منذ اندلاع ثورة 25 يناير قفزت إلى السطح براجماتية وميكافيلية جماعة الإخوان وسعيها إلى السلطة وتغليب ذلك على مصلحة الثورة والمصلحة الوطنية فهى تستخدم الثورة وشعاراتها وقت الحاجة وفقًا لبوصلة مصالحها الخاصة لذا لم يكن من المستغرب أن تدعو الإخوان والكيانات المحسوبة عليها للتظاهر ضد النظام الحالى متعللة بأحداث مرت على الثورة تنكرت الإخوان فيها إلى الثورة والثوار.
موضوعات مقترحة
ويأتى فى إطار ذلك دعواتها للتظاهر فى ذكرى أحداث محمد محمود واليوم بذكرى أحداث مجلس الوزراء على الرغم من خيانة الجماعة للثورة والثوار فى تلك الأحداث وإفساحها المجال لوسائل الإعلام المؤيدة لها خاصة القنوات الدينية لتشويه الثوار واتهامهم بالعمالة والبلطجة والسعى لإفساد "العرس الديمقراطى" وتعطيل الانتخابات وتسليم السلطة للمدنيين التى كانت تطمح أن تتسلمها هى.. وهو ما كان.
مع دعوة بعض الكيانات المحسوبة على الإخوان وخاصة الحركات الطلابية للنزول والتظاهر اليوم للمطالبة بالقصاص لشهداء تلك الأحداث تتجلى ميكافيلية الجماعة وتبنيها الدائم لمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" الأمر الذى أثار حفيظة نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعى، مذكرين الإخوان وحلفاءها فى ذلك الوقت من أنصار الإسلام السياسي كيف كانوا يشنون حملات لتشويه الثوار ويقفون مع المجلس العسكرى ضدهم.
حيث تبادل النشطاء مقطع فيديو لأمين عام حزب "الحرية والعدالة" آنذاك، الدكتور محمد سعد الكتاتني، يصف خلاله ما يحدث في شارع قصر العيني وأمام مبنى مجلس الوزراء بكونه مأساة حقيقية، مشيرًا إلى أن هناك من لا يريد لهذا الوطن الاستقرار، ويرفض الانتقال السلمي للسلطة ويسعى لتعكير الجو الديمقراطي الذي تعيشه مصر، في إشارة إلى الثوار، رافضًا تحول الاعتصامات والتظاهرات السلمية لـ"أجندات" تريد لهذا الوطن عدم الاستقرار.
الدكتور محمود غزلان، القيادى بالإخوان هو الآخر برر أسباب عدم نزولهم إلى اعتصام مجلس الوزراء بنفس الأسباب التي دعتها من قبل إلى عدم النزول فى أحداث شارع محمد محمود، معتبرًا أن مشاركة الإخوان في الأحداث قد تؤدى إلى مزيد من التصعيد أو إلغاء الانتخابات، وأن الجماعة اكتفت بالمطالب التى طرحتها وقتها حول تقدم المجلس العسكرى بالاعتذار وإجراء تحقيق من جهة مستقلة وتعويض أهالى الشهداء والمصابين، والاستمرار في إجراء الانتخابات البرلمانية، وتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية يونيو 2012.
وكان أبرز ما ذكره الجميع هو موقف الإسلام السياسي وإعلامه من مواقع التواصل والقنوات الدينية من واقعة سحل فتاة التحرير "ست البنات"، فبرغم ارتياع المجتمع المصرى فى الداخل والرأى العام العالمى للواقعة التى شاهدها الجميع على الهواء وبرغم فشل التبريرات التى ساقتها قيادات المجلس العسكرى وقتها بزعم أن فيديو واقعة السحل والتعرية مزوّر، وإن العساكر كانوا يحاولون مساعدة الفتاة في ارتداء ملابسها ثم عودته لإصدار بيان اعتذار عنها للشعب.. كان الإخوان وأنصارها يبررون ويتهمون الفتاة بأبشع التهم.
"ايه اللى وداها هناك؟"، "وليه كانت لابسة عباية بكباسين".. كانت أبرز التحليلات التى خرجت بها الفضائيات الدينية لتحمل الضحية مسئولية الجريمة التى ارتكبها الجانى دفاعا عنه.
خالد عبدالله الإعلامى الشهير بعدد من القنوات الدينية والمؤيد لجماعة الإخوان كان أحد أبرز هؤلاء الذين تبنوا تشويه الثوار والقوى المدنية المعارضة للإسلام السياسي والإخوان، واستضاف ضيوفًا من رموز ذلك التيار فى برامجه خصص لهم الوقت والمجال لإطلاق سهام التشوية والإدانة لفتاة التحرير وتجاوز الأمر للخوض فى عرضها والنهش فى سمعتها وسمعة المتظاهرين السلميين.
فتارة يتهمهم بالعمالة والخيانة وتارة يتهمهم بتعاطى المخدرات والممنوعات، كما كان يحرض عليهم ويختلف الروايات الكاذبة عنهم وعن فتاة التحرير دون أدنى محاسبة أو انتقاد من داخل التيار الإسلامى.
واليوم فى ذكرى تلك الأحداث تدعو الكيانات المحسوبة على الإخوان للتظاهر للمطالبة بالقصاص لضحايا تلك الأحداث، كما تستمر الإخوان وأنصارها فى مطالبة القوى الثورية بوحدة الصف من أجل استكمال الثورة، ومازال رد القوى الثورية كما هو "لكم ثورتكم والبحث عن شرعيتكم.. ولنا ثورتنا".