بالتزامن مع مظاهرات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي التي انطلقت بعد صلاة الجمعة، تأييدًا للشرعية والمطالبة بعودته للحكم من جديد تحت شعار " الشعب يريد إسقاط الانقلاب " بمحافظتي القاهرة والجيزة، بدأت استعدادات القوى الثورية لمليونية " النصر والعبور " احتفالاً بذكرى انتصار العاشر من رمضان وتأييداً للجيش، التي سوف تبدأ بعد صلاة العصر، وقد تزايدت أعداد الخيام إلى 16 خيمة استعداداً للمليونية التي دعت إليها جبهة 30 يونيو والتيار الشعبي للتأكيد على نجاح الثورة ودعمًا للقوات المسلحة.
موضوعات مقترحة
بالفعل انطلقت مظاهرات مؤيدي الرئيس السابق بعد صلاة الجمعة من أمام مساجد الخازندار بشبرا وصهيب الرومي بالشرابية والسلام بمدينة النور بالزاوية بعد عمليات الحشد والتعبئة خلال خطب الجمعة، وتستكمل المسيرات أيضًاً من أمام مساجد التقوى بشبرا الخيمة والقدس بالمرج والنور المحمدي بميدان المطرية والعزيز بالله بالزيتون والسلام الحي العاشر بمدينة نصر والحمد بالتجمع الخامس والمهدي بمدينة السلام والمراغي بحلوان وعمرو بن العاص بمصر القديمة والرحمن الرحيم بصلاح سالم ومصطفى محمود بالمهندسين والمغفرة بالمهندسين والصباح ومشارى بالهرم والتوحيد بفيصل. مع الدعوة لمظاهرات مماثلة في المحافظات بشكل متزامن.
في المقابل اكتفي متظاهرو التحرير والاتحادية بعدة منصات استعداداً للمليونية المتوقع لها بداية التجمع بعد العصر للإفطار، بالتزامن مع إعلان المتظاهرون عن تنظيم عدة مسيرات إلى السفارة الأمريكية اعتراضاً على التدخل الأمريكي بالشأن المصري الداخلي، وللمطالبة أيضًا برفض المعونة الأمريكية لمصر والتأكيد أن مصر قادرة على الاستغناء عن تلك المساعدات.
وأيضًا دعت القوى الوطنية والثورية، بمبادرة من التيار الشعبي المصري، وبالتنسيق مع المصريين المقيمين بالخارج، للتظاهر أمام سفارات الولايات المتحدة الأمريكية بعدد من دول العالم، رفضاً واحتجاجاً على التدخل الأمريكي السافر بالشأن الداخلي المصري.
هذا الاحتشاد داخل مصر وخارجها بعد مظاهرات مؤيدي الرئيس السابق في العديد من العواصم الغربية، يأتي كمحاولة منهم للتأكيد على أن ما حدث يوم 30 يونيه ما أعقبه من تغييرات سياسية أطاحت بحكم الإخوان المسلمين بمثابة ثورة شعبية بكل المقاييس ودعمها للمؤسسة العسكرية رافضًا لفكرة الانقلاب العسكري الذي يتحدث بها الكثير داخل مصر وخارجها، وأنها كانت مظاهرات واستجابة لنداءات الملايين الذين خرجوا في الشوارع يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط نظام الإخوان تجنبًا لأي صدام أو احتكاك يمكن أن يحدث بين المصريين، بعدما وصلت حالة الاحتقان والاستقطاب الداخلي إلى انسداد سياسي قابل للانفجار. ومؤكدين في نفس الوقت على أن المسيرات كلها سوف تكون ذات طابع سلمي وحذروا من لجوء الطرف الآخر للعنف أو الاحتكاك بالمتظاهرين السلميين.
من جانبه قال محمد عبد العزيز المتحدث باسم حملة " تمرد " أننا لن نسمح لأحد بسرقة ثوره 30 يونيه، وسوف نحاول أن نتفادى الأخطاء التي وقعت فيها القوى الثورية بعد ثورة 25 يناير، موضحا أن الباب سيظل مفتوحًا للحوار والوفاق الوطني للجميع من دون إقصاء سياسي لأحد، طالما أنه لا يقوم بتعطيل مسار ثورة 30 يونيو، ولا يفرض رأيه على الآخرين بالعنف عبر الشارع.
