أدان مرصدُ الأزهرِ لمكافحة التطرف، مطالبة بيان (ضد المعاداة الجديدة للسامية) الذي وقَّعَه 300 شخصية فرنسية، وأعلنت فيه أن آيات القرآن التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين يجب تجميدها، كما حدث في عدم التجانس في الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التي ألغاها مجلس الفاتيكان الثاني حتى لا يتمكن أحد من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة.
موضوعات مقترحة
وأعرب المرصد في بيان رسمي عن أسفِه لهذه النداءات، مؤكدا قدسية القرآن التي لا يمكن المساس بها، ولا يمكن للمسلمين القبول بتجميد بعض آياته التي أنزلت من لدُن حكيمٍ حميد. فاعتبار القرآن مصدرًا للعنف لا يقوم على سندٍ صحيح، فهناك فارق شاسع بين المعنى الظاهر لآيةٍ وتأويلها وهذه القاعدة يعلمها كلُّ الفقهاء. فلا ينبغي الاكتفاء بظاهرِ آيةٍ بل لا بُدَّ من الوقوفِ على مرادِها ومعرفة في أي سياقٍ تاريخي نزلت، وأسباب نزولها ووجه العموم فيها والخصوص. أضف إلى ذلك معرفة خصائص اللغة التي نزل بها القرآن. كما ينبه المرصد على عدم اعتبار القرآن مصدرًا للعنف لمجرد أن أوَّلت الجماعات المتطرفة بعضَ آياتِهِ تأويلًا خاطئًا.
وقال مرصد الأزهر: إنه لهذه الأسباب، لا يمكن الحكم مطلقًا على أن القرآن يحتوي على آيات تدعو للعنف.
ويؤكِّدُ المرصدُ على احترامِ المسلمين ليس فقط لأهل الكتاب بل لكلِّ مَن يخالفهم، فالقرآنُ يحرص على سُنة التنوع في أكثر من موضع ويدعو للتسامح والعيش المشترك والتعاون بين المسلمين ومَن يخالفهم على الإحسان والبر وكل عمل صالح، ويؤكِّد المرصد أن القرآن محفوظ في صدور المسلمين قبل أن تحفظه السطور، وهذا الحفظ وعد من الله عز وجل فلا يضره حقد حاقد أو رفض مخالف، و المصحف الذي بين أيدينا هو ما نزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، قال تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ومن ثَمَّ يستنكرُ المرصد هذه النداءات والتصريحات المجحفة التي لا تبني على صواب.