Close ad

"ها مين هناااك".. خفير الدرك يجوب ضواحي القاهرة.. والشارع المصري سعيد بعودته بعد غياب 60عامًا

21-7-2014 | 12:36
 ها مين هناااك خفير الدرك يجوب ضواحي القاهرة والشارع المصري سعيد بعودته بعد غياب عامًااللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية مع قوات الدركات الأمنية المترجلة
عبد الرحمن بدوي
نتيجة للفوضى التي بدأت تظهر في شوارع القاهرة وغيرها من المحافظات بعد ثورة يناير بات لازمًا عودة الانضباط الأخلاقي والتصدي لأعمال العنف والبلطجة سواء على المواطنين أو المنشآت العامة والخاصة، رأت وزارة الداخلية ضرورة عودة "خفير الدرك" مرة أخرى بعد غياب ستين عامًا، حتى يمكن للمواطنين الاستغاثة الفورية به أينما كانوا في محاولة منها للسيطرة الإجرامية التي بدت تنتشر في كل مكان.

وقد كان نظام عسكرى الدرك مفعلًا فى كل الميادين والشوارع حتى قيام ثورة يوليو 1952، حيث ألغت هذا النظام واختفى تمامًا من مصر.

وكان اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق، قد قرر عودة نظام عسكرى الدرك فى عدد من أقسام الشرطة بمديريات أمن القاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر وأسوان، وتم انتقاء العناصر المخصصة لذلك، وتم تدريبهم وفق برامج متطورة لرفع اللياقة البدنية والرماية القتالية الثابتة والمتحركة وتم تدريبهم على الانتشار السريع وتسليحهم لتحقيق الردع والتصدى الفورى لأى محاولات عنف وبلطجة وإرهاب على المواطنين وعلى المنشآت سواء العامة أو الخاصة.

بالإضافة إلى تزويدهم بالسيارات حتى يكون هناك سرعة فى الانتقال إلى مكان الحدث، وأجهزة لاسلكى وتم الربط بينهم وبين غرفة عمليات وزارة الداخلية حتى يتم التواصل من أجل تحقيق الأمن فى الشارع وللمواطنين.

ولكن بعد إقالة اللواء جمال الدين وتعيين اللواء محمد إبراهيم وزيرًا للداخلية، من قبل الرئيس المعزول محمد مرسى، وفى فبراير 2013 أي بعد تعيينه بشهر واحد، أصدر إبراهيم قرارًا بإلغاء نظام عسكري الدرك حتى أول شهر يوليو الحالى، وقرر عودة هذا النظام مرة أخرى بهدف تحقيق الأمن وإعادة الانضباط على حد تعبيره.

وقد جسدت السينما المصرية وسجلت شخصية خفير الدرك في العديد من الأفلام قام الفنان الراحل علي الكسار ببطولة فيلم يحمل نفس الاسم، كما اشتهر الراحل رياض القصبجي بشخصية الشاويش عطية إثر قيامه بأداء دور "عسكري الدرك" فى العديد من الأفلام بالاشتراك مع أبو ضحكة جنان الفنان إسماعيل ياسين.

قامت "بوابة الأهرام" باستطلاع رأي الشارع المصري حول عودة وتفعيل خفير الدرك مرة أخرى، حيث يقول محمد محمود مهندس، إنه سعيد جدًا بهذه الخطوة التي حتما سيكون لها دور فعال في انضباط الشارع المصري قائلًا " أخيرًا "ح نسمع ها مين هناك" مرة أخرى.

وتقول عبير الغنيمي، استشاريه في الموارد البشرية، إن القرار تأخر كثيرًا، وكان يجب أن يتم تفعيله عقب ثورة 25 يناير، إلا أنه وعلى كل حال سيجلب لنا ولأولادنا المزيد من الطمأنينة بعد أن كنا نسير في الشوارع بدون أي غطاء أمني.

أما سيدة أحمد ربة منزل، فتقول كنت أخاف على أولادي من النزول ليلًا لقضاء بعض متطلبات المنزل ولكن الآن أصبحت مطمئنة لوجود حماية في الشارع وشخص قريب منا يمكن الاستغاثة به إذا حدث أي مكروه.

وأضافت، أنها فكرة قديمة كانت تؤمن الناس في الشوارع والبيوت، وأن عودة هذه الفكرة للعمل مرة آخرى تؤكد أن القيادة الجديدة تسير في الاتجاه الصحيح.

وجدير يالذكر، أن نشأة هذه القوات تعود إلى تنظيم قوات الدرك الفارسية، حيث تشكلت وحدات الدرك الفارسية فى عام 2300 قبل الميلاد وبعدها انتقل هذا التنظيم إلى العديد من البلدان الأخرى.

كما يجمع المؤرخون على أن أول من أرسى قواعد عمل قوات الدرك كهيئة أمنية هدفها حفظ الأمن بين السكان المدنيين هى فرنسا، حيث أنشأت قوات "الجندرمة" فى القرن الثانى عشر الميلادى، وبعد ذلك انتقل هذا التنظيم إلى العديد من الدول الأخرى التى كانت لها صلة بفرنسا أو واقعة تحت سيطرتها أو استعمارها.

وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، ارتبطت كلمة "درك" بالعثمانيين بعدما أدخلوا قوات الدرك لحفظ الأمن ومنذ ذلك الحين واسم رجل الدرك مرتبط بتعريف قوات الشرطة فى الكثير من البلدان العربية حتى وبعد انتهاء الخلافة العثمانية واستقلال الدول العربية عن الاستعمار الأجنبى مثل تونس والمغرب والجزائر.

ويعود تاريخ التسمية إلى تنظيم قوات الدرك الفارسية الذى تشكل فى عام 2300 قبل الميلاد، واستخدم هذا الأسم فى الكثير من الدول حول العالم فى القرن الثانى عشر الميلادى، ثم انتقل اسم الجندرمة من اللغة الفرنسية إلى العديد من دول العالم.

وفى الدول العربية تختلف التسمية، فى مصر والمغرب والجزائر والأردن تسمى هذه "بقوات الدرك"، أما فى السعودية والعراق والكويت وتونس والبحرين تسمى "قوات الحرس الوطنى"، وفى لبنان تسمى قوى الأمن الداخلى.
كلمات البحث
الأكثر قراءة