في سلة واحدة، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الزيادة السكانية والإرهاب، كمعوقين للتنمية في مصر، على هامش مؤتمر الشباب بالإسكندرية، بقوله: "إن "أكبر خطرين يواجهان مصر، هما الإرهاب والزيادة السكانية، إحنا حطينا الناس اللي بتقتلنا مع الزيادة السكانية كتحدي، نظرًا لأن الزيادة السكانية بتقلل فرص مصر في إنها تقدر تطلع لقدام".
موضوعات مقترحة
الزيادة السكانية قنبلة موقوتة، يخشى الجميع انفجارها، وخطر داهم يواجه مصر، حيث اقترب عدد سكان مصر من حدود المائة مليون نسمة، إلا أن خبراء الاقتصاد وعلم الاجتماع، يرون أن الزيادة السكانية ثروة بشرية، تدفع مصر إلى الأمام، إذا ما أحسن استغلالها، وتم توظيفها بالشكل الأمثل كما فعلت الهند والصين.
من جانبها، أكدت آمال فهمي، رئيس الإدارة المركزية لمركز الدراسات والبحوث السكانية بالجهاز، المركز للتعبئة العامة والإحصاء، أنه لا سبيل أمامنا للحد من هذه الزيادة، سوي الالتزام بعدد من الحلول، يكمن أهمها في تعليم المرأة، الذي سيكون له كبير الأثر بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأوضحت، أنه عندما تتعلم الفتيات، فإنه سيزداد حتميًا سن الزواج لهن، بما يقلل الفترة الإنجابية عندهن، وهكذا يكون التعليم، قد أثر بشكل غير مباشر على معالجة الزيادة السكانية، مؤكدة، أن معدل الزيادة السكانية انخفض العام الماضي إلي 2.2%، بعدما كان قد وصل إلى 2.4 % في عام 2014.
مشيرة، إلى أن التأثير المباشر لتعليم الفتيات على النجاة من خطر الانفجار السكاني، يتمثل في زيادة وعي المرأة بخطورة كثرة الإنجاب عليها، وعلى المجتمع ككل، وكذلك سيكون من اليسير إقناعها، بتبني فكرة الأسرة الصغيرة، كما أن تعليم المرأة يجعلها تؤدي عمل ما، مما لا يصبح لديها وقت لإنجاب أعداد كبيرة، وبالتالي، سيصبح مستواها الاجتماعي أعلى، على عكس الصعيد، الذي تنجب فيه النساء كثيرا، على أمل أن يزيد هؤلاء من دخل الأسرة، عندما يعملون صغارًا.
وأضافت فهمي، أن العبء الثقيل للأزمة السكانية يأتي من الصعيد، حيث إن الوجه القبلي، لا يمثل أكثر من 25% من سكان مصر، ورغم هذا فإنه مسئول عن 40% من عدد المواليد، ولهذا فإن محافظات الصعيد، تتطلب توعية مباشرة عاجلة وجه لوجه لارتفاع نسب الأمية هناك، حتى نحقق النتائج المرجوة، وكذلك ضرورة إتاحة كل وسائل تنظيم الأسرة لهم.
بينما يرى الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ علم الاجتماع، أن الزيادة السكانية نعمة، ولا يمكن اعتبارها نقمة، ولكننا في أحوج ما يكون لاستغلالها الاستغلال الأمثل، وتوفير سبل المعيشة الكريمة لها حتى نسخرها في تنمية مصر، وتابع، الهند والصين أكبر مثال بعدما فاق عدد سكانهما المليار نسمة، ولا توجد أدنى مشكلة لديهم في عدد السكان، إضافة إلى اليابان التي بات عدد سكانها أقرب ما يكون لنا.
وطالب أستاذ علم الاجتماع، بأهمية تنظيم الأسرة، وخاصة في المناطق الهشة الفقيرة، لأن الأسر الغنية محافظة على تنظيم الأسرة بطبيعة حالها.
بينما استنكر الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، الشكوى المتكررة من زيادة عدد السكان، حيث إنهم ثروة مصر البشرية، التي لا تقل قيمة عن أي مورد طبيعي آخر إذا ما أحسنا استثمارها، وربطناها بسوق العمل، وتم تعليمهم حرفًا ومهنًا ومنحهم كافة التسهيلات لإقامة مشاريع تنموية، ومن هنا سيصبحون طاقة إنتاجية، تحول مصر إلى دولة مصدرة، بدلاً من أن كونها مستهلكة، يمثل سكانها عبئًا ثقيلا عليها، يحتاجون إلى توفير مساكن وفرص عمل، وغيره من المستلزمات الأخرى.
وأردف عبده حديثه، مناشدًا الحكومة، بوضع سياسات اقتصادية ناجحة، تستوعب كل الشباب، ليكونوا ثورة منتجة تزيد من الناتج المحلي.