Close ad

"جرائم الشواذ" ظاهرة مسكوت عنها في مصر.. وحقوقي: أكثر انتشارًا بدور رعاية الأطفال والسجون

26-6-2016 | 18:38
جرائم الشواذ ظاهرة مسكوت عنها في مصر وحقوقي أكثر انتشارًا بدور رعاية الأطفال والسجونفيلم عمارة يعقوبيان
كمال مراد عبد الحميد
علي طريقة فيلم عمارة "يعقوبيان"، الذي لعب فيه الفنان خالد الصاوي، دور شاذ جنسياً تنتهي حياته بالقتل، علي يد أحد الذين استقطبهم لممارسة اللواط معه، تقع العديد من حوادث القتل بسبب الشذوذ الجنسي، وهو ما تكشف عنه سجلات المباحث، والعديد من الجرائم التي تنتهي بذات المصير.
موضوعات مقترحة


وبالرغم من أنه لا توجد دراسة متخصصة، عن عدد الشواذ بمصر، إلا أنه طبقًا لدراسة قام بها مركز "بيو" للدراسات، وهو مركز بحثي أمريكي مقره واشنطن، متخصص في مجال أبحاث الشعوب والنشر، نشرت في عام 2013، يقدر عدد الشواذ بمصر بـ 1.6%، وهي نسبة مرعبة ومرتفعة مقارنة بالتعداد السكني.

ويرجح عدد من أطباء علم النفس والاجتماع، أن تكون النسبة أكبر من ذلك بكثير، ويرجعون سبب انتشار الظاهرة بشكل مباشر، للاعتداءات الجنسية التي تحدث للأطفال، أثناء تواجدهم في دور الرعاية الاجتماعية، أو للممارسات التي تحدث بين أطفال الشوارع، ليتحول الأطفال عندما يكبرون لقنابل موقوتة، يبحثون عن ضحية جديدة للتعدي عليها، انتقامًا من المجتمع ولتفريغ عقدهم النفسية.

كانت آخر الحوادث البشعة، التي وقعت في اليوم الأول من شهر رمضان، في مركز دمنهور بمحافظة البحيرة، هو قيام زوج بقتل عروسه، الذي لم يمر علي زواجه منها سوي 15 يومًا فقط، بعد أن اكتشفت أمره ومعايرتها له بشذوذه الجنسي، فما كان من الزوج سوي خنقها علي فراش الزوجية خوفًا من افتضاح أمره.

كانت البداية عندما تزوجت نهي الشابة الصغيرة، من محمد عامل الألوميتال وعندما أغلق عليهما باب واحد، اكتشفت الزوجة حقيقة زوجها الشاذ جنسيًا، وذلك بعد أن اعترف الزوج بحكايته كاملة، وأنه اعتاد علي ممارسة الشذوذ السلبي منذ أن كان صغيرًا.

شعرت الزوجة وقتها بالصدمة بعد اكتشافها حقيقة زوجها، ولكنها قررت الاستمرار معه للنهاية خوفًا من الفضيحة، وفي اليوم الأول من شهر رمضان وعلي فراش الزوجية، لم تتمالك الزوجة أن تكتم مشاعرها، وطلبت الطلاق وعايرته بشذوذه الجنسي، وقتها لم يتمالك الزوج نفسه إلا وهو يطبق علي أنفاس زوجته ويخنقها حتي الموت، بواسطة وسادة علي فراش الزوجية.

رسم الزوج علي وجهه مشاعر الحزن، في محاولة منه لإظهار أن الحادث حادث وفاة عادي، ولكن عندما توجه شقيق الزوجة لاستخراج شهادة الوفاة، اكتشف مفتش الصحة بالمعاينة الظاهرية لجثة العروس، أن هناك حادثًا وراء الوفاة.

وعندما تولي رجال المباحث التحقيق في الحادث، باستجواب أقارب العروسين وتضيق الخناق علي الزوج، اعترف بتفاصيل جريمته، حيث قال إنه اعترف لزوجته بعد أن دخل بها، بأنه شاذ جنسيا سالب، واعتاد ممارسة الشذوذ، وبعد مرور 15 يومًا احتدمت المناقشة بينهما وعايرته بشذوذه فقام بارتكاب جريمته، وتحرر بذلك المحضر رقم 5582 إدارى مركز دمنهور، وتمت إحالة الزوج للنيابة التي تباشر التحقيقات.

