شهدت العلاقات المصرية - الروسية تطورًا لافتًا خلال السنوات الأربع الماضية، وجرت المياه مجددًا في نهر التعاون الثنائي بين القاهرة وموسكو في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية بعد نحو 4 عقود من الفتور.
موضوعات مقترحة
وعقب ثورة 30 يونيو، تلاقت رغبة القاهرة الساعية لتنويع تحالفاتها وبناء علاقات متوزاية مع الدول الكبرى، مع الطموحات الروسية باستعادة مكانتها ودورها الفعال في منطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من الغياب.
التقارب المصري - الروسي تنوعت أشكاله بين قمم رئاسية جمعت زعيمي البلدين في القاهرة وموسكو وعلى هامش مؤتمرات دولية، ولقاءات أخرى رفيعة المستوى بين وزراء دفاع وخارجية البلدين فيما عرف بصيغة (2+2)، فضلا عن عدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والمشتركة.
وقد بدا واضحا في عام 2014 مدى حرص روسيا على تعزيز التعاون والتشاور مع مصر في إطار سعيها لإحياء التحالف القديم مع مصر؛ حيث اعتمدت موسكو صيغة مشاورات ( 2+2) مع مصر.
وصيغة 2+2 هي نمط مباحثات تنتهجه الإدارة الروسية مع الدول الإستراتيجية ذات الأهمية الكبرى على مستوى العالم، وعقدت روسيا هذه الصيغة من المباحثات مع 6 دول على مستوى العالم حتى الآن، هي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، ومصر.
وتعد هذه الصيغة (2+2) إحدى الأدوات الفريدة للدبلوماسية الروسية وصناعة السياسة الخارجية، والتي تتبنى من خلالها نهجًا ثنائيا للتفاوض مع دول محورية ذات شأن، بتحرك ثنائي على مستوى وزيري الخارجية والدفاع.
وتشمل تلك المحادثات تنسيق المواقف حيال قضايا ذات اهتمام مشترك، ومجالات التعاون الإستراتيجي، ومنها التعاون العسكري والتدريب والتبادل الاستخباراتي وقضايا الأمن القومي وتوريد الأسلحة والتدريب والتعاون العسكري والتدريبات المشتركة.
وانعقدت في مصر مباحثات مع الجانب الروسي بنفس الصيغة على صعيدى الخارجية والتعاون العسكرى في نوفمبر 2013، ثم في موسكو فبراير 2014، وفي القاهرة مايو 2017 وضمت وزيري الخارجية والدفاع لكلا البلدين.
السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن مشاورات "2+2" بين مصر وروسيا مبنية على أساس امتداد التعاون المصرى الروسى فى المجال العسكرى منذ سنوات عدة حتى أن التسليح المصرى فى حرب أكتوبر 1973 كان روسى، الأمر الذى يستوجب استمرار التعاون بين البلدين لتطوير الدبابات والأسلحة الروسية.
الدكتور نبيل رشوان المتخصص فى الشأن الروسى قال في تصريحات خاصة لـ "بوابة الأهرام": إن إطار 2+2 بدأ تفعيله مع بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل تحقيق تنسيق عسكرى وسياسى كامل والتشاور المشترك فى التعامل مع السياسة الإستراتيجية للبلدين، بالإضافة لتوفير الدعم اللوجستى لكليهما، خاصة أن مصر هى الدولة العربية الوحيدة حتى الآن التى تطبق روسيا معها هذه الصيغة في دلالة على اهتمام روسيا بتعزيز علاقاتها مع مصر.
وحول الملفات المطروحة على قمة الرئيس السيسي ونظيره الروسي في القاهرة، توقع نبيل رشوان أن تتناول عودة الطيران المنتظم من موسكو إلى القاهرة، وبدء العمل فى إنشاءات المنطقة الصناعية الجديدة فى السويس بدء من بداية العام المقبل، واحتمالية توقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووي.
بدوره توقع السفير رخا أحمد حسن أن تشهد القمة المصرية - الروسية توقيع اتفاقيات المفاعلات النووية بالضبعة ووضع حجر الأساس لهذا المشروع الضخم الذى يشبه فى أهميته بناء السد العالى.
وأكد أن قضية محاربة الإرهاب ستكون من بين أهم محاور الزيارة، خاصة أن روسيا أصبحت شريكة فى التعامل مع هذه الأزمات الأبرز، في المنطقة خاصة ليبيا واليمن وسوريا وملف القدس.
ولفت السفير رخا أحمد حسن إلى أن اقتراح روسيا بشأن الاعتراف بالقدس الشرقية على حدود يونيو 67 عاصمة الدولة الفلسطينية والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل سيسهم بشكل كبير فى دعم الحملة التى أعلنتها أمس جامعة الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، للضغط على واشنطن للتراجع عن قرارها الأخير بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرا إلى أن اعتراف 138 دولة بالدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة سيساعد كذلك فى تحقيق الهدف خاصة أن الضغط سيتركز مع الدول الأوروبية الآن.