Close ad

ننشر صور مكتبه في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة خيري شلبي أديب الواقعية السحرية والمهمّشين

31-1-2015 | 10:17
 ننشر صور مكتبه في ذكرى ميلاده محطات في حياة خيري شلبي أديب الواقعية السحرية والمهمّشينالصور
عبد الرحمن بدوي
هو فلاح وعامل ترحيل وبائع سرّيح وحرفي.. تعود أن يرمي البذرة في الأرض ويسقيها ويرعاها.. لم تمنعه الصحافة من إنجاز 70 كتابًا بل أعانته عليها، فعلى عكس أدباء جيله ومن سبقوه الذين كانوا يؤمنون بأن الصحافة تأكل الأديب وتضيع وقته وتسطحه، كان هو يقول "اشتغالي بالصحافة أعانني على الأدب".
موضوعات مقترحة


إنه الروائي خيري شلبي، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1938 بقرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، ويُعد من أوائل من كتبوا ما يسمى الآن "الواقعية السحرية"، ففى أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع.



لكن القارئ يصدق ما يقرأ ويتفاعل معه، على سبيل المثال روايته "السنيورة" وروايته "بغلة العرش"، حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعى الصرف، أما روايته "الشطار" فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط هو أن الرواية من أولها إلى آخرها "خمسمائة صفحة" يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف.

عمل خيرى شلبى فى حرف عدة، وعن ذلك يقول: عندما انتقلت للدراسة في معهد المعلمين أصبحت طالبًا مرموقًا في القرية، وبالتالي أصبح من العار أن أعمل مع عمال التراحيل، لذلك اتجهت لتعلم حرفة شأن أقراني في القرية، تعلمتُ الخياطة والنجارة وسمكرة بوابير الغاز، كما عملت كواء، أستطيع حتى هذه اللحظة أن أحيك قمصاني إذا لزم الأمر، كما عملت بائعًا سرّيحًا أحمل حقيبة ملأى بنحو 50 كيلو جرامًا من المنظفات أدور بها على المحلات لكي أكسب خمسة قروش في اليوم، ثم تمردت على هذا العمل لأبيع الأمشاط والفلايات وعلب الكبريت وإبر الخياطة في الترامات.



كشفت رواياته عن حياة المهمشين ، فظهر سكان المقابر، والسمكرية، والقهوجية، والجزمجية، والنجارون، والحدادون، البلطجية، أبطال تبوأت منصة الحكي عنده، وجعلها تحكي عن نفسها بنفسها.

برغم أن السينما والتليفزيون تناولا بعضًا من رواياته، فإنه كان يرى نفسه ضيفًا عليهما، كما كان يرى أنه لا تعارض في أن يكتب الشعر والرواية وأدب الرحلات والمقالات الصحفية قائلًا: "في أوروبا مثلاً تجد الكاتب له دواوين عدة من الشعر وروايات وكتب في الرحلات، وأقربهم نايبول الفائز بجائزة نوبل، الكاتب كاتب.. والكاتب المتكامل الأدوات يستطيع أن يمارس كتابة كل الأجناس الأدبية".

قدم شلبي نحو 70 كتابًا ضمت روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية ودراسات نقدية، ومن أشهر رواياته "السنيورة"، و"الأوباش"، و"الشطار"، و"الوتد"، و"العراوي"، "موال البيات والنوم"، "ثلاثية الأمالى" أولنا ولد- وثانينا الكومى- وثالثنا الورق"، "بغلة العرش"، "صالح هيصة"، "إسطاسية" وغيرها من الأعمال.



ومن مجموعاته القصصية "صاحب السعادة اللص"، "المنحنى الخطر"، "سارق الفرح"، "أسباب للكى بالنار"، وغيرها، ومن مؤلفاته ودراساته: "محاكمة طه حسين: تحقيق في قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي"، "أعيان مصر" (وجوه مصرية)، "غذاء الملكات" "دراسات نقدية"، "رحلات الطرشجي الحلوجي"، "مسرح الأزمة ""نجيب سرور"، وغيرها.

قُدمت أعماله للسينما، ومنها فيلم "الشطار" مع المخرج نادر جلال، وفيلم "سارق الفرح" مع المخرج داود عبد السيد عن قصة قصيرة، وللتليفزيون قدم مسلسل "الوتد" من إخراج أحمد النحاس، ومسلسل "الكومي" عن ثلاثية الأمالى، من إخراج محمد راضي، ويعد مسلسل "وكالة عطية" المأخوذ عن روايته التي تحمل نفس الاسم، آخر ما قدم للتليفزيون حيث تم عرضه في رمضان عام 2009.

وترجمت معظم رواياته إلى الروسية والصينية والإنجليزية والفرنسية والأوردية والعبرية والإيطالية، وقدمت عنه عدة رسائل للماجستير والدكتوراة في جامعات القاهرة وطنطا والرياض وإكسفورد وإحدى الجامعات الألمانية.



حصل الراحل على عدد من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب ‏2005، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981، أيضًا حصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، ونال الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق عام 2002، كذلك حصل على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "وكالة عطية"، كما حصل على جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية "صهاريج اللؤلؤ" 2002، ورشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب.



وتميز خيرى شلبي بكتابة "البورتريهات" التي ترسم ملامح شخصيات معروفة بأسلوب أدبى، وكان يكتب مقالات صحفية في كثير من الصحف، ومنها "الأهرام"، و"الأسبوع"، كما عمل رئيسا لتحرير مجلة "الشعر" التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان يشغل قبل رحيله منصب مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الأدب الشعبى التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

لقطات:
* خيري شلبي قام بتغيير اسمه إلى خيري شلبي بدلاً من خيري عكاشة خوفًا من أن يقال إنه قريب الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق.

*كان يحب نجيب محفوظ، ويذوب في هوى يحيى حقي ويقبِّل عتبات يوسف إدريس، وتعلم من الطيب صالح الكثير.

*كتب مسرحيات للأطفال لكنها لم تر النور حتى الآن.

* كان قليل الخروج وأمتع الأماكن بالنسبة له الأماكن التي فيها مؤلفاته، ومنها المقابر.

*أكثر شيء كان يثير غضبه الإهمال والكسل.

وفي التاسع من سبتمبر 2011 رحل الأديب والروائي الكبير خيري شلبي عن عمر يناهز 73 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية، وبقي أدبه خالدًا خلود الزمان.



كلمات البحث
الأكثر قراءة