إذا كانت هذه الجريمة التي ارتكبها شاذ جنسيًا، قد انتهت علي فراش الزوجية بالقتل، فهي جريمة استثنائية ارتكبت لأن الزوج حاول إخفاء حقيقة مرضه، ولكن جرت العادة أن يدفع الشواذ حياتهم، ثمنا للبحث عن نزواتهم ورغباتهم الشاذة، والتي يستغلها البعض بدافع السرقة.

ففي محافظة الإسكندرية، تمكنت المباحث من القبض علي مسجل سرقات، تخصص في قتل "المثليين جنسيًا" بهدف سرقتهم، كانت بداية الخيط عندما تم العثور على جثة شخص يدعي "وحيد" 54 سنة، مقتول داخل شقته بمنطقة أبو سليمان، مسجاة علي ظهره وفي حالة تعفن رمي ويرتدي "شورت"، وملفوف حول رقبته من الخلف مشنقة.

بالسير في التحريات، تبين أن مرتكب الحادث مسجل خطر، مقيد بسجلات المباحث تحت رقم 1634 سرقات، ومقيم بمنطقة نادي الصيد دائرة قسم محرم بك، بتضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه الحادث بقصد السرقة، ولكن كانت المفاجأة، عندما اعترف لرجال المباحث أنه اعتاد علي استقطاب الشواذ جنسيًا، واصطحابهم لمنازلهم وقتلهم وسرقتهم.

وقام المسجل خطر بقتل 4 شواذ آخرين بنفس الطريقة، وهم ج ع"، و"ع ف"، و"ج م"، و"س ع" وتبين قيام المتهم باستدراج المجني عليهم إلى منازلهم، وقتلهم بنفس الأسلوب والطريقة داخل منازلهم.

بنفس الأسلوب والطريقة قادت الظروف الصعبة، شاب ثلاثيني يبحث عن عمل لارتكاب جريمة قتل لشاذ جنسيًا، طلب منه ممارسة الفجور معه بعد أن استقطبه لمنزله، كانت البداية عندما عثر علي جثة رجل داخل شقته بمنطقة العصافرة بحري عاري الصدر، مسجي علي ظهره ومصاب بجرح قطعي بالرأس.

كشفت التحريات التي قام بها رجال المباحث، أن وراء ارتكاب الحادث شاب ثلاثيني، يدعي "م ج 33 سنة عاطل"، ومقيم بمركز كفر الدوار، حيث اعترف أنه تقابل مع المجني عليه يوم الحادث، حيث أوهمه المجني عليه، بأنه يستطيع أن يوفر له فرصة عمل واصطحبه إلي منزله.

وعندما وصلوا إلي المنزل، قام المجني عليه بخلع ملابسه وطلب منه ممارسة الفجور معه، إلا أن الجاني رفض وقام بالتعدي عليه بالضرب، بواسطة طفاية زجاجية وهو ما أدي لإصابة المجني عليه، بجرح قطعي أودي بحياته، وقام الجاني بسرقة هاتف محمول ونظارة شمسية وكاميرا تصوير وفر هاربًا، حتي تمكنت تحريات المباحث من تتبعه والقبض عليه، وبعرضه علي النيابة قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيقات.

وفي منطقة مصر القديمة بالقاهرة، تمكنت المباحث من كشف غموض حادث قتل "كهربائي" شاب، عثر عليه مقتولًا بطعنة في الرقبة، حيث تبين أنه يرتبط بعلاقة صداقة مع "سماك"، عقب خلافهما في أثناء ممارسة الشذوذ، بعد أن رفض المجني عليه تبادل الأدوار.

كانت البداية بتلقي رجال مباحث قسم شرطة مصر القديمة، بلاغا من "أ ح أ" 19 سنة طالب، من محافظة أسيوط، باكتشافه مقتل شقيقه "ع ح أ" 27 سنة كهربائى، ولم يتهم أو يشتبه فى أحد، بالسير في التحريات، اكتشف رجال المباحث أن وراء ارتكاب الحادث صديق المجني عليه، ويدعي "م.أ.ع" 28 سنة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة.

