قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف، إنه يدرك حجم الآلام التي أصابت بالمصريين على خلفية استشهاد عدد من رجال الشرطة جراء المواجهة التي وقعت بينهم وبين عدد من العناصر الإرهابية.
موضوعات مقترحة
وأوضح سعيد، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن الشعب المصري قادر على تحمل تلك الآلام وحجم الخسائر التي تصيبه نتيجة للمواجهات الإرهابية، مشيرًا إلى أن المصريين تحملوا في صبر خسائر مشابهة خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر حتى انتصر الجيش في النهاية، وكذلك خلال المواجهات مع التنظيمات الإرهابية التكفيرية في الثمانينات والتسعينات.
ولفت سعيد إلى أن انتصار مصر على الإرهاب حتمي نظرا لما تتمتع به مصر من عمق حضاري يضرب بجذوره حتى أعماق 7 آلاف عام من عمر التاريخ، موضحًا أن المواجهات بين الدول والعصابات والنور والظلامية محسومة.
وأشار سعيد إلى أن ما تحتاجه مصر مقاربة إستراتيجية متكاملة للإسراع في الانتصار على التنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أن هذه المقاربة لها أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية وتعليمية ودينية وليست أمنية عسكرية فقط.
وحول ملامح تلك المقاربة الإستراتيجية قال سعيد، إنها يجب أن تستند لدراسات علمية لمعرفة هوية العناصر الإرهابية بمعنى مستواهما العلمي وظروفهما الاقتصادية وانتماءاتهما السياسية وجذورهم الاجتماعية وخلفيتهم الأيدلوجية.
وأضاف أن تلك الدراسات ستفضي إلى عدة نتائج متوقعة أولها أن العناصر الإرهابية ينتمون لعدة محافظات بعينها وظروفهم الاقتصادية تكاد تكون متشابهة وخلفيتهم الأيدلوجية أيضا واحدة، مشيرًا إلى أن يترتب عليه وضع الإستراتيجية التي يتم من خلالها التعامل مع تلك المحافظات ورفع مستواها الثقافي والتعليمي، وكذلك الاقتصادي مما يترتب عليه تجفيف المنابع التي يحصل منها قيادات التنظيمات الإرهابية على وقود لمعاركهم ضد المصريين.
ونوه سعيد إلى أن تلك الإستراتيجية تسير جنبا إلى جنب مع التعامل الأمني العسكري وليس بمعزل، موضحا أن أعظم الدول العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من حروب طويلة الأمد تكون خسائرها كبيرة بالنسبة لها للحفاظ على هويتها.
واختتم سعيد تصريحاته بالقول، إن الدولة المصرية سوف تنتصر في النهاية، ولكن تحتاج إلى الدعم الشعبي، حيث إن مؤسسات تلك الدولة اعتادت على دعم المواطنين لتواصل عطاءها وهو ما اعتاد عليه المواطن المصري في ظروف مختلفة وأوقات متعددة.