كانت خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه إفريقيا بمثابة المفتاح الذي فتح الأبواب التي ظلت مغلقة لسنوات طويلة، خصوصًا بعدما أهملت مصر الملف الإفريقي بشكل ملحوظ، مما انعكس سلبًا خلال السنوات الماضية، فتم تدارك أن مصر بحاجه إلى المزيد من الانفتاح فى جميع المجالات مع دول إفريقيا، مع ضرورة بذل المزيد من التفاهمات والتشاورات ومذكرات تفاهم بين الدول ودخول القطاع الخاص بقوة نحو القارة الإفريقية.
موضوعات مقترحة
ولكي تعود مصر إلى كونها الدولة التي تقود القارة الإفريقية، فعليها الانفتاح في كل المجالات، ليس فقط المجالات الاستثمارية، ولكن المجالات التي لها علاقة بالتبادل التجاري، فوجود مصر ضمن تجمع الكوميسا يسهل التبادل التجاري مع 19 دولة أخرى أعضاء الكوميسا، وبالتالي نستطيع في إطار الانفتاح الاقتصادي، وإطار التعاون والتكامل بتبادل الخبرات والصادرات والواردات من خلال إنشاء مناطق تجارية حرة.
لا مجال ولا طريق لتحقيق مزيد من الاستثمارات سوى الدخول في العمق الإفريقي لتحقيق الآمال والطموحات الإفريقية، وتستطيع مصر أن تقود القارة السمراء، بخاصة أن القارة تنعم بالكثير من الموارد والخيرات والثروات التي لم يتم الاستفادة منها بسبب عدم الاستقرار ومراحل الاستعمار التي مرت بها الدول الإفريقية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جلسة نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقى
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في ٨ يونيو 2014 وهو يضع العلاقات مع الدول الإفريقية على رأس السياسة الخارجية المصرية، وخلال السنوات الثلاث الماضية، حضر الرئيس جميع القمم الإفريقية وزار العديد من الدول الإفريقية واستقبل العديد من زعماء القارة، حيث شهدت العلاقات المصرية - الإفريقية تطورًا ملحوظًا بعد غياب امتد لعشرات السنين بسبب إهماله قبل يناير ٢٠١١.
وقامت الدولة المصرية ،على مدار الفترة الماضية، بدعم وتطوير العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، حيث شهدت الفترة الماضية نشاطًا مكثفًا وعددًا كبيرًا من الزيارات الثنائية على المستوى الرئاسي والوزاري.
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجابوني علي بونجو
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة فى كافة القمم الإفريقية للمشاركة في ملفات السلم والأمن والاقتصاد، وجاء بمثابة المفتاح الذي فتح به الرئيس السيسي كل أبواب القارة على القاهرة زيارته لكيجالى وأوغندا وإثيوبيا وكينيا.
كما أجرى الرئيس السيسي، داخل مصر وخارجها، العديد من اللقاءات مع الرؤساء والقادة الأفارقة، حيث جاءت اللقاءات في إطار حرص مصر على التواصل والتنسيق المستمر مع أشقائها من القارة الإفريقية، وتدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات.
وتأتي جولات الرئيس السيسي الإفريقية في إطار انفتاح مصر على القارة السمراء، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول القارة في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة وتدعيم التعاون مع هذه الدول على كل الأصعدة، خاصة الصعيدين التجاري والاقتصادي في ضوء الأولوية المتقدمة التي تحظي بها القضايا الإفريقية في السياسة الخارجية المصرية.
وفي هذا الإطار، قام الرئيس بزيارات ثنائية إلى كل من أوغندا وكينيا، بالإضافة إلى استقبال مصر رؤساء دول كل من إريتريا والجابون والكونغو الديمقراطية وتوجو وجيبوتي وسيراليون، بجانب عدد من الزيارات الوزارية المتبادلة.
