كانت جائزة المؤسسة الدولية لوحدة الشعوب الأرثوذكسية، والتي حصل عليها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية في روسيا مايو الماضي بمثابة تتويج لعلاقة مزدهرة بين الكنيستين المصرية والروسية.
موضوعات مقترحة
تلك الجائزة التي قام البطريرك كيريل بطريرك الكنيسة الروسية من خلالها بتكريم البابا تواضروس الثاني لجهوده للوحدة بين الكنائس، وقام بعدها بطريرك الكنيسة القبطية المصرية بالتبرع بقيمتها لبناء الكنيسة والمسجد في العاصمة الإدارية الجديدة.
وتربط الكنيستين علاقة عميقة ازدهرت عقب ثورة 30 يونيو، مثلما ازدهرت العلاقة بين البلدين سياسيا واقتصاديا وعسكريا منذ ذلك الحين، حيث زار البابا تواضروس روسيا مرتين الأولى كانت عام 2014 والثانية كانت منتصف العام الجاري.
العلاقة بين الكنيستين كان قد طالب بازدهارها وتعميقها الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة حين التقى ببطريرك الكرازة المرقسية في أكتوبر 2013، ومنذ ذلك الحين وهناك دعم معنوي وتبادل في العلاقات بين الكنيستين وفور وقوع حادث الطائرة الروسية نعى البابا تواضروس ضحايا الطائرة وصلى من أجل المصابين وبعد ذلك بـ40 يوما أقامت الكنيسة القبطية بشرم الشيخ لتأبين ضحايا حادث الطائرة الروسية .
كذلك أرسل البابا تواضروس وفدًا كنسيًا لحضور قداس الأربعين لضحايا الطائرة في روسيا، في المقابل أرسل البطريرك الروسي كيريل الأول تعازيه في الحادث الإرهابي بالمنيا في مايو من العام الجاري.
تجمع بين الكنيستين لجنة إعلامية مشتركة تعقد اجتماعاتها بين الحين والآخر، شكل هذه اللجنة بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس والبطريرك كيريل الأول بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
كان آخر اجتماع لهذه اللجنة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية نوفمبر الماضي لمناقشة سبل التعاون بين الكنيسة القبطية والروسية وعرض الأنشطة الإعلامية لكل من الكنيستين.
تتبادل الكنيستان زيارة الوفود وفي هذا الصدد استقبلت الكنيسة القبطية عدة وفود من الكنيسة الروسية منها وفد الكنيسة الروسية التابع للجنة الحوار الثنائي بين الكنيستين القبطية والروسية في فبراير 2016 والذي اهتم آنذاك بزيارة عدة مزارات دينية وكنائس مهمة في مصر.
ولم يمض كثير من الوقت حتى جاء وفد من الكنيسة الروسية في نوفمبر من العام ذاته وقام بزيارة كنائس مصر القديمة وعملوا على تعميق الحوار بين الكنيستين وتقدموا خطوة في إطار الوحدة بين الكنائس.
لم تكن العلاقة بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية المصرية و الروسية حبيسة أسوار الكنائس ولكنها امتدت لتكون علاقة طيبة مع البلدين وبين القادة السياسيين والقادة الروحيين.
حين ذهب البابا تواضروس الثاني لزيارة روسيا في مايو الماضي، التقى بالرئيس فلادمير بوتين وتم الترحيب به وإقامة عشاء فاخر على شرف وجوده.
وفي المقابل ظل البطريرك كريل بطريرك الكنيسة الروسية يرسل تعازيه للرئيس عبد الفتاح السيسي كلما أصاب الوطن حادث إرهابي.
كان آخر التعازي وقت الحادث الإرهابي بالروضة، حين أكد البطريرك الروسي أن الإرهابيين لا ينتمون للإسلام وأنهم يستخدمون مبادئ خبيثة لتدمير مبادئ حسن الجوار والتسامح.