Close ad

مبتكر دواء الكبد الجديد لـ"بوابة الأهرام": سأوفر المركب الكيميائي والتكنولوجيا لمصر.. وبدون الدولة لن نحقق تقدمًا

30-12-2013 | 13:08
مبتكر دواء الكبد الجديد لـبوابة الأهرام سأوفر المركب الكيميائي والتكنولوجيا لمصر وبدون الدولة لن نحقق تقدمًا د. ريمون شينازى مبتكر دواء الكبد الجديد
حوار: أشرف أمين
فى انفراد جديد لـ"بوابة الأهرام"، أعلن د. ريمون شينازى مبتكر دواء الكبد الجديد عن تعاون يتم حاليًا بين فريقه البحثى وعلماء من جامعة القاهرة لتشكيل فريق بحثى دولى لدراسة مركب دوائى جديد سيمنحه لمصر لإجراء الأبحاث والتجارب بمعامل جامعة القاهرة والمعامل الدولية على أمل الوصول إلى مركب دوائى مصرى فى غضون ست سنوات، كما قام البروفيسور المصرى المولد الأمريكى الجنسية بالرد على كافة الأخبار والشائعات التى أثيرت مؤخرًا فى وسائل الإعلام والمتعلقة بحضوره لطرح دواء الكبد للتجربة قبل اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية..

وإلى نص الحوار:

- فى البداية نريد أن نشكركم على إجراء هذا الحوار، وأسأل إذا كانت هناك أى أخبار جديدة قابلة للنشر فى الوقت الحاضر؟

* بالفعل فعلى مدار الشهور الماضية قمت أنا وفريقى البحثى باتصالات ومناقشات مستمرة مع د.جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة وعدد من علماء الجامعة لتكوين فريق بحثى دولى لإجراء التجارب المعملية والإكلينيكية على مركب دوائى جديد. وفى غضون الأسبوع الحالى سيتم توقيع اتفاقية التعاون المشترك بيننا.

- ما الذى ستقدمه لهذا المشروع؟

* لدى عدة مركبات دوائية لم تختبر بعد معمليًا وحسب تقديرنا وخبراتنا فلهذه المركبات فرص كبيرة فى أن تكون فاعليتها الدوائية أفضل من دواء Sofosbuvir الذى اعتمدته مؤخرًا هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للتغلب على الفصيل الجينى الرابع لفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى سى. وكما ذكرت لك فى الحديث السابق فأنا على استعداد لمنح مصر المركب الكيميائى والخبرات العلمية والفنية كى تشارك مصر فى ابتكار وتصنيع دوائها بنفسها.

- ما هو المطلوب أن يتم حتى يتحقق هذا المشروع العلمى الهام لمصر؟

* بدون تحالف وتكاتف كافة المعنيين ببحوث وصناعة الدواء فى مصر فمن الممكن أن نصطدم بعثرات لا نهاية لها تجهض المشروع قبل ميلاده. كما أنه بدون تمويل الدولة المصرية لبحوث هذا المشروع الهام لصناعة الدواء المصرية ولإيجاد حلول وطنية لفيروس سى فإنه من الأجدى عدم البدء أصلا فى المشروع. فتمويل ومشاركة الدولة سيعطى لها الحق فى تصنيعه وإنتاجه بسعر زهيد وفى متناول يد المريض المصرى وقدرات الدولة.


- فى تقديرك ماهو متوسط عدد سنوات البحوث العلمية لتحويل المركب الكيميائى إلى دواء؟
* فى المتوسط فإن البحوث فى الولايات المتحدة وأوروبا تستغرق ما بين 5 إلى 6 سنوات إذا سارت الأمور على مايرام. ودائمًا ما نسعى فى المراحل البحثية من التأكد من كل مرحلة حتى لانستهلك وقتا وأموالا دون تحقيق الهدف المنشود. كما أن متوسط الإنفاق البحثى على المركب الكيميائى الواحد حتى يصل الى مستوى دواء يقدر بنحو 80 مليون دولار. وبالتأكيد ستقل تلك التكلفة كثيرا إذا أجريت البحوث فى مصر والمراكز البحثية والجامعات المصرية.

- هل المعامل البحثية المصرية مؤهلة لإجراء تلك البحوث الدوائية؟

* بالطبع لقد زرت المعامل وقابلت العديد من الباحثين فى مصر وأنتم مؤهلون للتعلم وتوطين التكنولوجيا. وطبقًا للخطة المقترحة فإن الجزء الأول من البحوث سيجرى بالخارج ثم سيتم استكماله بمصر. ولضمان دقة النتائج العلمية سيتم إجراء نفس التجارب البحثية والإكلينيكية بصورة موازية فى كندا وفرنسا. وما أريد التأكيد عليه هو أنه لايجب أن نخشى من الإنفاق على التجارب البحثية فبدون الأخطاء العلمية لايمكننا التعلم وبناء قاعدة من البحوث الدوائية فى مصر.

- أثيرت منذ أيام عدة أخبار فى الصحف المصرية عن لقاء أجريته عام 2012 مع وزيرة البحث العلمى السابقة د.نادية زخارى عبر الطبيب المصرى الأمريكى طارق حسنين على أمل الحصول على الدواء للتجارب الإكلينيكية فى مصر ما حقيقة هذا الأمر؟

* لقائى مع الوزيرة زخارى كان لقاء تعارفيًا وسئلت كثيرًا من الجانب المصرى عن دواء
Sofosbuvir فى ذلك الوقت ولم يكن لدى ما أحجبه عنكم لأننى كنت قد بعت المركب الدوائى وشركتى للشركة التى تصنع الدواء حاليًا وأنشأت شركة جديدة كما أننى بعد هذه الزيارة انقطعت علاقتى بالدكتور طارق وبدأت التنسيق والتعاون مع أساتذة جامعة القاهرة وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية مثل د. وحيد دوس ود. منال حمدى السيد وجئت مصر أكثر من مرة خلال العام الحالى والماضى وعقدت عدة اجتماعات لمناقشة سبل التعاون البحثى مع العديد من مؤسسات الدولة المعنية بالأمر. وآمل أن نصب اهتمامنا الآن على ما نحن ساعين لتحقيقه.

كلمة المحرر: وختامًا، من الوهم والعبث أن نقنع القارئ أنه يمكن تخليص مصر تمامًا من مرض الالتهاب الكبدى الفيروسى سى، بين عشية وضحاها إذا ما وفرنا دواء الكبد الجديد اليوم لـ 14 مليون مصاب و200 ألف حالة جديدة كل عام. فالأزمة الصحية التى نواجهها تستدعى سن وتفعيل سياسات صحية للحد من انتشار العدوى وسد منابعها فبدون تلك الأولوية من نشر الوعى والحد من الإصابة سنفاجأ بإعادة إصابة من تلقوا العلاج الجديد بالأموال الطائلة لأن البيئة الصحية تسمح لكل مريض أن يصيب ما بين 3 إلى 4 حالات جدد. وكما تضاعف عدد المصابين بمصر على مدار سنوات دون وجود رشيدة لتقدير حجم المشكلة ومدى تضخمها فمن الأجدى أن نكون واقعيين ونشرك المواطن فى الخطة الزمنية التى ستضعها الدولة على مدار السنوات القادمة للحد من العدوى ووضع البيئة التشريعية واللوائح وتفعيلها وكذلك استراتيجية علاج الحالات والتخلص التدريجى من المرض بين المصريين. كل هذه الأمور سيعضدها توافر بحوث دولية وأدوية محلية الصنع لعلاج المرضى. وإلى أن تعلن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية عن استراتيجيتها للسنوات القادمة فمن الأجدى أن نكون صرحاء ونعترف بالأخطاء الحالية وأن المشكلة كبيرة تحتاج وقتًا واستراتيجية بعيدة المدى.
كلمات البحث