Close ad

هل تنتهي داعش؟.. سؤال تجيب عنه وحدة رصد اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر

1-1-2018 | 15:23
هل تنتهي داعش؟ سؤال تجيب عنه وحدة رصد اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر دكتور كمال بريقع رئيس وحدة رصد اللغة الانجليزية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
شيماء عبد الهادي

خسر تنظيم داعش أكثر من 90% من الأراضي التي كان يسيطر عليها، طبقًا لتقرير صدر عن فوكس نيوز مؤخرًا، فهل هذا يعني بالضرورة انتهاء الإرهاب الداعشي ؟.. سؤال طرحته "بوابة الأهرام " على وحدة رصد اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف.

موضوعات مقترحة

ربما تكون الإجابة صادمة، بحسب، وحدة رصد اللغة الإنجليزية، فداعش لم تنته بعد، وربما يكون من الواقعي أن نقرر أنها لن تنتهي حتى على مدى المستقبل القريب إلا من خلال التعاون والتضافر لمقاومة أفكارها المنحرفة والمغلوطة وإعادة تأهيل العائدين من داعش بعد أن ينالوا العقوبات التي تقررها قوانين الدول التي يعود لها هؤلاء المارقون على ما اقترفوه من جرائم، فالمشكلة تكمن داخل عقول بعض الشباب الذين اقتنعوا بذلك الفكر المنحرف والمتطرف، بالإضافة إلى بعض الخلايا الإرهابية التي اختبأت في جحورها وتنتظر حتى تنتهز الفرصة لتلدغ كالعقرب السام.

وقد رصدت وحدة اللغة الإنجليزية عدد من التقارير التي تابعتها والتي تؤكد أن هزيمة الإرهاب والتطرف عسكريًا في موقع ما، لا يعني بالضرورة انتهائه ودحره بل على العكس تزداد خطورته حيث لم يعد معلومًا مكانه أو إستراتيجيته أو الأماكن التي قد يستهدفها أحدهم في المستقبل القريب.

من هذه التقارير ما أوردته صحيفة Foreign Affairs التي أكدت أنه رغم قرب هزيمة التنظيم الداعشي على أرض الواقع، فإن الولايات المتحدة ليست في مأمن من هذا التهديد الجهادي، حيث إن داعش ما هي إلا مجرد جماعة واحدة من مئات الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تشكلت منذ عام 2011.

وكل هذه الجماعات لها أهداف مماثلة تتمحور حول إعلان الخلافة الإسلامية باستخدام القوة العسكرية، وتتفق هذه الجماعات على أن الولايات المتحدة لا تزال تقف حجرة عثرة أمام طموحاتهم، وذكرت الصحيفة أيضًا أنه في حالة هزيمة داعش، فإن العديد من المنظمات الجهادية السلفية الأخرى ستكون على استعداد لتحل محلها.

ومنها أيضًا التحليل الذي قام به موقع" The National " والذي يتناول حالة تنظيم داعش بعد إعلان جهات عديدة سقوطه، جاء فيه أن التنظيمات الإرهابية هزمت عدة هزائم من قبل، لكن التاريخ أثبت أنها ظلت باقية، بل وعادت مرة أخرى بعد مغادرة قوات التحرير، فرغم أن هذا العام ينتهي بنجاحات في المعركة ضد التطرف في بلدين رئيسيين في المنطقة، وهما العراق وسوريا؛ حيث حققت الحملة الرامية إلى إسقاط ما يسمى بمشروع الخلافة المزعومة الذي أسسه تنظيم داعش في العراق والشام في يونيو 2014، أهدافها إلى حد كبير.

