استقبل الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، وفدًا دوليًّا من القيادات الشبابية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، والذي يزور مصر فى الفترة من 2-7 سبتمبر وذلك فى إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وذلك لتنفيذ برنامج الزمالة فى مصر لعام 2018 بعنوان "تعزيز قدرة الشباب على مكافحة ظاهرة التطرف العنيف وبناء السلام المستدام"
موضوعات مقترحة
وقد ضم الوفد المكون من (13) من القيادات الشبابية من مختلف الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، تأتي هذه الزيارة أيضا فى إطار الاتفاقية الموقعة بين جامعة الدول العربية ومؤسسة الأزهر الشريف، بتاريخ 2 أغسطس 2017.
وقد ألقى الدكتور كمال بريقع عبد السلام، منسق عام مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، محاضرة للوفد عن دور الأزهر الشريف في نشر ثقافة السلام وتعزيزها، ودوره المحوري الذى يقوم به فى توضيح صورة الإسلام الصحيحة وتصحيح المفاهيم المنحرفة والمغلوطة وتقديم المعرفة الحقيقية لطلاب المسلمين داخل مصر وخارجها.
وتحدث الدكتور كمال بريقع، للوفد الشبابي عن الجهود التى تقوم بها مؤسسة الأزهر فى مجال مكافحة التطرف وتجديد الخطاب الدينى، وعن الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الأزهر الشريف ، وعرض لنموذج مركز الأزهر للحوار، والجهود التى يبذلها المركز لمد جسور التواصل بين أتباع الديانات المختلفة.
وأوضح أن مؤسسة الأزهر تربطها علاقات قوية بقادة الأديان المختلفة، وأوضح الدكتور كمال أن فضيلة الإمام الأكبر لايألو جهدًا في دعم الشباب وترسيخ القيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف بعيدًا عن الأفكار المسمومة التي يتبناها المتشددون، وهي أبعد ما تكون عن الدين ومنهجه القويم.
وتطرق الدكتور كمال، في محاضرته عن تاريخ الأزهر العتيق الذي يربو على الألف عام، باعتباره أكبر مؤسسة سنية وسطية في العالم، والذي يضم في جنباته أكثر من 40 ألف طالب أجنبي من 66 جنسية مختلفة حول العالم.
وتحدث عن خطورة مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة المعلومات الدولية والتى وعلى الرغم من أهميتها فى تبادل الأفكار ونشر المعرفة، فإن الجماعات المتطرفة قد استغلت هذه الأدوات لنشر أفكارها المسمومة، وقد أوضح أن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل فرصة حقيقية لمكافحة التطرف وتحديا حقيقا نظرا لاستغلال منصاته من قبل المتطرفين فى نفس الوقت.
وأكد خطورة التطرف وآثاره السلبية على الشباب والمجتمعات وأوضح أن الشباب هم أكثر الفئات عرضة لخطر التطرف لتحمسهم الزائد ولأنهم أكثر الفئات تأثرا بالمشاكل التقليدية كالفقر والبطالة والتعرض للاضطهاد والظلم وخطر التمييز .
وفي نفس السياق تطرق منسق عام مركز الحوار إلى الحديث عن قوافل السلام التي جابت الأرض مشرقًا ومغربًا لترسيخ مبدأ الحوار والسلام المجتمعي؛ حيث قام الأزهر الشريف بإرسال قوافل سلام إلى بلدان عديدة حول العالم منها: الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وألمانيا وجنوب أفريقيا وباكستان وكولومبيا وفرنسا وأوغندا وذلك لبث روح التعايش السلمي المشترك بين شعوب العالم المختلفة.
وتم فتح الباب للحوار مع وفد القيادات الشبابية، والإجابة عن كل ما يدور بأذهانهم بشأن ما يتعلق بقضايا المسلمين فى المجتمعات الغربية وأسباب ظاهرة العنف والإرهاب، والعوامل التي تقف وراء هذه الظاهرة، وعوامل التضليل التي تستند عليها داعش والجماعات الأخرى وتتخذها مبررًا لاستخدام العنف، ودور الأزهر الشريف في التصدي لهذه الظاهرة.
واستطرد الحديث للإجابة على تساؤلات البعض عن مدى إمكان إعادة تأهيل بعض العائدين من تلك الجماعات المتطرفة من خلال الردود الشرعية العقلية المتزنة عن كل ما شوهته تلك الجماعات داخل عقول هؤلاء العائدين.
وفي إجابته عن بعض تساؤلات القيادات الشابة، ذكر الدكتور كمال بريقع، أن الردود الشرعية التي يقدمها الأزهر الشريف ومرصده لمكافحة التطرف متاحة للعامة والخاصة على جميع المنصات المقروءة والمسموعة والمرئية في محاولة من الأزهر لمحاربة الفكر بالفكر والكلمة بالكلمة من خلال نفس المنصات التي يستخدمها المتطرفون.
.