات النجم الساطع، وبالتالي هناك تحركات مشتركة بين البلدين بصورة كبيرة، وهناك حفاوة واضحة لاستقبال الرئيس السيسي، الذي سيجري عددًا من اللقاءات الهامة على هامش الزيارة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة تؤكد الخيارات الجيدة للرئيس السيسي في عدم الاعتماد على كيان واحد، ولكن مصر تتحرك في كل الملفات، ولها بعد إقليمي مهم للغاية لاسيما في الملف الليبي الذي يعتبر قضية أمن قومي بالنسبة لمصر، والملف السوري، مشيرًا إلى أن قضية مواجهة الإرهاب ستأتي على طاولة المناقشات بين البلدين، منوهًا إلى أن ملف السياحة من الملفات التي ستطرح أيضًا، ومصر استوفت كافة شروط ومعايير السلامة، وكذلك تنويع مصادر التسليح سيكون أحد القضايا المطروحة على أجندة الاجتماعات، موضحًا أن العلاقات مع روسيا تقوم على أساس الندية والمصلحة المشتركة والتوازن، متوقعًا نجاح الزيارة في تحقيق أهدافها الاستثمارية الإستراتيجية فيمما يتعلق بقضية الضبعة وقناة السويس والمناطق الصناعية وغيرها من الملفات.

الملف السوري والليبي
في سياق متصل أوضح الدكتور محمد فراج أبوالنور المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشأن الروسي، أن هذه الزيارة تمثل تطويرًا في نمط العلاقات المصرية - الروسية، وخطوة جديدة في إطار التعاون المشترك بين البلدين، بدءا من الاتفاق على مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بإعتباره خطرًا على الأمن القومي، وهو الموضوع الذي أظهر تطابقًا في وجهات النظر بين البدين منذ 30 يونيو، والموقف القوي الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينما أعلن دعم بلاده إلى مصر ضد الإخوان المسلمين، التي اعتمدتها روسيا كجماعة وتنظيم إرهابي منذ عام 2006، مرورا بالملف الليبي الذي كان يشكل في فترات سابقة خطرًا على الأمن القومي المصري بعد انتشار التنظيمات الإرهابية عقب الإطاحة بالقذافي، ولعب تركيا وقطر دورا في نقل آلاف الإرهابين إلى ليبيا، وبالتالي كان لزاما إيجاد تعاون عسكري مشترك مع روسيا وتنويع مصادر التسليح لمواجهة تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية.

انفتاح .. وعدم انحياز
بينما قال السفير أحمد أبوالخير مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"بوابة الأهرام"، إن الزيارة تكمن أهيمتها في رغبة الدولة المصرية في استكمال تحركاتها الخارجية التي تهدف إلى إحداث التوازن مع القوى الدولية الكبرى، قائلا "في ظل رئاسة السيسي مصر أصبحت غير منحازة لأي دولة وتنفتح على الجميع بعلاقات متوازنة وجيدة، فبرغم علاقتها الإيجابية مع أمريكا، تقيم علاقات متوازنة مع الصين".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: