-
الرئيسية
-
محليات
دراسة: أسماك "المنزلة" تتغذى على مخلفات صناعية.. وتناولها يتسبب فى الإصابة بالفشل الكلوى وتلف بالمخ
7-1-2014 | 17:52
أسماك "المنزلة"
عصام بدوي
كشف الدكتور حسين محمد الشافعى، أستاذ الكيمياء الحيوية البيئية بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية بورسعيد، أن بحيرة المنزلة تعانى من التلوث الناتج عن الصرف الصحى والزراعى والصناعى الوارد من المصارف العمومية، والذى يضر بالأسماك، ويمثل خطرا على صحة الإنسان.
وأشار الشافعي، فى دراسة قامت بنشرها الهيئة العامة للثروة السمكية، إلى أن أبشع صور التلوث تظهر في بحيرة المنزلة، وذلك بسبب تخلص خمس محافظات من مياه الصرف الصحي، التى تقدر بكميات تصل إلى 6 ملايين متر سنويا فى البحيرة من قبل محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط، إضافة إلى ما يتم إلقائه في مصرف بحر البقر من مياه صرف وهو أخطر هذه المصادر والذى يبلغ طوله 190 كم، ويمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية الإسماعيلية والدقهلية ويصب فى بحيرة المنزلة وتقدر كميات مياه الصرف الصحى غير المعالج التى يلقيها هذا المصرف حوالى 1.7 مليون متر.
وأكد أن الأخطر من ذلك مصادر التلوث من الصرف الصناعي، حيث تصب فى بحيرة المنزلة مخلفات 42 شركة ومصنعا بالمحافظات، بالإضافة إلى الصرف الزراعي بما يحمله من بقايا المبيدات والأسمدة الكيماوية المستخدمة فى الزراعة.
وقالت الدراسة، إن نتائج التحاليل التي أجرتها بعض المراكز العلمية أكدت وجود أملاح الزئبق وأملاح الزنك فى مياه البحيرة وفى أسماكها بنسبة عالية، مما تسبب فى موت الكثير من الأسماك وأصيب المتبقي منها بالتسمم وأصبح غير صالح للاستهلاك الآدمى، مشيرة إلى أن التلوث الناجم عن مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى غير المعالجة، يتسبب فى تلوث البحيرة بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزرنيخ والحديد والكادميوم والزئبق وبنسب عالية جدا مما يجعلها من أخطر الملوثات على البيئة المائية وصحة الإنسان، ويعتبر أخطرها الزئبق، حيث يعمل الزئبق على تدمير الجهاز المضاد للمعادن فى الكبد، مما يؤدى اإلى تراكم العناصر الأخرى فى الجسم.
وأشارت الدراسة إلى أن الأبحاث التى أجريت على أسماك البحيرة أكدت أن نسب تركيز هذه العناصر كانت مرتفعة فى العضلات، وهذ يعنى أن تناول هذه الاسماك يسبب أضرارا خطيرة للإنسان، كما تسببت بنزيف فى خياشيم الأسماك وظهور المخاط على السطح الخارجى لهذه الأسماك، كما بينت الدراسة أن نسب التلوث فى مياه وتربة بحيرة المنزلة أعلى منها فى جميع بحيرات مصر ونهر النيل.
وحذرت الدراسة أن ارتفاع نسب المعادن الثقيلة فى الأسماك قد يضر بصحة الإنسان، فارتفاع نسبة الزئبق التى تخلفها مخلفات الصرفي الصحي والصناعي في البحيرة يخلف أسماكا تناولها ينقل للجسم سموما تؤثر على المخ والعصب الشوكى عند الإنسان، ويتسبب في العديد من الأعراض كالاضطراب العصبى، وفقدان الذاكرة، وفقدان الثقة بالنفس، وقد تصل خطورة الزئبق إلى اختراق الأنسجة الواقية للجنين فى بطن الأم والوصول إلى الجنين وإحداث تلف فى المخ.
كما أن زيادة نسبة معدن الكادميوم في البحيرة قد يؤدى إلى أسماك يؤدي تناولها إلى اضطراب وظائف الكليتين، وقد يؤدى إلى فشل كلوى فى الحالات المتقدمة، ولين العظام "نتيجة لاضطراب دورة الكالسيوم فى الجسم".
بينما زيادة نسبة الرصاص فى البحيرة، والذى حدث نتيجة تلوث البحيرة بمخلفات المصانع فى الأماكن الصناعية، ينتج أسماكا تناولها، يصيب الإنسان بأنيميا نتيجة لإتلاف عدد من التفاعلات الحيوية فى الجسم، الهزال وفقدان الشهية، وتلون اللثة باللون الأزرق عندما تصل نسبة الرصاص فى الدم إلى 0.6 – 0.8 جزء فى المليون، بينما يؤدي إلى الفشل الكلوى فى الحالات المتقدمة.
يذكر ان بحيرة المنزلة كانت شاطئًا سياحيًّا؛ بسبب اختلاط الماء المالح بها، كما أنها كانت تنتج فى الماضى ما لا يقل عن 450 ألف طن من الأسماك سنويًّا بما يعادل ثلث إنتاج مصر من الثروة السمكية؛ حيث كانت تنتج ما يزيد على 20 نوعًا من الأسماك، بسبب وجود البواغيز التى تنقل مياه البحر المالح إليها، وتأتى معها كميات كبيرة من الأسماك، إلا أن غلق البواغيز، وإهمال تطهيرها جعل البحيرة تقتصر على نوعى سمك فقط؛ هما البلطى والقراميط.
وبعد أن كانت البحيرة بيئة خصبة لنحو عشرات الأنواع من الأسماك النيلية والبحرية ومأوي لمئات الآلاف من الطيور المهاجرة أصبحت مركزا طاردا لهذه الثروات التي كان يعمل علي استخراجها أكثر من 150 ألف صياد يعولون أسرا كبيرة.
كلمات البحث