كما طالب حسن شاهين عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد الأجهزة الأمنية بالتصدي بكل حسم لكل ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي، ولا يوجد مجال للحديث عن مصالحة وطنية، في ظل إلقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل وأمام السيارات، إلا أنه أكد من ناحية أخرى أن دعوات الحوار مازالت قائمة ومستمرة، ونتمنى أن يلبى شباب الإخوان المسلمين تلك الدعوة ويندمجوا معنا في الحياة السياسية، مؤكدًا ضرورة إلقاء القبض على القيادات الإخوانية التي تحض الشباب على العنف ورفض المصالحة حسب زعمه.
ومن جانب آخر، قال محسن هاشم متحدث باسم حركه كفاية: إنه من الضروري أن يتم تطهير المؤسسات والهيئات داخل مؤسسات الدولة من قيادات الإخوان، طالما أنهم لا يردوا مصلحة الوطن ويسعوا إلى تدميره.
فيما أكدت منى عامر المتحدث باسم التيار الشعبي: أننا سوف نستمر في الفعاليات للحفاظ على ثوره 30 يونيو، وأننا حاليا نقوم بعدد من الاتصالات والتنسيق مع المصريين في الخارج حتى يشعروا بالارتباط الوطني والتفاعل فيما يحث داخل الشارع السياسي المصري، وذلك بالتنسيق والاتفاق مع السفارات والجاليات المصرية بالخارج، لتنظيم وقفات داعمة لما يحدث في مصر، بالتزامن مع الوقفات داخل مصر.
إزاء العلاقات مع الولايات المتحدة، قال عامر أنه تم الاتفاق على إرسال رسائل للكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية وجميع المؤسسات، مفادها أن ما حدث بمصر بعد ثورة 30 يونيو، كانت تعبير ونتيجة عن إرادة شعبية، وأن انحياز الجيش للشعب كانت حتميًا حتى لا يعطى الفرصة لوقوع صدام بين المصريين وحقنًا للدماء.
أكدت الرسائل أيضًا أن المصريين ببلدان غربية مثل فرنسا، إيطاليا، أسبانيا، كندا، وهولندا، وبالإضافة لتونس أكدوا تضامنهم مع تلك الدعوة وسوف ينظمون واقفات دعمًا للشرعية الجديدة اليوم. إلا أنها وصفت الموقف الأمريكي مما حدث من تغييرات سياسية بــ " المتعنت " وعبرت عن خشيتها أن هذا الموقف سوف يجعل من العلاقات المستقبلية بين البلدين غير مستقرة، بل اتهمت مسئولي إدارة الرئيس باراك أوباما بدعم العنف في الشارع. وأضافت أن مصر لن تعود أبدًا للأوضاع التي سبقت ثورة 30 يونيو، مهما كانت التحديات فإن إرادة الشعب المصر فوق كل شيء.
واعتبر أحمد طه النقر المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير، إن جماهير الشعب ستسطر خلال فاليات اليوم صفحة جديدة في تاريخ ثورتنا وستقول للعالم، إن شعب مصر لن يسمح بسرقة ثورته، وسيقف مع جيشه في مواجهة المؤامرات الخطيرة، التي يقودها تنظيم دولي يحاول اختطاف الوطن وتقسيمه وتحويله إلى مرتع لجماعات الإرهاب العالمية، التي تتخذ من الدين ستارا لتحقيق مخططاتها الكونية.
وأضاف أن من حق جيش مصر علينا أن نحتفل معه بذكرى نصر العاشر من رمضان الذي حررنا فيه الوطن من الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن ذلك سيكون يومًا تاريخيًا آخر ننتصر فيه على جماعة الإخوان وعصابات الإرهاب الدولية التي تسعى لاختطاف الثورة والوطن والاستقواء بالأجانب لمساعدتهم على تحقيق مخططاتهم ضد مصر.
وناشد جماهير الشعب الزحف على الميادين بعد صلاة العصر لتناول الإفطار والسحور والاحتفال بجيشنا الوطني الذي لبى نداء الشعب وحمى الثورة وأثبت للعالم أجمع أنه ابن الشعب ورهن إشارته وإرادته.