هطلت أمطار غزيرة بصورة غير متوقعة في العاصمة الأرمينية يريفان، بعد ظهر اليوم الجمعة في أثناء مسيرة شعبية، إحياء لذكرى مرور ١٠٠ عام على مذابح ارتكبها قادة أتراك ضد الجاليات الأرمنية، في عدة دول كانت خاضعة للدولة العثمانية.
بدأت المسيرة الشعبية في أعقاب احتفال رسمي رعاه رئيس جمهورية أرمينيا سيرج ساركسيان، وحضره قادة وممثلون من ٦٥ دولة، بينهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا أولاند.
وقد اصطف عشرات من باعة الورد على جانبي الطريق المخصص للمسيرة، بداية من قاعة المؤتمرات الكبرى التي شهدت انعقاد المنتدى الدولي الأول، مرورًا بمتحف الإبادة الذي يوثق ما جرى للأرمن على يد العثمانيين، وانتهاء بالنصب التذكاري الذي يتم وضع الورد فيه كتعبير رمزي عن تذكر معاناتهم.
ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية في أرمينيا فقد كان متوقعًا هطول أمطار في نحو السابعة مساء، وخلافًا لذلك فقد هطلت الأمطار بغزارة بداية من الثالثة عصر اليوم الجمعة، بينما وصلت درجة الحرارة إلى ٣ درجات فقط، خلال المسيرة.
وتسببت الأمطار الغزيرة في تسريع وتيرة المشاركين بإنهاء المسيرة، خاصة أنها تبدأ وتمر وتنتهي في منطقة مكشوفة تمامًا.
وفيما شاركت دول عربية، بينها لبنان والإمارات التي حضر وزير الصحة في حكومتها الاحتفال الرسمي، فإن التمثيل المصري الرسمي قد غاب على أي مستوى، رغم وجود تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء بين مصر وأرمينيا.
شارك في المراسم وفد من ٧٠ مصريًا، بينهم أرمن من الجيلين الثاني والثالث، الذين هاجروا إلى مصر بدايات القرن العشرين، واستقروا فيها، وانقطعت صلتهم بوطنهم الأم، قبل أن يمنحوا جوازات سفر أرمينية قبل عامين فقط، بعد ضغوط مارسوها لعودة الصلة بوطنهم الأصلي.
وضم الوفد صحفيين وإعلاميين وأكاديميين، إضافة إلى تمثيل محدود من مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب المصرية، فيما شارك تواضروس الثاني بابا الإسكندرية- وهو أعلى سلطة روحية للأقباط الأرثوذكس- بصفته الكنسية فقط، تضامنًا مع الكنيسة الأرثوذكسية الأرمينية، وفقًا لتصريح سابق لقداسته خص به "بوابة الأهرام".