فقد تمكن التحالف الدولي خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من استعادة السيطرة على 98 في المائة من الأراضي التي استولت عليها داعش من قبل، لكنه من الناحية العملية، فإن هذا يعني أن العالم لم يعد يواجه تهديدًا على نفس النطاق، ولم يتمكن التنظيم من اجتذاب آلاف المقاتلين الأجانب وأسرهم، وأن قدرة التنظيم قد تقلصت بشكل كبير في السيطرة على بلدان أخرى وتهديدها، لأن المكسب الحقيقي ضد تنظيم داعش في العراق والشام لا يعني القضاء على التنظيم فحسب، بل الحيلولة دون قيامه مرة أخرى، وهو ما يجعلنا نقول إن الولايات المتحدة وشركاءها قد فازوا بالحرب التي بدأت في صيف عام 2014، لكنهم لم يفوزا بالحرب على الإرهاب التي بدأت قبل ذاك التاريخ بسنوات.

وقد أشارت إحصائيات مهمة لمجلة فورين بولسي، أنه في عام 2016، شكلت الجماعات السلفية الجهادية نحو 35 في المائة من جميع الجماعات المسلحة الرئيسية في العراق، و 50 في المائة من الجماعات المسلحة الرئيسية في الصومال، و 70 في المائة من هذه الجماعات في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع في المنظمات الجهادية هو الزيادة الحادة في عدد الحروب الأهلية في البلدان الإسلامية منذ عام 2001، وقد ثبت أن الحروب الأهلية في بلد ما يجعلها أرضًا خصبة لهذا النوع من التطرف. وهو ما يؤكد أنه طالما استمرت الصراعات الحالية في تشاد والعراق وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان والصومال وسوريا، فإن أطرافًا مثل داعش والقاعدة الذين برزوا في هذه الحروب سوف يستمرون في ذلك.

وعلى الجانب الآخر تخلق الحروب الأهلية دولاً ضعيفة أو فاشلة وهو ما يمكن التطرف والإرهاب من الظهور والاستمرار ويجعل من مجابهته أمرًا غير محتمل، فالحروب بالوكالة لن تنفع أو تستمر؛ وهو ما يوضح لنا سبب الجهود التي تبذلها الجماعات المتطرفة لزعزعة استقرار الدول الأكثر استقرارا في المنطقة مثل مصر والأردن والمغرب والمملكة العربية السعودية.

وهذه الملاحظة على التحديد تؤكد أن الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب والتطرف، بحسب الدكتور كمال بريقع مسئول وحدة رصد اللغة الإنجليزية، لابد أن يكون من داخل دول المنطقة المستقرة وأن الحفاظ على هيبة الدولة والقانون داخل تلك الدول هو أقوى علاج لمكافحة التطرف وأن كل عمل عسكري يأتي من خارج دول الشرق الأوسط يزيد من الوضع سوءا.

يتابع بريقع قائلاً: إن القضاء على التطرف والإرهاب في العالم يتطلب إرادة عالمية قوية من عدم التدخل في شئون الدول الداخلية مع دعم البلاد التي تشهد حروبًا وصراعات داخلية لحل مشاكلها داخليًا وتقوية جيش وطني يستطيع محاربة الإرهاب بنفسه، كما هو الحال في الدول الأكثر استقرارًا بالشرق الأوسط.

يضيف، فإن المواجهات العسكرية وحدها لن تفي بالغرض العالمي للقضاء على الإرهاب، فعقول بعض الشباب التي تسممت بالتطرف لا بد أن تجد طريقها نحو الفكر الوسطي الصحيح للإسلام مطروحا وبقوة حتى تتخلى عن تلك المعتقدات الخاطئة، لكن التحدي الحقيقي الذي ينبغى أن نتعاون جميعا على مجابهته هو كيفية الوصول بشكل كبير لأكبر عدد ممكن من هؤلاء الشباب الذين وقعوا بالفعل فريسة للتطرف والإرهاب وإقناعهم بالحجة أن ما يعتنقونه من أفكار لا يمت لتعاليم الإسلام بصلة؛ بل ويخالف كل ما جاء به نبي الرحمة من تسامح وصفح وسلام وعيش مشترك وإقرار بالتنوع وبحق الإنسان في اختيار الدين أو العقيدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة