Close ad

كيف يتم تعيين شيخ الأزهر والبابا فى مصر؟

31-10-2010 | 16:53
أشرف بدر
سؤال يحظى علي الدوام باهتمام المسلمين والأقباط على السواء و تعاظمت أهمية طرحة بعد وفاة المغفور له الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق وفي ظل تعدد زيارات البابا شنودة إلي الخارج للعلاج وآخرها توجهه غدا إلى أمريكا لاجراء فحوصات جديدة. والذي لا يعلمه الكثيرون أن هناك لوائح محددة تحكم عملية التعيين فى المنصبين الكبيرين سواءبالأزهر أوالكنيسة المصرية.

بالنسبة للأزهر هو أعلى مؤسسة دينية في مصر، بل يعتبره الكثيرون أعلى مرجعية مؤسسية"للسنة" في العالم الإسلامي بأكمله، لذا فإن منصب شيخ الأزهر يحتل مكانة كبرى وسط المناصب الدينية في العالم لمسلمي السنة.
وشيخ الأزهر كمنصب بدأ رسميا عام 1101 هـ ، وتعاقب عليه حتى الآن اثنان وأربعون عالما، كان أولهم الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي، .
وكان تنصيب شيخ الأزهر يتم باتفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه فإذا أجمعوا أمرهم على اختيار أحد العلماء أخطروا ديوان أفندي سكرتير عام ديوان القاهرة، ليقوم بإبلاغ الباشا العثماني (الوالي) باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الإختيار.
ومع تولي أسرة محمد علي الحكم في مصر، تغيرت عملية اختيار شيخ الأزهر حيث كان يتم بتدخل من الوالى ، ومع الجهود المبذولة لتطوير جامع الأزهر وإصلاحه، ظهرت جماعة كبار العلماء سنة (1239هـ = 1911 م ) في عهد المشيخة الثانية للشيخ سليم البشري، ونص قانون الأزهر وقتها على أن يكون اختيار شيخ الجامع الأزهر من بين جماعة كبار العلماء، وكان ذلك يضمن ما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر من العلم والمعرفة والسمعة وحسن الخلق.
وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961 الخاص بتطوير الأزهر، ألغيت هيئة كبار العلماء وحل محلها ما عرف باسم مجمع البحوث الإسلامية، ويتكون من 50 عضوا على الأكثر، كان من بينهم في بداية نشأته حوالي 20 من غير المصريين من كبار علماء العالم الإسلامي، ولا تسقط عضوية أي منهم إلا بالوفاة أو الاستقالة أو العجز الصحي.
ومجمع البحوث هو الذي يقرر إسقاط العضوية، وهو الذي يملأ المكان الشاغر بانتخاب أحد المرشحين سواء بالاقتراع السري أوبأغلبية الأصوات، ويتم اختيار شيخ الأزهر بشكل عام من بين أعضاء المجمع ويكون رئيس الجمهورية وحده هو صاحب القرار . وعلى أن يعين ولايقال .
وقد جعل هذا القانون شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية وفي كل ما يتعلق بالقرآن وعلوم الإسلام.

وبالنسبةللمقعد البابوى فيكون الإختيار له عن طريق "القرعة "
حيث تجري مراسم انتخاب البابا الجديد بعد وفاة سابقه ب7 ايام من بين 3 مرشحين بقرعة يسحبها أحد الاطفال. ويتم اختيار المرشحين الثلاثة عن طريق لجنة تضم 1500 من الاساقفة والصحفيين والاغنياء والوزراء ويشترط في هؤلاء المرشحين عدم زواجهم وبألا يقل عمرهم عن 40 عاماعلي أن يشارك المسيحيون الاثيوبيون فى التصويت لانتخاب البابا فى غرفة الهيكل بالكنيسة المرقسية

ويعد الوضع بالنسبة لاختيار "البابا" مختلفا عن " شيخ الازهر" فبعيدا عن الجدل حول صحة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا (85 عاما) فان لائحة الكنيسة الخاصة بانتخاب البابا أقرت عام 1957 شروطا عديدة يجب أن تتوافر فيمن يترشح لشغل المقعد البابوي؛ أبرزها أن يكون مصريا قبطيا أرثوذكسيا، وأن يكون من الرهبان المتبتلين (غير المتزوجين ولم يسبق لهم الزواج)، ويبلغ من العمر 40 عاما ميلادية على الأقل عند خلو الكرسي البابوي، وأن يكون قد قضى في الرهبنة مدة لا تقل عن 15 عاما، وألا يكون مسؤولا عن أي إبريشية، وهو ما يجعل خلافة البابا محصورة في عدد لا يتجاوز 100 أسقف.
وتقضي التقاليد الكنسية بألا يتم الحديث عن خلافة البابا أثناء وجوده على قيد الحياة وهو الأمر الذي ساهم في اتساع مساحة الجدل كلما مر البابا شنودة بمتاعب صحية وتحدد اللائحة طريقة اختيار البابا عن طريق ما يسمى بـ "المجمع الانتخابي"، الذي يضم نحو 1500 شخص هم فقط من لديهم الحق في التصويت لاختيار البابا.
وتقوم لجنة مكونة من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملي بتحرير جداول الناخبين الذين سيمثلون المجمع الانتخابي، ويكون لهم حق التصويت، ويختار القائمقام البطريرك (شخص يتم اختياره لتسيير أمور الكنيسة حتى يتم اختيار بابا جديد) من أعضاء اللجنة، وتكون رئاستها لأعلى رجال الدين من أعضائها رتبة أو أقدمهم رسامة.
وتقوم اللجنة بقيد أسماء الناخبين من الفئات التي حددتها اللائحة ومن بينها المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة ووكلائها، و24 كاهنا من كهنة القاهرة، و7 من كهنة الإسكندرية، والوزراء الأقباط الحاليين والسابقين، وأعضاء مجلس الأمة الأقباط (البرلمان حاليا)، وأصحاب الصحف ورؤساء تحريرها، ومحرري الصحف اليومية، شريطة أن يكونوا أعضاء في نقابة الصحفيين.
وذلك إضافة إلى 12 من الأراخنة (أغنياء ووجهاء الأقباط) من كل محافظة، بشرط أن يكون كل منهم بلغ من العمر 35 عاما، وأن يكون حاصلا على شهادة دراسية عالية أو موظفا حاليا أو سابقا بالحكومة لا يقل مرتبه عن 480 جنيها سنويا، أو موظفا بأحد المصارف أو الشركات أو المحال التجارية على ألا يقل مرتبه عن 600 جنيه سنويا، أو يكون ممن يدفعون ضرائب للدولة لا تقل عن 100 جنيه سنويا، وفي الحال الأخيرة يشترط أن يكون الناخب يجيد القراءة والكتابة فقط.
وتقول المادة الأولى من اللائحة إنه "إذا خلا كرسي البطريرك بسبب وفاة شاغله أو لأي سبب آخر فيجتمع المجمع المقدس والمجلس الملي العام بناء على دعوة أقدم المطارنة رسامة وبرياسته وفي ميعاد لا يتجاوز سبعة أيام من تاريخ خلو الكرسي لاختيار أحد المطارنة قائمقام البطريرك، ويصدر أمرا جمهوريا بتعيين القائمقام البطريرك ليتولى شؤون البطريركية الجارية بحسب القوانين والتقاليد الكنسية وطبقا للوائح المعمول بها؛ وذلك إلى أن يتم تعيين البطريرك"
وتجري عملية التصويت في يوم واحد في حضور مندوب من وزارة الداخلية، ويتم إعلان أسماء الثلاثة مرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات بحسب الترتيب، ويتم في "الأحد" التالي اختيار البابا من بين الفائزين الثلاثة عن طريق ما يسمى بـ"القرعة الهيكلية"، والتي تجري في الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة
وتجرى القرعة عن طريق كتابة أسماء الفائزين الثلاثة في ثلاث ورقات وطيها بدقة، ثم يقوم أحد الأطفال باختيار ورقة يكون صاحبها هو البابا الجديد، وتتم القرعة داخل غرفة الهيكل
ومن المفارقات التي حوتها اللائحة التي لم يتم إجراء أي تعديل عليها منذ إقرارها عام 1957- ونفى البابا شنودة فى عظته الاخيرة اجراء اي تعديل عليها - أنها تسمح للمسيحيين الإثيوبيين بالتصويت عن طريق الانضمام إلى المجمع الانتخابي؛ وذلك بالحضور بأنفسهم أو عن طريق وكلاء على أن يتم تحديد أسمائهم عن طريق السفارة الإثيوبية بالقاهرة. وحددت اللائحة الوكلاء الرسميين الذين يحضرون من إثيوبيا، وهم "المطران والأساقفة"، و"مندوب حضرة صاحب الجلالة الامبراطور"، و"24 كبيرا من كبراء الامبراطورية يعينهم جلالة الامبراطور


كلمات البحث
الأكثر قراءة