Close ad

رسائل شهداء البطرسية إلى الله.. المشهد المنسي في أيقونة الألم ليلة "عيد الميلاد"

6-1-2017 | 14:18
رسائل شهداء البطرسية إلى الله المشهد المنسي في أيقونة الألم ليلة عيد الميلادحادث تفجير الكنيسة البطرسية
أميرة هشام

تطاير  الورق من الصندوق ذي الواجهة الزجاجية المكسورة كان هو المشهد المنسي في حادث تفجير الكنيسة البطرسية، وربما في أحداث عام 2016 كلها التي مرت على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

موضوعات مقترحة

هذا الصندوق الخشبي ذو الواجهة الزجاجية الشفافة المغلق بقفل يكون في كل كنيسة، وغالبًا يحتل مكانه خلف مقاعد الكنيسة، ويجاوره صندوق خشبي آخر موصد بقفل أيضا يضع فيه المصلون وقت دخولهم الكنيسة صدقات للفقراء والمساكين، والذي تطلق الكنيسة عليهم مصطلح "إخوة الرب".

 اعتاد المصلون أن يقفوا أمام الصندوقين المتجاورين ووضع صدقاتهم في الصندوق الخشبي، ومن له حاجة عند الله يكتبها ويضعها في الصندوق الآخر ذي الواجهة الزجاجية.

 هنا في هذا الصندوق الزجاجي كانت مناجاة العباد لإلهم، هنا كانت أمنياتهم التي طلبوها قبل دخولهم صلاة القداس، المشاهد تضافرت لتكون أيقونة الألم في الكنيسة، وبقى ذلك المشهد ليكون التفصيلة المنسية التي تكتمل بها الأيقونة.

قبل الحادث الأليم وانفجار الكنيسة البطرسية أثناء القداس اتجه كالعادة بعض المصلون لكتابة مناجاتهم وأمنياتهم لله، يكتبون كلماتهم على ورق صغير أبيض ويطوون الورق ويضعونه داخل الصندوق.

لم يكن يعرف أحد من هؤلاء الشهداء أنها الأمنية الأخيرة في حياته وأنه سيذهب بعدها لمقابلة الله.

مع انفجار الكنيسة تناثرت الأمنيات من الصندوق المنكسر مثلما تناثرت أجساد الشهداء في أرجاء المكان.

لملم الناس أجزاء الشهداء من مسرح الحادث آنذاك، ولكن المصاب الأليم لم يكن ليجعل أحدًا يلتفت لبعض الوريقات البيضاء، وانشغل الناس بالمصابين وفي قلوبهم الرجاء أن يشفيهم الله ويوما بعد يوم كان يزداد الجرح عمقا بموت أحد المصابين.

 تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ترميم وإصلاح الكنيسة ليستطيع المصلون الصلاة فيها وقت عيد الميلاد المجيد، وبالفعل انتهت منها في الوقت الذي تعهدت به وبقى مصير رسائل الشهداء إلى الله غير معروف فمن سيأبه ببعض الوريقات الصغيرة.

وعند حضور إحدى صلوات التجنيز للشهداء الذين ماتوا تأثرًا بإصابتهم في الحادث سألنا أحد أفراد الكشافة عن ذلك الورق المطوي فقال لنا بعد لحظة صمت وخشوع استبدلنا الصندوق بآخر فلقد تحطم، أما الورق المطوي وأمنيات المصلين فلقد تم الاحتفاظ بها كما هي عند رعاة الكنيسة.

هكذا كانت أمنيات ودعوات المصلين قبل هذا القداس تضم بين طياتها الرسائل الأخيرة للشهداء التي أرسلوها إلى الله وتراهم بعين الخيال وقد بثوا آلامهم وأحلامهم على هذا الورق الأبيض يناجون خالقهم.





 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: