تتواصل ردود الفعل على الساحة الثقافية أو الفكرية في تل أبيب، عقب إعلان بعض من المدرسين والمتخصصين في الجامعة العبرية عن العثور على جزء من تمثال أثري قديم خلال أعمال الحفر المتواصلة في تل حاصور، وهي واحدة من المناطق المعروفة والواقعة في منطقة أصبع الجليل شمال إسرائيل.
موضوعات مقترحة
ويعترف عدد من كبار الأثريين أو المتخصصين في العلوم المصرية التاريخية القديم بأهمية هذا الاكتشاف، موضحين أن ما تم الكشف عنه هو جزء من تمثال مصري قديم تم نحته خصيصاً من أجل شخص معيَّن قبل فترة 4 آلاف سنة تقريباً.
وكان من المفترض أن الحجم الكامل للتمثال يشبه حجم الإنسان مما يجعله أكبر قطعة تمثال أثرية مصرية قديمة تم اكتشافها في بلاد الشام ويعود تأريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
وتعترف صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية عبر الفيسبوك بأهمية وحساسية هذا الكشف، موضحة أن العلماء الإسرائيليين وعقب البحث في هذا الكشف يرون أن هذا التمثال على الأرجح خاص بموظف مصري كبير لم يتضح بعد اسمه وطبيعة المنصب الذي كان يتولاه.
وقالت الصفحة في تعليق لها مصحوبا بالصور إن التمثال مصنوع من الحجر الكلسي. مشيرة إلى أن التمثال مثبت على قاعدة كُتبت عليها عدة سطور في الخط المصري القديم (الخط الهيروغليفي).
وذكر البروفيسور أمنون بن- تور من معهد علم الآثار التابع للجامعة العبرية والذي يشرف منذ 27 عاماً على الحفريات الجارية في تل حاصور، في حديث لصحيفة "هأرتس" نقلته الصفحة عبر الفيسبوك، إن هذا التل يمثل أهم موقع أثري يعود تاريخه إلى عهود التوراة.
وكان قد تم قبل 3 سنوات في تل حاصور اكتشاف قطعة مكسورة من تمثال (أبو الهول) وهو من ملوك الأسرة الفرعونية الرابعة، علماً بأن ذلك التمثال كان أكبر تمثال مصري بصورة ملك تم اكتشافه حتى الآن في بلاد الشام.
وبالتالي فإن مجرد اكتشاف هذين التمثاليْن في المبنى الجاري حفره في موقع تل حاصور يدل على أهمية هذا الموقع الأثري ككل.
اللافت هنا في هذا الكشف هو سعي إسرائيل المضني إلى استغلاله وربطه بالتوراة، ويقول بوست في صفحة إسرائيل تتكلم العربية على فيسبوك وبالنص ما يلي "إن أهمية المدينة أيضاً تظهر من خلال الرسائل التي كان ملوك المدن الكنعانية القديمة أرسلوها إلى ملك مصر في الحقبة ذاتها والمعروفة باسم "رسائل تل العمارنة" المكتشفة في الموقع الأثري الشهير في أرض مصر الذي يحمل هذا الاسم.
وعليه يُعدّ تل حاصور أكبر وأهمّ التلال التاريخية العائدة إلى عصور التوراة في البلاد، ناهيك عن إعلانه موقعاً للتراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو).
ويحتلّ موقع تل حاصور صدارة مشاريع الحفريات الأثرية التي تقوم بها الجامعة العبرية.
وكانت حاصور الكنعانية القديمة- السابقة للمدينة العبرية القديمة- مدينة عامرة تراوح تعداد سكان ما بين 15-20 ألف نسمة حيث كانت المدينة تقيم الروابط الثقافية والتجارية سواء مع مصر الفرعونية أو مع ممالك بابل".