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس عمر البشير
يؤكد منتدى إفريقيا، الذي يقام كل عام في شرم الشيخ، حرص الدولة المصرية على فتح شبكة علاقات متواصلة مع دول إفريقيا، كما أنه سيفتح الطريق في الاستثمار المتبادل بين دول إفريقيا في العديد من المجالات، وهذا المنتدى يساعد على تعميق الشراكة مع الأشقاء الأفارقة.
ويعد المنتدى خطوة مهمة نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لإفريقيا، مما يمنح القارة القدرة على المنافسة مع الدول الأخرى في العديد من المجالات الاقتصادية، بالإضافة إلى فتح طرق تواصل في الجوانب السياسية والاقتصادية وأيضًا العلاقة المترابطة بين دول القارة السمراء، وهذا المنتدى سيعود بالنفع العام على مصر، وسيكون بمثابة طفرة اقتصادية كبرى ستشهدها البلاد.
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي دولة كينيا، وأكد خلال زيارته انفتاح مصر على إفريقيا في جميع المجالات، وسعي مصر نحو تنمية وتطوير العلاقات مع كافة أشقائها الأفارقة، لا سيما دول حوض النيل الشقيقة مثل كينيا، مؤكدًا على أن سياسة مصر الخارجية تتأسس على عدم التدخل فى شئون الآخرين، والتعاون من أجل البناء وتحقيق التنمية.
كما تم افتتاح أول مركز لوجيستى بكينيا لتسهيل حركة التجارة ما بين مصر ودول شرق إفريقيا، وجار حاليًا دراسة إنشاء مركز لوجيستى بغانا أو كوت ديفوار لتنمية العلاقات التجارية مع دول غرب إفريقيا.
وفي إطار جهود الدولة المصرية لاستعادة دورها الريادي فى القارة الإفريقية، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي في 18ديسمبر 2016 بزيارة رسمية إلى أوغندا، حيث كان في استقباله بمطار عنتيبي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.
كما قام الرئيس السيسي بزيارة كل من: الجابون، وتشاد، وتنزاني، ورواندا،وإثيوبيا، والسودان.
جانب من جولة الرئيس السيسي الافريقيةواستضافت مصر عددًا من الفعاليات الإفريقية، من بينها مؤتمر البرلمانيين الأفارقة في أكتوبر 2016 بشرم الشيخ، وورشة عمل حول البحيرات العظمى ومؤتمر رؤساء المحاكم الدستورية في إفريقيا في فبراير 2017، بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار إفريقيا الوسطى ببروكسل في أكتوبر 2016، ومؤتمر دعم الصومال الذي عقد بلندن في مايو 2017، فضلًا عن مواصلة التعبير عن قضايا واهتمامات القارة الإفريقية من خلال العضوية المتزامنة لمصر في كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الإفريقي، والمجلس الدولي لحقوق الإنسان.
وأدركت مصر منذ وقت مبكر أهمية التنمية في تحقيق الاستقرار والحياة الكريمة للأشقاء الأفارقة، ومن ثم فقد سخرت مصر إمكانياتها لدعم التنمية ونقل الخبرات وبناء القدرات بالدول الإفريقية من خلال إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في يوليو 2014، حيث دربت الوكالة ما يزيد على 6500 متدرب إفريقي في 207 دورات تدريبية، فضلًا عن إيفاد قوافل طبية لعدد من دول القارة بلغ عددها 9 قوافل، بالإضافة إلى تقديم العديد من المعونات الطبية والغذائية واللوجيستية بلغت 61 معونة.
وأوضح تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات أن زيارات الرئيس السيسي الخارجية منذ توليه الرئاسة بلغت21 زيارة لدول إفريقية، بما فيها الجولة الأخيرة أو من أجل مناسبات إفريقية، من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها الرئيس السيسي، بما يمثل أكثر من 30 % من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية، كما عقد السيسي 112 اجتماعًا مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، من إجمالي 543 اجتماعًا عقدها الرئيس مع زوار مصر من قادة ومسئولي دول العالم والمنظمات الدولية.