أكد اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أهمية البعد التاريخي الاستراتيجي لعلاقات التعاون العسكري المصري الروسي، وقال "إن القادة المصريين ينظرون للشعب الروسي وللعسكرية الروسية بكل احترام، فلولا السلاح الروسي وقدرة المقاتل المصري لما انتصرنا في حرب ٧٣" .
موضوعات مقترحة
وأضاف خلف في تصريح لـ:بوابة الأهرام"، أن المقاتل المصري لا ينسى أن الاتحاد السوفيتى خير صديق لمصر فى حربها ضد إسرائيل فى الفترة مابين ٦٧و ٧٣، ولعل أبرزها دور الصواريخ سام 2 وسام 3، التى استخدمت فى حائط الصواريخ المصرى، والذى مهد لحرب أكتوبر المجيدة.
وحول نشر روسيا مرسوم يوم 28 نوفمبر، في الموقع الرسمي للحكومة بـ"المصادقة على مشروع الاتفاق بين حكومة روسيا ومصر، لاستخدام المجال الجوي والبنية التحتية الخاصة بالمطارات لروسيا ومصر"، قال خلف إن الاتفاق يقضي، في حال إقراره، بتبادل استخدام المطارات العسكرية، موضحًا أن القرار السياسي الاستراتيجي العسكري، غير وارد فيه إنشاء قاعدة لدولة أجنبية علي أرضنا.
وأوضح أن القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية تستخدم فقط كتسهيلات في أثناء التدريب المشترك وهذا متبادل في المناورات لفائدة الدول المشاركة، ولا يوجه ضد دولة أخرى ولا تستخدم في الهجوم علي دولة أخرى ويطلق عليه مصطلح ، "المرور البرئ "، أي استخدام في مرور المطارات والموانئ وسواحلنا مثل قناة السويس، في المرور دون إشهار أسلحة، حتي لا ندخل طرفا في أي صراع كما نري من صراعات المنطقة.
وعن صفقات السلاح الحديثة مع موسكو، قال خلف: "مصر تتبع سياسة تنويع مصادر الأسلحة، ولدينا حجم ضخم من التسلّح الروسي منذ ٧٣، وقمنا بتطويره ليكون ملائما للعصر الحديث بواسطة التكنولوجيا المشتركة بين البلدين، ووزارة الإنتاج الحربي تقوم بدور عظيم في هذا الشأن، إضافة إلى الأطقم الفنية في قواتنا المسلحة".
وأشار إلى أن القوات المسلحة لا تراهن إلا على أفضل الأسلحة العالمية، ولا يوجد بلد واحد متفوق في كل الأسلحة، وبالتالي نحن نستفيد من نقاط التفوق من كل دولة، وحتى لا نكون تحت رحمة العلاقات السياسية التي قد تسوء أو تتحسن في أي وقت.
وعن المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة أكد خلف إلى تعاظم أهميتها، لأن الحروب لا تكسب بالمعدات المتطورة فقط لكن بتكتيكات القتال أيضًا، وبالتالي نتبادل الخبرات والنظريات القتالية مع الأخذ في الاعتبار، أن الاختيار مرهون بقدرات الدول التي يتم معها المناورات ودليل أيضا علي قدراتنا القتالية التي تدفع الدول الكبرى لإجراء تلك المناورات معنا، مما يعد شهادة كفاءة أيضا لقواتنا.
ونفى اللواء محمود خلف أن يكون التحالف العسكري مع الروس بديلاًَ عن الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى إقامة تدريبات النجم الساطع الأخيرة مع الولايات المتحدة في الصحراء الغربية، وفِي توقيت واحد تم إرسال قوات مظلية لتدريبات "الدفاع عن الصداقة" في روسيا، وهو دليل علي توازن علاقاتنا العسكرية مع كافة القوى، مشددًا على أن مصر تتميز باستقلال إرادتها السياسية والعسكري، ونحن غير محسوبين على أي فريق."
ويشير خلف إلى أن المؤسسة العسكرية المصرية تتفرد في المنطقة، بوجودها كأهم عاشر قوة عسكرية على مستوي العالم بين قوى متقدمة جدا في كافة المستويات الاقتصادية والعلمية، ولذلك تسعى الدول المتقدمة لعقد اتفاقات وتدعيم التعاون العسكري مع القاهرة.
واختتم خلف تصريحاته مرحبا بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفا إياه بالصديق للدولة المصرية الذي نعتز بالتعاون العسكري مع دولته في إطار سياسة الاتزان الاستراتيجي الذي يحققه التعاون المشترك مع كافة القوي سواء روسيا، أوروبا، الولايات المتحدة، والصين.