قال الكاتب والمفكر الفرنسي، برنار هنري ليفي، إنه أمضى ثلاثة أيام في مصر في فبراير 2011، ونشر بهذه المناسبة تحقيقًا صحفيًا مطولاً في جريدة ليبيراسيون الفرنسية، وبهذه المناسبة التقى بكل الشخصيات المستنيرة والمنغلقة على الساحة السياسية المصرية.
وأضاف ليفي خلال "لقاء خاص"، الذي أداره الإعلامي الكبير نبيل درويش، المذاع على شاشة "الغد" الإخبارية،: "ذهبتُ في فبراير عام 2011 لمقر الإخوان المسلمين في القاهرة، والتقيت بشخصيات إخوانية وأجريت معهم حديثًا لصحيفة ليبيراسيون، إلا أنني لم أشاركهم البتة في أيّ من أفكارهم".
وأوضح ليفي إلى أنه لم يقم بأي صفقات، إذ أنه أطالب منذ 5 سنوات بإيقاف المذبحة في سوريا، وطالب بوضع حد لما يقوم به بشار الأسد في سوريا، ومنذ عامين طالب بإنقاذ الشعب السوري من فكي الكماشة التي تحاصره، التي يمثلها بشار الأسد وداعش، قائلاً: "ليس لدي حلول للوضع هنا فهاجسي في سوريا.. بشار الأسد وداعش إنهما وجهان لعملة واحدة"، لافتًا إلى أنه مع إيقاف المذابح في سوريا وضد بشار الأسد.. أنا ضدهما لأنهما من طبيعة واحدة فكل منهما يستفيد من الآخر.
وتطرق ليفي إلى أنه تمنى أن يكون للشعب الجزائري ربيعه، إذ إنه تمنى له الحرية والديمقراطية، لقد دفع هذا الشعب الجزائري ثمنًا غاليًا لقاء استقلاله منذ 50 عاما، لكونهم ضحوا بالدماء وبالكثير من الشهداء من أجل هذه القضية السامية أي مقاومة الاستعمار، لكن الأمر انتهى بهم مع بوتفليقة والديكتاتورية العسكرية والحزب الواحد، إنه لأمر محزن.
وتابع ليفي: "أنا صديق للجزائر وأقف منذ 20 عامًا بجانب الجزائريين عندما كانت الجماعة الإسلامية المسلحة التي تمثل في المحصلة الأخيرة جبهة الإنقاذ الإسلامية تنشر الإرهاب، في الوقت الذي كان يتساءل فيه الغرب من يقتل من؟ بينما كنا نعرف أن الإسلاميين هم من يقتلونهم، وقد كنت في ذلك الحين بجانب الشعب الجزائري والمثقفين والنساء، الذين لا يريدون الخضوع للقانون الإسلامي.. وأنا أرى أنه من المؤسف أن تنتهي المعركة الرائعة التي خاضها الشعب الجزائري من أجل الاستقلال ثم ضد الجماعات الإسلامية بهذه الصورة التي يمكن أن نصفها بأنها نهاية عهد نظام بقيادة بوتفليقة".
موضوعات مقترحة
وأكد ليفي أن المثقفين العرب لا يُمثلون تكتلاً واحدًا موحدا، فـالعالم العربي بدأ مسيرته من جديد وهناك في هذا العالم من يؤيد الديكتاتورية وهناك من يؤيد الديمقراطية وهناك من يكره الغرب أو بالعكس فهو يريد الحوار معهم، وهناك من يعادي السامية وهذا أمر لا مفر منه حينما يتعلق الموضوع بالخروج من عقود طويلة من التراجع والنظم السلطوية والظلامية.