Close ad

العلاقات المصرية - الإماراتية .. تاريخ من التعاون والدعم المشترك

1-12-2016 | 22:59
العلاقات المصرية  الإماراتية  تاريخ من التعاون والدعم المشتركالسيسي و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
وسام عبد العليم
تشهد العلاقات "الإماراتية - المصرية" طفرة على مستوى التعامل بين البلدين، عقب ثورة 30 يونيو المجيدة، التى تخلص بها الشعب المصرى من حكم جماعة الإخوان.
موضوعات مقترحة


وتعتبر العلاقات بين البلدين نموذجًا يُحتذى فى العلاقات العربية-العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتى البلدين وكبار المسئولين فيها.

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية-الإماراتية إلى ما قبل عام 1971، الذى شهد التئام شمل الإمارات السبع فى دولة واحدة، هى دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة سمو الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، والتى دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذى قامت به دولة الإمارات، وتُعد مصر من بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه، ودعمته دوليًا إقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.

وقد أدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوثق عراها من يوم إلى آخر، إلى ازدياد التعاون بينهما فى جميع المجالات، وخاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذى أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة فى مصر.

وفى عام 2008 ، تم التوقيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، على مذكرتى تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين، وتنص مذكرة المشاورات السياسية، على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تنص مذكرة التفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، يسمح كلا الطرفين لرعايا الطرف الآخر الحاملين جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة الدخول إلى أراضيهما والخروج منهما والمرور عبرهما بدون تأشيرة دخول، وبدون رسوم والبقاء فى أراضى الطرف الآخر لمدة أقصاها 90 يوما.

وعقب ثورة 30 يونيو، شهدت العلاقات تطورًا جديدًا، حيث قامت دولة الإمارات بتقديم الدعم الكامل لثورة 30 يونيو داخليًا وخارجيًا، وقامت بتقديم عدد من المشاريع التنموية بالقرى الفقيرة، وقدمت الإمارات 200 مليون دولار لدعم المشروعات الصغيرة، وعلى الصعيد الخارجي، لعبت الإمارات دورًا بارزًا فى تحسن صورة مصر خارجيًا، بعد أن شوهتها جماعة الإخوان الإرهابية.

والإمارات كانت من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتؤكد على استمرار هذا الدعم.

وتحظى مصر بمكانة خاصة لدى الإمارات، منذ قام مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان، بإرساء وتطوير هذه العلاقات.

ولم تتغير علاقات الإمارات بمصر طوال العقود الماضية، ولكنها فترت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهي فترة كانت سحابة صيف عابرة، فلم تلبث أن اختفت لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه سابقاً.

والإمارات كانت من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتؤكد على استمرار هذا الدعم.

دعم سياسي واقتصادي

وفي مارس من العام 2015، قدمت الإمارات مع دول الخليج 12 مليار دولار في مؤتمر الدعم الدولي في شرم الشيخ، كما ساهمت الإمارات في بناء، وتسليم أكثر من 50 ألف وحدة سكنية يستفيد منها 300 ألف مواطن مصري.

وقد ساهمت المساعدات الإماراتية في توفير نحو 900 ألف فرصة عمل ما بين مؤقتة ودائمة. وهناك مشاريع إماراتية أخرى على جميع الأصعدة، منها ما تم إنجازه، وأخرى يتواصل العمل فيها.

ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكري، إذ استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.

وامتد التنسيق ليصل إلى حد التكامل والتطابق في المواقف، فالإمارات تؤكد دعمها المطلق لأمن مصر، ووقوفها إلى جانبها في مكافحة التنظيمات الإرهابية. وإلى جانب ذلك، يتبنى الطرفان مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن.

وتؤكد مصر والإمارات دوما على مواجهة التدخل الخارجي من دول إقليمية تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة في بعض البلدان العربية لفرض أجنداتها.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: