بمهارة الصينيون المعهودة في التسويق أبى الرئيس الصيني، شي جن، أن يفوت فرصة تجمع بريكس، دون أن "يروج" بذكاء لمدينة "شيامن" التي تحتضن هذا التجمع الذي يمتلك ربع اقتصاد العالم، وذلك في مستهل كلمته خلال حفل عشاء دعا له الوفود المشاركة وكأنه يريد أن يقول للحضور "تعالوا إلي هنا.. حيث تقع تلك المدينة على مضيق تايوان، إذ أن الرئيس الصيني، بلغة قصصية عرض لمراحل نمو وتطور هذا المدينة التي زارها لأول مرة في عيد ميلاده الثاني والثلاثين، حيث كانت مجرد مبان صغيرة لا توجد بها أي علامة للتنمية.
موضوعات مقترحة
وبعد مرور 32 عامًا، صارت شايمن، كما قال الرئيس واحدة من أكبر المناطق الاقتصادية في العالم، حيث جمعت كبرى ناطحات السحاب في سمائها، ونظرًا لعراقتها، قررت منظمة اليونسكو إدراجها ضمن المدن التراثية.
وقال الرئيس الصيني، إنه في 1985، تولى منصب نائب عمدة هذه المدينة، موضحًا أن اسم "شامين" يعني "العمارة القوية"، متمنيًا أن تستقبل عقدها الذهبي الجديد وهي في قمة التحضر.
وتعد شيامن ميناء بحري على ساحل مقاطعة فوجيان في جنوب شرقي الصين، يبلغ عدد سكانها 639,436 نسمة، كما يطلق علىها أيضًا اسم أمُوي، وهو يعتمد على نطق اسم المدينة في لهجة فوجيان الجنوبية، ولشيامن ميناء كبير، وكان في أحد الأوقات مركزًا للتجارة البحرية في الصين.
تعج مدينة شيامن بالمعابد البوذية والمعارض الفنية والمتنزهات الرائعة، وتتألف المدينة في الواقع من عدد من الجُزر، منها جزيرة جولانجيو، والتي تعد واحة غير تقليدية تخلو من المركبات تمامًا.
وفي القرن السابع عشر، اشتغل تجار برتغاليون بتجارة واسعة في شيامن، ولكن الصينيين طردوهم لأنهم أساءوا معاملة الناس، وفي عام 1842، تعاهدت بريطانيا مع الصين على فتح شيامن وأربعة موانئ أخرى أمام التجارة البريطانية، حيث اكتسب الرعايا البريطانيون والأجانب الآخرون الذين عاشوا في شيامن حقوقًا خاصة.
وفي عام 1943، تخلت بريطانيا والولايات المتحدة عن هذه الامتيازات الخاصة، وبعد ذلك، اتبعت الدول الأخرى مثالهم.
وفي بداية الثمانينيات من القرن العشرين، خصصت الحكومة الصينية منطقة اقتصادية خاصة في شيامن لجذب الاستثمارات الأجنبية، وبهذا بدأت التجارة في الازدهار مرة أخرى.