وفي الصعيد وبالتحديد في محافظة "سوهاج"، تمكنت المباحث من كشف غموض العثور علي جثة شاب ملقاة بترعة أخميم، حيث تبين أن وراء ارتكاب الحادث عامل لارتباطهما بعلاقة شذوذ جنسي، حيث استيقظ الأهالي علي جثة شاب يدعي "ع م ع 19 سنة"، طافية بترعة علي الخفير بناحية آبار الملك دائرة المركز، وبمناظرتها تبين وجود إصابات بالجسد وجروح بالرأس.

بتقنين الإجراءات وتشكيل فريق بحث، تم ضبط مرتكب الحادث والسلاح المستخدم في الجريمة، حيث اعترف شاب يدعي "أ ض 17 سنة" عامل، بأنه ارتكب الحادث بسبب ارتباطه بالمجني عليه بعلاقة شاذة، وإصرار المجني عليه الاستمرار في هذه العلاقة، وهو ما دعا الجاني لارتكاب الجريمة، للتخلص منه خوفا من افتضاح أمره.

وقال أحد المصادر الأمنية بمباحث الآداب، طلب عدم ذكر اسمه، أن مباحث الآداب تقوم بتضييق الخناق علي الشواذ جنسياً، للحفاظ علي قيم والآداب العامة للمجتمع المصري، وذلك من خلال انتشار رجال المباحث في أماكن تجمعهم، في الحدائق العامة والميادين الرئيسية، مشيرا إلي أنه يوجد ثلاثة أنواع من الشواذ، وهو السلبي فقط والموجب فقط، أو السالب والموجب في ذات التوقيت.

وقال أحمد مصلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال بنقابة المحامين، إن ظاهرة الشذوذ الجنسي تنتشر داخل دور رعاية الأطفال وبين أطفال الشوارع، الذي يتم استغلالهم في الأعمال المنافية للآداب علي يد بعض البالغين.

وأضاف مصلحي في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، أن الطفل الذي يتم إجباره وهو صغير علي ممارسة الشذوذ، يتحول لذئب بشري عندما يصل لسن البلوغ، يبحث عن ضحية جديدة لتفريغ عقدته النفسية للإحساس بقوته وفحولته، وهو ما يستوجب معه علاج نفسي للأطفال الذي يتم اكتشاف تعرضهم للاعتداء الجنسي، مؤكدًا أن الشذوذ الجنسي يرتبط بشكل مباشر بعدد من الجرائم، مثل تناول المخدرات والمنشطات الجنسية.

وقال الدكتور شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الأسبق، إن ظاهرة ممارسة الشذوذ في مصر لم تصبح عملًا شائعًا، ولا يمكن أن توصف بالظاهرة، مشيرًا إلى أن ممارسة الشذوذ فعلة نكراء ومشينة ومهينة وغريبة عن المجتمع المصري، ومن يصنع ذلك لا يستحق أن يوصف بالرجل، لأنها ممارسة هذا السلوك يلحق بصاحبه الخزي والعار.

وأضاف الدكتور عبداللطيف في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، أن الله سبحانه وتعالي أهلك قرية بأكملها بسبب ممارسة هذه الفعلة الشنعاء، وقال تعالي في كتابه الكريم (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون ) (الأعراف: 80-82).

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن العقوبة في الشريعة الإسلامية، التي توصل إليها الفقهاء والعلماء، هي القذف من فوق جبل مرتفع حتي الموت، لمن يأتي مثل هذه الفعلة الشنعاء، مطالباً أجهزة الدولة بالعمل علي محاربة هذه الظاهرة بشتي الطرق، عن طريق جميع مؤسساتها، ووضع عقوبة رادعة في قانون العقوبات المصري، مثل السجن المؤبد.

وأكد أن الأسرة المصرية بعاداتها وتقاليدها، يوجد عليها عبء وواجبات كبيرة جداً، للتصدي لمثل هذه الظاهرة، وذلك عن طريق تربية ومتابعة الأبناء، وتعريفهم بخطورة هذا الفعل المشين الذي حرمه الله سبحانه وتعالي. ## ## ## ##
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: