أكدت الجامعة العربية، حرصها على تحقيق التعايش والتآلف والتفاهم بين أصحاب الديانتين الإسلام والمسيحية، وذلك تجسيدًا للقيم النبيلة التى يؤمنون بها، وقال، إن هناك العديد من الآيات فى القرآن الكريم ونصوص الكتاب المقدس التى تؤكد على الحوار والجدال المثمر بين الجانبين، وصولا إلى ذلك باعتبار أن الدين هو مرآة السلام فى الأرض ويجسد القيم التى تجمع بين أبناء البشر.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة خلال لقائه اليوم الأحد، ملتقى الشباب المسيحى والمسلم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بمشاركة 40 شابًا وفتاة تحت سن 30 عامًا من الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمي يمثلون 15 جنسية مختلفة من أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، وبحضور السفير عبدالرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر.
ولفت بن حلى، إلى أنه مادامت الأصول الكبرى والمنطلقات واحدة لدى الديانتين فإن الحوار هو القاعدة التى تجمع بينهما، منبها الى أن الجانبين يتعرض لتحديات بالغة الخطورة تتمثل فى الإرهاب والتعصب والتطرف، مشيرًا إلى أن كل الديانات والحضارات والثقافات لديها متطرفون على هامشها.
وأوضح بن حلي، أن منطقة الشرق الأوسط وما حولها تتعرض لخطر التنظيمات الإرهابية، وفى الوقت نفسه فإن هناك فى الغرب أحزابًا عنصرية تدعو الى التعصب والتطرف، وهو ما يستوجب من الطرفين تكثيف جهودهما للقضاء عليها، مشددا بالذات على ضرورة المحافظة على القيم الأخلاقية التى تدعو إليها الديانات السماوية فى مواجهة التشريعات والتوجهات التى تدعو إلى إباحة الإجهاض والشذوذ الجنسى، وقال، إن الإٍستفادة من التطور العلمى لا تعنى التخلى عن القيم الأخلاقية.
وأشار بن حلى، إلى أن مساحة التوافق بين الديانتين واسعة فى مجال السمو الروحى والإنسانى فى مواجهة المادة والفساد، فضلا عن احترام حقوق الإنسان والعيش الحر الكريم ومواجهة الاحتلال والاستبداد ومواجهة التطهير العرقى والاستغلال العنصرى والاستعمار القهرى لأراضى الآخرين مثلما هو الحال فى فلسطين، والتى تعانى من أعتى احتلال فى التاريخ فى ظل إرهاب وممارسات عدوانية غير مسبوقة، وقال، يمكن لأصحاب الديانتين العمل معا لإٍسقاط دعاوى الذين يحاولون التأثير على القواسم المشتركة فيما بينهما.