أكد السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن أن هناك توافقًا بين الرؤيتين المصرية والبريطانية ورؤية كل الحلفاء فيما يخص تطوير اقتصاد دول المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو ما يعتمد على النجاح في ترسيخ الاستقرار في أرجاء المنطقة سواء في مصر أو الخليج أو لبنان أو فلسطين وفى كل مكان.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين اليوم الثلاثاء، على هامش الندوة التي نظمتها شركة (أجريكو) البريطانية التي تعمل في مجال الطاقة النظيفة.
وشدد "كاسن" على أن هناك توافقًا على ضرورة إيجاد حل للصراعات، موضحًا أن الاستقرار ضروري للنجاح.
وحول السياحة البريطانية في مصر وعودة الطيران لشرم الشيخ، أوضح السفير البريطاني أن هناك تقدمًا ضخمًا في السياحة البريطانية الوافدة إلى مصر، لاسيما بعد أن زادت عدد الليالي السياحية البريطانية إلى مصر بنسبة 74% في سنة واحدة، وهذا يمثل نجاحًا للتواصل الدائم بين الأجهزة البريطانية ونظيرتها المصرية في كل المطارات.
وقال: إن هناك ما يقرب من 40 رحلة جوية مباشرة بين بريطانيا ومصر أسبوعيًا، وهو ما يزيد على مثيلاتها مع أي بلد أوروبى آخر باستثناء ألمانيا، وتابع: "كنا في الماضي رقم واحد ونرغب في أن نستعيد هذه المكانة".
وأضاف أن هناك استثمارات بريطانية ضخمة تدخل الاقتصاد المصري حاليًا، مشيرًا إلى الزخم الذي يحظى به السوق المصرية بالنسبة للشركات البريطانية لاسيما بعد الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة المصرية فى الآونة الأخيرة.
وأضاف أن هناك توجهًا جديدًا من الشركات البريطانية لجلب أفكار جديدة إلى الاقتصاد المصري يمكن أن تسهم في خلق المزيد من فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
وأوضح أن شركة (أجريكو) - التي تتواجد في مصر منذ نحو ثلاثة أعوام - ترغب في توليد الطاقة عن طريق استغلال "غاز الشعلة" في عمليات التكرير، وهو ما يساعد على تقليل استهلاك السولار، مما سيسهم - بدوره - في تخفيض النفقات في قطاع الغاز والنفط والطاقة مع الحفاظ على البيئة في الوقت نفسه. وقال إن مثل هذه المشاريع تساعد في جعل مصر قوة عظمى في مجال الطاقة في منطقة شرق المتوسط.
وأشار إلى أن هذا المشروع والمشروعات المماثلة تعكس التناسق بين الاقتصاد المصري والبريطاني، وتعزز دور بريطانيا كأكبر مستثمر أجنبي وتساعد في توفير الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة في قطاعات استراتيجية لمستقبل مصر، خاصة فى قطاعات الطاقة والغاز والنفط.
وقال كاسن إن الفترة الحالية حاسمة للغاية بالنسبة للاقتصاد المصري، مؤكدًا أن بلاده على عاتقها دور وعليها أن تتحمل المسئولية كأكبر شريك اقتصادي لمصر، لافتًا إلى أن السفارة البريطانية بالقاهرة لديها رؤية لمشاركة مصر في بناء اقتصاد يستفيد منه كل مصري ومصرية من خلال جلب الاستثمارات التي تسهم في خلق الوظائف وضخ المزيد من الاستثمارات.
وأكد أن هناك موجة بريطانية جديدة لا تتعلق فقط بقطاع الغاز والنفط، وإنما جميع القطاعات مثل التعليم، لافتًا إلى زيارة المبعوث التجاري لمصر جيفرى دونالدسون إلى القاهرة الشهر الماضي، التي ركزت على قطاعات البنية التحتية والخدمات المالية والنقل. وأعقب هذه الزيارة، زيارة للجمعية المصرية البريطانية للأعمال، بينما زارت 35 شركة مصرية عدة مدة بريطانية الأسبوع الماضي لطرق أبواب المستثمرين فى قطاعات مشابهة.
كما أشار إلى زيارة مؤسسة التمويل التنموي للمملكة المتحدة (CDC Group) فى أول نوفمبر الجاري، التي أعلنت استثمارها مبلغ 97 مليون دولار أمريكي، أى أكثر من 1.7 مليار جنيه مصرى، في مشروع (بنبان للطاقة الشمسية)، الذي سيصبح عند اكتماله أكبر مشروع للطاقة الشمسية فى العالم.
وكشف أن الأسابيع المقبلة ستشهد إعلانًا مهمًا فى مجال التعليم، معتبرًا أن هذه الزيارات تعكس مدى عزم واهتمام القطاع الخاص البريطانى بالدخول إلى السوق المصرية، لاسيما مع اتخاذ الحكومة المصرية إجراءات مهمة في إطار الإصلاحات.
وأكد أنه حان الوقت لدفع عجلة القطاع الخاص لأنه سيخلق فرص عمل ضرورية لمستقبل مصر، مشيرًا إلى أن بريطانيا فخورة بدورها في الاستثمار في القطاع الخاص.
وعن أبرز التحديات التي تواجه الاستثمارات البريطانية فى مصر، قال جون كاسن إن خلق مناخ مناسب لجذب الاستثمارات الخارجية مهم للغاية، والشركات ترحب بخطوات اتخذتها الحكومة المصرية مثل قانون الاستثمار وقانون التراخيص الصناعية، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا مع الحكومة المصرية على ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات حتى الوصول إلى الشفافية والمنافسة المفتوحة والمنصفة، ويرى المستثمرون في هذا الصدد أن الاتجاه إيجابي مع ضرورة تبنى المزيد من الخطوات.
حضر الندوة رئيس الهيئة العامة للبترول المهندس عابد عز الرجال وعدد من ممثلي شركات البترول المصرية و وزارة البترول.